اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يزداد الوضع داخل الكيان الصهيوني تأزماً، تظاهرات تكبر عدداً وتتسع نقاطها، بشكل يترافق مع تصعيد في المواقف السياسية واحتدام المواجهة بين المعارضة والحكومة، التي ما زالت متماسكة حتى اللحظة، مما يُنذِر بتصعيد مرتقب في المرحلة المقبلة.

الانقسام داخل الكيان قائم منذ أوجدوه، لأن بطبيعة تركيبته هو عدة مجتمعات وليس مجتمعا واحدا، لكنه تظهّر اليوم الى العلن بهذا الشكل الذي يُهدِّد وجوده كما يصدر عن قادته أنفسهم، وكان آخر كلام صدر عن رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ: "كلنا نعرف في صميمنا أنّ هذه الأزمة تمثّل خطراً قومياً علينا"، لعلّه كلام يعبّر عن عمق الأزمة "الإسرائيلية".

ووسط ما يحصل يبقى هناك جانب مهم يجب التركيز عليه، هو كيف ستستغل قوى المقاومة ما يحصل في الكيان، وتحديداً المقاومة الفلسطينية؟

من الواضح أن الجبهة الفلسطينية على وتيرة واحدة من الاشتعال، بشكل يتزامن مع اشتعال جبهة العدو الداخلية، ما يشكّل ضغطاً كبيراً على جيش الاحتلال ومستوطنيه، الذين يرتفع عندهم منسوب عدم الأمان في الأراضي المحتلة. فالفصائل الفلسطينية بالتنسيق فيما بينها، وحتى العمليات الفردية التي تقام ضد الاحتلال، تستفيد مما يحصل من انقسامات "اسرائيلية" بزيادة التصعيد داخل الضفة والقدس وأراضي ٤٨ ، بحيث كلما ازداد التصعيد داخل المستوطنات، يزداد الضغط على المستوطنين وتتجذر فكرة عدم أمان فلسطين لهم، وكلما زاد العمل المقاوم وفُتحت الجبهة بين الشعب الفلسطيني والمستوطنين يزيد الارباك والضغط أكثر وأكبر على العدو، ويتطلب جهداً أكبر له ، وللأميركي ويعيد خلط الأوراق ويُصعب مهمة إعادة لململة الأمور في الداخل "الإسرائيلي".

أما عن خيار فتح جبهة من قِبل العدو في غزة أو لبنان، الذي يتم تداوله لإعادة شد العصب الداخلي، رغم أنه ليس لمصلحته، فالنتائج ستكون كارثية على العدو، خاصة في ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، فهو غير متاح للقادة السياسيين وإنما للقادة العسكريين بحُكم الانقسام الذي حصل في جيش العدو، يعني أن شروط القرار غير متوافرة من ناحية، ومن ناحية أخرى ونظراً للارتباط بالأميركي وتأثيره في قرار الحرب، فإن الولايات المتحدة تريد الاستقرار في المنطقة في هذه المرحلة. لكن الحديث عن هذا الموضوع بهذا الشكل ممكن أن يُراد منه إيصال رسائل داخلية من جهة، وتهويل وضغط ولو معنوي على بيئة المقاومة في لبنان.

أمام واقع نتنياهو المأزوم وفي ظل الانقسام الحاد داخل الكيان وإصرار المعارضة على إسقاط الحكومة وإصرار الحكومة على البقاء بنهجها المعتمد الذي يضع الكيان بأزمة وجودية... يبقى كل ما يحصل يخدم هدف المقاومة ألا وهو "إسقاط الكيان وإزالته من الوجود".

الأكثر قراءة

عون لم يتكلّم الزيارة تكلّمت