اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اتهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين بأنهم "يكرهون إسرائيل، ويكرهون دينهم" مثيرا بذلك عاصفة من انتقادات البيت الأبيض والزعماء اليهود.

وردا على سؤال من مساعده السابق سيباستيان غوركا عن انتقادات الديمقراطيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن طريقة تعامله مع الحرب على قطاع غزة، قال ترامب "أعتقد في الواقع أنهم يكرهون إسرائيل، والحزب الديمقراطي يكره إسرائيل".

وتابع ترامب الذي أصبح الأسبوع الماضي المرشح المفترض للحزب الجمهوري، قائلا "أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين يكره دينه. إنهم يكرهون كل شيء يتعلق بإسرائيل، وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم لأن إسرائيل سوف يتم تدميرها".

وأثارت هذه التعليقات ردود فعل عنيفة فورية من البيت الأبيض وحملة الرئيس جو بايدن الانتخابية والزعماء اليهود. ومن دون أن يذكر ترامب بالاسم، وصف المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس التعليقات بأنها "خطاب حقير ومضطرب ومعاد للسامية".

وأضاف بيتس "مع تزايد الجرائم وأعمال الكراهية المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم، ومن بينها الهجوم الأكثر دموية ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة، فإن على القادة التزاما بتسمية الكراهية كما هي وتوحيد الأميركيين ضدها".

أما حملة بايدن الانتخابية فقالت إن "الشخص الوحيد الذي يجب أن يخجل هنا هو دونالد ترامب" ورجح المتحدث باسم الحملة جيمس سينجر خسارة ترامب مرة أخرى بالانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، مبررا ذلك بأن الأميركيين "سئموا استياءه البغيض وهجماته الشخصية وأجندته المتطرفة".

وقال جوناثان غرينبلات، الذي يرأس رابطة مكافحة التشهير، إن "اتهام اليهود بكراهية دينهم لأنهم قد يصوتون لحزب معين هو تشهير وكذب واضح". وكتب على منصة أكس "يجب على القادة الجادين الذين يهتمون بالتحالف التاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل التركيز على تعزيز الدعم الحزبي لدولة إسرائيل بدلا من تقويضه".

وتأتي تعليقات ترامب في الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغوطا متزايدة من الجناح التقدمي في حزبه بسبب دعم إدارته لإسرائيل في هجومها الانتقامي على غزة الذي استشهد فيه أكثر من 31 ألف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول الماضي.

ويواصل بايدن دعم ما يعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" كما انتقد نتنياهو بشكل متزايد. وقال -بعد خطابه عن حالة الاتحاد- إنه بحاجة إلى إجراء ما سماها محادثة "تعال إلى يسوع" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

كما اتهم بايدن نتنياهو "بإيذاء إسرائيل أكثر من مساعدتها" مضيفا "عليه أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تزهق نتيجة الإجراءات المتخذة".

تأثير شومر

واهتم ترامب بشكل خاص بالتعليقات الأخيرة لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي في البلاد، واتهمه بأنه "معاد لإسرائيل للغاية".

وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، انتقد شومر بشدة طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب في غزة، محذرا من أن الخسائر في صفوف المدنيين "تضر بمكانة إسرائيل في جميع أنحاء العالم" كما دعا إسرائيل إلى إجراء انتخابات جديدة.

وبينما نأى البيت الأبيض بنفسه رسميا عن تعليقات شومر، كان الزعيم الديمقراطي وحليفه الرئيسي يعبر عن رأي يتزايد في إدارة بايدن.

ورد شومر على تصريحات ترامب واتهمه بإطلاق "تصريحات حزبية وكراهية للغاية"، وكتب على منصة إكس "إن جعل إسرائيل قضية حزبية لا يضر إلا بإسرائيل وبالعلاقة الأميركية الإسرائيلية".

يُذكر أن الغالبية العظمى من الأميركيين اليهود يعرفون أنفسهم بأنهم ديمقراطيون، لكن ترامب كثيرا ما اتهمهم بعدم الولاء.

وأفاد مركز" بيو" للأبحاث عام 2021 أن اليهود هم "من بين المجموعات الأكثر ليبرالية وديمقراطية في الولايات المتحدة" حيث يتعاطف 7 من كل 10 بالغين يهود مع الحزب الديمقراطي أو يميلون إليه.

وعام 2020، وجد استطلاع للرأي أن ما يقرب من 3 أرباع اليهود الأميركيين لا يوافقون على أداء ترامب كرئيس، حيث صنفه 27% فقط بشكل إيجابي.

كما تزايد استياء الأميركيين من العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفقاً لاستطلاعات رأي أجرتها وكالة أسوشيتد برس ومركز "إن أو آر سي" لأبحاث الشؤون العامة.

وفي كانون الثاني الماضي، قال 50% من البالغين الأميركيين إن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة قد تجاوز الحدود، مقارنة بـ 40% في تشرين الثاني الماضي، وكان هذا الرقم أعلى بين الديمقراطيين حيث قال 6 من كل 10 منهم الشيء نفسه في كلا الاستطلاعين.

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا