اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يعد من الممكن فصل الملف اللبناني عن الواقع القائم على الساحتين الإقليمية والدولية، نظراً إلى أن التطورات التي كانت قد بدأت،على المستوى العالمي، منذ بداية الحرب في أوكرانيا ترخي بثقلها على مختلف الدول دون إستثناء، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لطرح الكثير من علامات الإستفهام حول كيفية إنعكاس هذا الواقع على الساحة اللبنانية، التي تنتظر مجموعة من الإستحقاقات التي تحتاج إلى الحسم في وقت قريب.

ضمن هذا السياق، برزت على الساحة الإقليمية مجموعة من اللقاءات والقمم، التي توحي بأن المنطقة ذاهبة إلى إصطفافات أكثر حدة، سواء تلك التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن، أو تلك التي حصلت في العاصمة الإيرانية طهران، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والمرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

بالنسبة إلى البعض، قد يقود ذلك إلى الحديث عن أن الملف اللبناني ليس أولوية في المرحلة الراهنة، لكن في المقابل هناك من يؤكد أن هذا الملف غير بعيد عما يحصل، خصوصاً أنه بات يتعلق بأمن الطاقة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى كونه ساحة من ساحات المواجهة بين الأفرقاء المتصارعين، وبالتالي هو مفتوح على كافة الإحتمالات، وهنا لا شكّ أن المقاومة هي التي أدخلت لبنان نادي الدول المؤثرة، اذ كان لتهديدتها تأثيرات هامة جعلت "الإسرائيلي" يستنجد بالأوروبيين والأميركي لأجل ضمان استقرار البحر المتوسط، وهنا تُشير مصادر سياسية متابعة إلى أن "الإسرائيلي" طلب من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين العمل على إنهاء ملف ترسيم الحدود، خاصة بعد أن باءت كل محاولات الضغط على حزب الله بالفشل.

هنا، قد يكون من المفيد الحديث عن أن هذا الواقع قد يقود إلى تسوية على مستوى ملف ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل"، لا سيما إذا لم يكن هناك من رغبة جدية بالذهاب إلى مواجهة عسكرية شاملة من قبل كافة الأفرقاء المعنيين بهذه المسألة، على إعتبار أن خطوط التفاوض مفتوحة على وقع تهديدات متبادلة، لكن الأكيد أنه على مستوى الملف الرئاسي قد يكون من الصعب توقع الوصول إلى تسوية في ظل هكذا أجواء، الأمر الذي يبرر تعامل مختلف الأفرقاء المحليين مع هذا الإستحقاق على أساس أنه جولة جديدة من المواجهة.

لذلك يمكن القول، بحسب المصادر، أن الملف اللبناني حالياً هو ملف أساسي وهام على طاولة التفاوض الإقليمي، لكن من باب تمرير الترسيم ومنع الذهاب الى مواجهات عسكرية تعطّل المساعي الأوروبية بالحصول على الغاز البديل عن الغاز الروسي، لكن لا بد من التوقف عند الموقف الروسي من هذه المسألة، فهل سيسمح الروسي بإضعاف ورقة القوة التي يملكتها أي الغاز، والتفرج على غاز البحر المتوسط يحل بديلاً ولو غير كامل عن غازه؟

بالنسبة الى الملفات السياسية فقد تراجعت امام ملف الترسيم، مع العلم أن الإتفاق حول الترسيم في حال حصل قد يكون مقدمة لتسوية سياسية شاملة، لم تظهر بعد معالمها، لذلك يعيش لبنان مرحلة انتظار وترقب، جمدت تشكيل الحكومة، وبرّدت الأجواء الرئاسية.


الأكثر قراءة

التنين أمام الاختبار السوري