لم يعد أمام العدو الإسرائيلي إلا رفح، هكذا يقول "الإسرائيليون" الذين يعتبرون أنه بدون هذه العملية لا يمكن أن يتحقّق أي انتصار لهم، وكأنها الأمل الوحيد بالنسبة إليهم. لكن بغض النظر عن نتائج العملية لناحية إذا كان هناك إمكانية لتحقيق ما يحلمون به، أم أنها واقعاً ستُكرِّس الهزيمة "الإسرائيلية" في هذه الحرب، تبقى عاملاً ضاغطاً على نتنياهو خاصة أن في الجهة المقابلة يَعتبر الأميركي أن عملية رفح تُعطِّل أو تعرقل له مشاريعه، لذا إن لم يكن مع اتخاذ هذه الخطوة على الأقل، يكون مع تأجيلها...
واقعاً لا يستطيع نتنياهو تجاهل أي من الموقفيْن، باعتبار الأول فيه مصير حكومته، وبالتالي مستقبله السياسي الذي يتهمه "الإسرائيليون" أنه يخوض الحرب من أجله ، والثاني الموقف الأميركي الذي لا يمكن أن يتخطاه، بمعنى لا يستطيع الدخول الى رفح من دون موافقة أميركية.
هذا التعارض بين أميركا واليمين المتطرّف في الحكومة "الإسرائيلية" لا يقتصر فقط على ذلك، وإنما يصل الى اتفاق تبادل الأسرى مع حماس، الذي يسعى إليه الأميركيون ويُعارضه بن غفير وجماعته في الحكومة الى حد التهديد بالاستقالة، وبذلك تزيد الأمور تعقيداً على نتنياهو.
يريد الأميركي تحقيق إنجاز في ملف الأسرى، ويريد تعزيز التحالف العربي - "الإسرائيلي" بوجه إيران، الذي بدا واضحاً ليلة الرابع عشر من نيسان وزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى السعودية توضع في هذا الإطار، ويَعتبر أن عملية رفح إن لم تعرقل له مساراته السياسية ستُعقِّد الأمور عليه أكثر. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تَعتبر واشنطن أنه في حال أقدم "الإسرائيلي" باتجاه خطوة رفح، ستزيد الاحتجاجات في الولايات المتحدة التي تُقلق إدارة بايدن خاصة أنها على أبواب انتخابات، بالإضافة الى أنها تعتبر هذه العملية دون جدوى، عدا أنها بالنتيجة لن تقضي على حماس.
هذا الواقع يعرفه "الإسرائيلي" أيضاً وتحديداً نتنياهو، لذا لا يُظهِر جدية بالبدء بالعملية رغم تهديده وإعلانه أكثر من مرة عن استعداده وجهوزية الجيش لها، الذي يستخدمه لربما للضغط في المفاوضات. لكن على ما يبدو كيلا يتعدى مرحلة التهديد، يحتج بالموقف الأميركي لكيلا يُقدِم على خطوة يعرف نتيجتها مسبقاً، ولكن الفرق هذه المرة أنها آخر خياراته في عدوانه على غزة، التي ما زالت مقاومتها تضع "الإسرائيلي" والأميركي معاً في أزمة، لأن بقاءها أيضاً لا يعني فقط أنها تُفشل أهداف الحرب "الإسرائيلية"، وإنما أيضاً تعرقل المسارات والمخططات الأميركية في المنطقة.
بالإضافة الى أزمة رفح التي يعيشها نتنياهو ويستخدم التهديد بها كسلاح للضغط، يعتمد الأسلوب نفسه مع جبهة جنوب لبنان، حيث يروّج لها البعض كخيار بديل عن رفح، لكن في الواقع فإن بين التهديد بالدخول الى رفح والتهديد بتوسعة الحرب في الجنوب، ورغم صعوبة خيار رفح للأسباب التي تم ذكرها، فإن خيار جبهة الشمال أصعب بكثير لناحية الكلفة على العدو التي تفوق كلفة عملية رفح، ويخاصة أن حزب الله لا يزال بكامل قوّته، وهذا ما يدركه "الإسرائيلي" جيداً...
يتم قراءة الآن
-
حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!
-
بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية
-
أميركا تملأ الفراغ بـ... الفراغ
-
قمّة المنامة... نوم جماعي
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
15:33
انطلاق نيران مباشرة باتجاه موقع "الرمثا" التابع للاحتلال
-
14:56
حادث سير بين 3 سيارات وفان ركاب على أوتوستراد العقيبة باتجاه طرابلس وزحمة سير شديدة تسجل في المحلة.
-
14:54
الغارة على السيارة في المصنع وقعت قرب السوق الحرة بين الأمن العام اللبناني والأمن العام السوري على الحدود السورية.
-
14:46
الطّيران الحربي "الإسرائيلي" شنّ غارات على بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدتَي راميا وبيت ليف في جنوب لبنان.
-
14:45
استهداف السيارة في المصنع وقع قرب حاجز للفرقة الرابعة السورية على الحدود مع لبنان (العربية).
-
14:36
غارة "اسرائيلية" على سيارة في منطقة المصنع في البقاع، والمقاومة في جنوب لبنان تستهدف موقعي الراهب والمالكية "الاسرائيليين".