وبصرف النظر عن تطوّرات الملف الحكومي التي سلكت منحى تصعيدياً في الساعات الماضية، فإن الوزير السابق نفسه، يؤكد أن الرئيس المكلّف، الذي حرص قبل وبعد خطوته الأخيرة باتجاه رئيس الجمهورية، على التحدّث بلغة إيجابية عن خرق محتمل على جبهة تأليف الحكومة، لن يتوانى عن مواصلة حراكه على هذا الصعيد، وذلك من خلال مواصلة المشاورات مع القوى السياسية المحلية، كما مع الإدارة الفرنسية، من أجل بلورة موقفه من عملية تشكيل الحكومة من جهة، وتوجيه رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهة أخرى، مفادها أنه قام بالدور المناط به، ولكن الكرة لم تعد في ملعبه، بل هي باتت في ملعب رئاسة الجمهورية.
وبالتالي، فإن المشهد الحكومي قد استقرّ على واقع لا يخلو من المراوحة على صعيد إرساء توافق بين الرئاستين الأولى والثالثة، خصوصاً بعدما عاد السجال بينهما حول الصلاحيات إلى المربّع الأول، ولكن مع إضافة عناصر جديدة متمثّلة بالتفسيرات القانونية المختلفة والمتناقضة من قبل الطرفين حول المادة 53 من الدستور، والتي تحدّد كيفية تشكيل الحكومة وتشترط الإتفاق بين الرئاستين.
لكن الوزير السابق نفسه، يستدرك مشيراً إلى أن إصدار مرسوم تأليف الحكومة هو فعل دستوري، لأن رئيس الجمهورية، وبالإتفاق مع الرئيس المكلّف، يقوم بإصدار مرسوم تشكيل الحكومة، وبالتالي، فإن تشكيلة الحريري والطرح المقابل من رئيس الجمهورية، على طاولة البحث في المرحلة الراهنة، ولكن الوصول إلى تحديد نقاط تقاطع بين الطرفين، دونه صعوبات جمّة، أبرزها التأزّم السياسي العام، وإرادة كل من الطرفين رفع مسؤولية تعطيل التشكيل وتحمّل ردود الفعل الفرنسية والأوروبية المعترضة، ومواجهة الشارع الذي بدأ يغلي نتيجة النقاش الدائر حول احتمال رفع الدعم الذي يقدّمه مصرف لبنان المركزي للأدوية والقمح والمحروقات، مع اقتراب احتياطي العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان من النفاد.
يتم قراءة الآن
-
مصارفٌ لبنانية مُهدّدة بالخروج من المشهد المصرفي... وأخطاء استراتيجية استثمارية وقف التعامل بالدولار وإجراءاتٌ لإستعادة الودائع ضرورة كبيرة لاستعادة الثقة شائعاتٌ عن وقف التعامل بالشيكات المصرفية والمطلوب مُلاحقة مافيا مُطلقيها
-
حرص حزب الله على السلم الأهلي يمنعه من كشف الرسائل الوديّة من كلّ الطامحين للرئاسة
-
ايران: لا توجد مقاتلات تستطيع اجتياز اجوائنا دون ترخيص منا
-
مصادر 8 آذار : القوّات نجحت بتحويل الراعي الى طرف في الصراع .. فسقط «الحياد»