اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا تزال أزمة المصارف تتصدر المشهد في لبنان، وتلقي بثقلها على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، تاركةً وراءها مآسي إنسانية ومخاوف من مستقبل مجهول.

ومن بين المصارف التي تمر بأزمة خانقة تهدد مستقبلها وأموال مودعيها، مصرف BEMO، الذي يثير استحواذه على مصرفـي AUDIوBYBLOS فـي سوريا العديد من التساؤلات حول مصدر الأموال التي تم استخدامها في صفقتي شراء حصصهما، وفيما إن كانت من أموال الـمودعين المحتجزة فـي لبنان.

من المؤكد أن اكتشاف مودعي بنك BEMO أن أموالهم استخدمت لتمويل طموحات وأحلام التوسع الخارجي الشخصية في سوريا من قبل إدارة المصرف، سيثير موجة من الإحباط والاستياء لديهم.

يذكر أن أزمة BEMO سببها خلافات عائلية، وهي تعود إلى ما قبل عام 2019، عندما توفي الأخ الأصغر جورج عبجي، عضو مجلس إدارة المصرف. وفاته خلّفت فراغًا كبيرًا، وفتحت الباب أمام استفراد شقيقه رياض بالإدارة.

اتّخذ رياض عبجي سلسلة من القرارات الخاطئة التي أدت إلى خسائر فادحة للمصرف، فقد فقد أطلق منتجًا فاشلاً "Obegi Mortgage Credit"، كبّد المصرف خسائر فادحة على مدى خمس سنوات.

كما ساهم واستفاد رياض عبجي من الهندسات التـي رعاها وانتجها مصرف لبنان، خلال الأعوام 2016 حتـى 2018 بفوائد عالية ومداخيل خيالية وذلك على حساب قيمة النقد الوطني وحسابات المودعين لدى المصارف.

لم تقتصر أخطاء رياض عبجي على ذلك، فقد سهّل تحويل أموال في BEMO Europe، حيث بادر عبجي الـى اتباع سياسة الـمفاضلة واوعز الـى بعض الأصدقاء والـحلفاء والـمقربين منه بأنه سيسهّل لـهم عمليات تـحويل أموالـهم فـي حال قرّروا ايداعها فـي مصرف Bemo Europe وذلك بالتأكيد بـهدف خلق كتلة كبيرة من الإيداعات لدى مصرف Bemo Europe دون التأكد من مصادر هذه الأموال ومدى ملاءمتها الأنظمة المعمول بها في اوروبا.

سياسة الـمفاضلة هذه، دفعت بكل من الرئيس التنفيذي للمصرف فـي لبنان السيد سـميح سعادة الـى الاستقالة وقد تبعه بعد ذلك الـمدير العام السيد غابرييل فرنـجية، هاذان الـمصرفيان المخضرمان، قرّرا الابتعاد عن رياض عبجي الذي بقي وحيداً فـي إدارة مصرف BEMO ، وقد استغل هذا الواقع لاتخاذ المزيد من القرارات الخاطئة والمشبوهة والتي دفعت بباقي أعضاء مجلس الأدارة السادة: ديريك الزين،وليد الجنادري،عادل سطل،كارين عبجي، بيتر هريشداكيان، منصور حجار، الى الاستقالة ايضا.

وسياسة الـمفاضلة هذه، دفعت بـمدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون الـى فتح تـحقيق يتناول مصرف BEMO وطلبت رفع السرية الـمصرفية عن حسابات أعضاء مـجلس الإدارة والـمساهـمين الكبار فـي الـمصرف.

ولا يزال التحقيق قائماً وربـما سيؤدّي الـى الادعاء على رئيس مـجلس إدارة الـمصرف بـجرائم تبييض الأموال والاثراء غير الـمشروع سنداً للقانون رقم 306/2022.

وعلم ان مصرف Bemo Europe يعانـي أيضاً من أزمة خانقة حيث ان لـجان التحقيق الـمصرفـي فـي اللوكسمبورغ قد بادرت الـى توجيه عدّة إنذارات ووضعت الـمصرف وإدارته تـحت الـمجهر وأعطته مهلة لتسوية.

وقد جاء تغريـم احد المصارف التابعة لمصرف لبناني من قبل سلطة الاشراف على الـمصارف فـي سويسرا، ليزيد الشكوك مـمـّا دفع بكافة السلطات الأوروبية الـى الـحذر بالتعاطي مع الـمصارف التابعة لـمصارف لبنانية وتشديد الرقابة عليها.

فهل يأتـي دور مصرف Bemo Europe بالغرامة والوضع تـحت إدارة السلطة الـمصرفية العليا فـي اللوكسمبورغ نظراً للمخالفات العديدة الـمرتكبة من قبل ادارته؟

وفوق هذا أنفق رياض عبجي أموال المودعين على مغامراته ومشاريعه الشخصية، وللتغطية على ذلك بادر الى رعاية المعارض الفنية الـمصحوبة بكوكتيلات وحفلات غنية وغيرها.

يواجه BEMO اليوم مفترق طرق: إمّا أن يُعيد بناء الثقة واستعادة ماضيه المشرق الذي يذكر بمؤسسيه ومبادئهم، أو ينزلق نحو الهاوية والإنهيار. ويعتمد مستقبل المصرف على قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة تتوافق مع معايير الحوكمة العالمية، والالتزام بأعلى معايير الأخلاقيات، والتكيف مع التطورات المتسارعة في القطاع المصرفي (Digital banks، AI)، ووضع مصلحة العملاء في المقام الأول.

إنّ مستقبل BEMO مرهون بقدرته على التغيير الجذري، كي لا يواجه مصيرًا قاتمًا قد يؤدي إلى انهياره.

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية