اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ201 على التوالي حربه على غزة، مخلفا شهداء وجرحى في غارات على رفح ومناطق أخرى، في حين واصل مئات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى في ثاني أيام عيد الفصح اليهودي.

يأتي ذلك في ظل استعداد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع، فقد قالت المعلومات إن جيش الاحتلال طالب الفلسطينيين في مربعات سكنية في بيت لاهيا بإخلائها بزعم أنها تشهد قتالا خطرا.

كما أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثث 342 شهيدا حتى اللحظة من المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع.

في غضون ذلك، استمرت انتفاضة الجامعات الاميركية احتجاجا على ما يحصل في غزة، حيث لم تنجح كل محاولات الكونغرس في احتواء الازمة واقناع المعترضين بالتراجع عن احتجاجهم، ما ادى الى استقالة عدد من الاساتذة، في موازاة فشل قوات الامن في وقف الاحتجاجات، حيث سجل اعتقال المئات خصوصا في جامعة كولومبيا، التي هددت باتخاذ اجراءات استثنائية لانهاء العام الدراسي.

ففيما لا تزال المقاومة الفلسطينية حاضرة في الميدان، تواصلت امس عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد أكثر من 200 يوم على بدء ملحمة «طوفان الأقصى».

ووقعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى استدعاء طائرة مروحية لإطلاق النار في محيط المكان.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، دك قوات الاحتلال المتوغلة شرقي جحر الديك وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.

من جهته، أعلن المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم - الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، استهداف تجمعات الاحتلال في محيط المستشفى التركي وسط القطاع، بقذائف الهاون من العيار الثقيل، مشيراً إلى إيقاع خسائر في صفوف الاحتلال.

كما أكّد تمكن المجاهدين من إسقاط مسيّرة للاحتلال من نوع «كوات كابتر» شرقي حي الزيتون بمدينة غزة والسيطرة عليها.

ونشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لرشقات صاروخية استهدفت «سديروت» و «نيرعام» ومستوطنات «غلاف غزة».

المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم أكّد أنّ مقاتليه قاموا، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى، باستهداف قاعدة «زيكيم» العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ من عيار 107 ملم، وأصابت الصواريخ أهدافها، وأوقعت في صفوف الاحتلال خسائر في الأفراد والمعدات. وأعلن أبو خالد استهداف قوات الشهيد عمر القاسم مستوطنة «نيرعام» بصاروخ من العيار الثقيل، مؤكداً إحداث أضرار في المستوطنة.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في «كيسوفيم» في «غلاف غزّة».

وذكرت إذاعة «جيش» الاحتلال الإسرائيلي أنّ الصواريخ التي أصابت مستوطنة «سديروت» أُطلقت من شمالي قطاع غزّة، المنطقة التي أعلن الاحتلال منذ أشهر أنه أنهى عملياته فيها، زاعماً تحقيق أهدافه في تدمير قدرات المقاومة.

هذا وقالت المعلومات إنّه في مقــابل الصــورة المؤلمة مــع استمرار الاحتلال في حرب الإبادة بعد أكثر 200 يوم من العدوان على قطاع غزة، المقاومة أضحت أكثر قوة وصلابة، مؤكّداً أنّها ثابتة على مواقفها، ولا تتنازل عن شروطها.

الى ذلك، أعلن جيش الاحتلال امس سحب لواءين من الحدود الشمالية استعدادا لتنفيذ مهام في غزة، في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام إسرائيلي عن اجتياح وشيك لمدينة رفح جنوبي القطاع.

وقال جيش الاحتلال في بيان إنه حشد لواءين من قوات الاحتياط لمواصلة ما سماها مهمة الدفاع والهجوم في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99، مشيرا إلى أن اللواء 2 التابع للفرقة 146 واللواء 679 التابع للفرقة 210، اللذين عملا حتى الآن على الحدود الشمالية أجريا الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة.

ولم يوضح البيان سبب سحب سحب اللواءين من الشمال باتجاه غزة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن القوات التي يتم حشدها ستحل محال كتيبة «ناحال» التي يفترض أن توكل إليها مهمة اجتياح رفح.

وفي الإطار، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الجيش متأهب لبدء عمليته البرية في رفح قريبا، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية من عواقب كارثية، حيث تؤوي المدينة نحو 1.5 مليون نازح.

من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش نقل ألوية الاحتياط إلى الكرمل بعد تدريبها، وأنها ستتحرك من الشمال للقتال في غزة.

وكانت هيئة البث قالت إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح قريبا جدا في عملية عسكرية تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان وبموافقة أميركية.

وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس إجراءات يتعين اتخاذها تحضيرا لعمليات في رفح، وخاصة في ما يتعلق بإجلاء المدنيين. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن تل أبيب تسعى لإقناع واشنطن بأن العملية في رفح ضرورية، وأن تديرها غرفة مشتركة إسرائيلية أميركية.

وتقول «إسرائيل» إن الهجوم المرتقب على رفح يهدف الى تفكيك 4 كتائب عسكرية لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس).

إجلاء السكان

وقد نشرت وكالة أسوشيتد برس صور أقمار صناعية قالت إنها تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقرب من خان يونس المتاخمة لرفح في إطار الاستعدادات الجارية للعملية العسكرية المحتملة.

وفي إشارة إلى قرب تنفيذ العملية، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين مصريين أن «إسرائيل» تعد لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس.

وبحسب المصدر نفسه، من المفترض أن تستغرق عملية الإجلاء أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تنظم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول عربية.

وكانت مصر نفت أن تكون ناقشت مع «إسرائيل» العملية العسكرية المرتقبة في رفح وأكدت مجددا معارضتها لها، كما حذر الأردن امس من أن اقتحام رفح سيؤدي إلى مجزرة إسرائيلية جديدة.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بات رايدر إنه لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على بدء أي نوع من العمليات البرية الكبرى في رفح، مضيفا أن بلاده لم تطلع بعد على أي خطة إسرائيلية مفصلة تعالج المخاوف الأميركية من تداعيات الاجتياح المحتمل على المدنيين.

عملية شمال غزة

وفي التطورات العسكرية أيضا، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف بيت لاهيا شمالي قطاع غزة استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة. وكان جيش الاحتلال أصدر أوامر لـ4 أحياء في بيت لاهيا بإخلائها بزعم أنها تشهد قتالا خطرا. ودفعت التهديدات الإسرائيلية أعدادا من سكان بيت لاهيا إلى النزوح باتجاه مناطق أخرى بشمال القطاع.

وقد كشفت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قرر بدء العملية في أعقاب إطلاق الصواريخ في الأيام الأخيرة من مناطق بالشمال باتجاه سديروت وعسقلان وزيكيم ومستوطنات أخرى في غلاف غزة.

ومؤخرا نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية هي الأولى منذ 4 أشهر في بيت حانون، كما نفذ مؤخرا عملية عسكرية شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

على صعيد آخر، تواصلت حركة الاحتجاجات الطالبية والاعتصامات في جامعات أميركية مرموقة للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 200 يوم ووقف تسليح أميركا لـ «إسرائيل»، وواصل طلاب مؤيدون للفلسطينيين اعتصامهم في المزيد من الجامعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة.

في الوقت ذاته، شنت السلطات حملة اعتقالات جماعية في عدد من جامعات الساحل الشرقي، كما دعت شخصيات سياسية لاستخدام وحدات «الحرس الوطني» للتصدي للطلاب المناهضين «لإسرائيل» في جامعة كولومبيا بنيويورك.

في غضون ذلك، قال نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن تحدث عما وصفها بالهتافات الدنيئة المتداولة في المظاهرات الطالبية بالجامعات الأميركية، في إشارة للهتافات المؤيدة لغزة والمنددة بالحرب الإسرائيلية على القطاع.

بوريل

أكد مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الحرب الإسرائيلية على غزة عرّضت مدن القطاع إلى «دمار أكبر ممّا تعرّضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية».

وأوضح بوريل، خلال كلمة ألقاها في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، أنّ  أكثر من 60% من البنية التحتية المادية في غزة تضرّرت، ومنها 35% دُمّرت بالكامل. 

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟