اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يزال سكان مدينة طرابلس يعيشون حالة ذعر وخوف شديدين وحالة قلق شديد، رغم مرور ثلاثة ايام على نكبة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وشعر الطرابلسيون حينها بهزة قوية اقلقت نومهم وراحتهم منذ ذلك الوقت. الا ان تداعيات الزلزال الذي دمر مدنا وقرى سورية وتركية، زاد من هواجس سكان المدينة، وخصوصا ان طرابلس تشكو منذ سنوات الحرب من التقصير الفادح والفاضح في اعادة ترميم الابنية القديمة، وغياب الرقابة عن الابنية المنشأة حديثا التي تفتقر الى معايير السلامة العامة.

وما زاد من قلق المواطنين هو الاخبار التي تتوافد عن العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان منذ ايام، وما يمكن ان ينتج منها من اضرار، اضافة الى ما تركته الهزة الارضية من تصدع في الابنية، حيث بدأت تتكشف معالم الهزة الارضية في منطقة القبة بظهور التشققات في احدى الابنية، الامر الذي ادى الى حالة هلع بين السكان، مطالبين الجهات المسؤولة بارسال فرق هندسية تكشف على حال البناء، والعمل على ترميمه قبل انهياره بشكلٍ تام.

وقد اجرت هيئة ادارة الكوارث كشفا في منطقة القبة على المبنى المهدد بالانهيار، وتبين انه غير صالح للسكن، فعملت فرق من الصليب الاحمر وادارة هيئة الكوارث على اخلاء المبنى من السكان ونقلهم الى مجمع في منطقة ابي سمراء الى حين توفير حلول اخرى. كذلك ظهرت تشققات في بناء يقع في منطقة باب الرمل، واخلى سكانه المبنى خوفا من انهياره.

ومن تداعيات الهزة في طرابلس، ان شرفة احد المنازل في مدينة الميناء سقطت اثناء وجود مواطن يقيم في المنزل عليها، وسارع متطوعي الصليب الاحمر الى نقله على الفور الى المستشفى للمعالجة، واكدت المصادر ان البناء كله متصدع نتيجة الهزة الارضية، وقد ادى هذا الحادث الى اخلاء معظم السكان البناء خوفا من انهياره.

في ضوء هذه الاحداث اصدرت القائمة باعمال بلدية الميناء ايمان الرافعي بيانا طالبت فيه جميع المواطنين بالابلاغ فورا عن اي بناء قد تضرر بفعل الهزة الارضية في حال وجود تصدع او تفسخ وتشققات، ليتم الكشف عليه من قبل دائرة الهندسة في بلدية الميناء.

وكان لافتا ما قام به نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب بالكشف عن أضرار كبيرة أصابت أكثر من مئة مبنى في منطقة الشمال خصوصا في طرابلس، من جراء تأثّر لبنان بالهزة الارضية. وخلال جولته اعلن حرب عن خليّة العمل التي تشكلت، والتي تلقّت أكثر من خمسين شكوى، وقامت بزيارة المواقع المتضررة، وطلب من الأهالي اخلاء الأبنية المهددة بالانهيار.

وكشف حرب عن اخلاء بناءَين في بحنّين المنية، وعدد من الأبينة في طرابلس واخلاء مدرسة العهد الجديد في القبة بعد أن ثبت تضررها. وأسف حرب لتضرر أبنية لا يتخطى عمرها العشر سنوات وظهر عليها التصدع بشكل كبير، مشيرا الى أن النقابة تقوم بالتدقيق بهوية المهندسين الذين نفذوا هذه الأبنية وسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم. وأكد حرب أن المجالس البلدية تقوم بواجبها تجاه الأهالي الذن أخلوا منازلهم.

وتقول المصادر، ان الهزة التي ضربت طرابلس ونجت منها، يمكن ان تكون  كانذار لكافة المراجع المختصة وللمهندسين وتجار العقارات، كي يعتمدوا شروط ومعايير السلامة الانشائية في اشادة الابنية، وان ما اصاب الابنية الحديثة من تصدعات يشكل فضيحة وتحتاج الى تحقيق شامل.

كما دعت مراجع اهلية لجنة الكوارث الى اخلاء الابنية المتصدعة منذ سنوات طويلة، ودعت الدولة اللبنانية لتأمين مساكن بديلة تفاديا لوقوع كوارث محتملة جدا، خاصة في حال تكرر الهزات الارضية.


الأكثر قراءة

ولادة أخرى للشرق الأوسط؟