اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مرة جديدة يُثبت العدو الإسرائيلي أنه عاجز أمام المقاومة في لبنان، وأن تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله له لاقى صداه في الكيان، وتحديداً عندما أكد أن ما يُهدِّد العدو به يمكن أن يكون سبب زواله، وأنّ المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها، شارحاً بالتفصيل بأن أي اعتداء على أي إنسان موجود على الأراضي اللبنانية، سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو من جنسية أخرى، أو بحال الاعتداء على أي منطقة لبنانية، سنرد عليه رداً قاطعاً وسريعاً، وهذا يجب أن يكون مفهوماً.

ومن الواضح، أن «الإسرائيلي» فَهِم جيداً هذا الكلام، فبَعد أن توعَّد وهدد حزب الله بالرد عليه في لبنان بحال ثبت لديه مسؤوليته عن عملية «مجدو»، نَسَب إعتداءاته الأخيرة على سوريا، رغم تكرارها أنها في سياق الرد على عملية التسلّل من الحدود اللبنانية كما سمّاها، لخلق نوع من المعادلة، التي تقول إن الرد سيكون في سوريا على أهداف لحزب الله وايران، مما أوقعه بفخ الرد الإيراني، بعد أن أعلن الحرس الثوري الإيراني استشهاد أحد مستشاريه في الإعتداء «الإسرائيلي» على دمشق، لكن بالنسبة للعدو الإسرائيلي فإن الرد سيبقى ضمن المعادلة ذاتها، على شكل عملية أمنية ممكن أن لا يتم تبنّيها.

لكن الحسابات في الساحة اللبنانية مختلفة تماماً بالنسبة له فهي تفوق قدرته، لذا يهرب من المواجهة المباشرة مع حزب الله في لبنان الى سوريا، باعتبار أن هناك معادلة تحكمها، وبما أن تضخيم العملية الذي حصل من قِبَله كان من الصعب أن يمر دون رد، فوَضَع الاعتداءات على سوريا هذه المرة في هذا السياق، والتي استمرت لثلاثة أيام متواصلة على أهداف يقول العدو إنها تهدده، رغم ذلك فهذا لم يؤثر على الرأي العام داخل الكيان، الذي ينشغل بأزمته الداخلية التي تُثير قلقه أكثر من أي جبهة أخرى. ورغم ذلك يحاول نتنياهو من خلال اعتداءاته على سوريا، أن يقول للداخل «الإسرائيلي» إن الخطر على الكيان يَكمن هنا، وأنتم تنشغلون بالتظاهرات في الداخل، هذا البُعد الداخلي للاعتداءات.

أما البُعد الخارجي فهو القلق «الإسرائيلي» من مسارات المنطقة التي تذهب باتجاه ايران وسوريا بعد الإتفاق الإيراني- السعودي في بكين، والتقارب السوري- السعودي بعودة العلاقات بينهما، وصولاً الى الحديث عن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى القمة العربية التي تستضيفها الرياض الشهر المقبل. وبذلك من الطبيعي أن يُعرقِل هذا المسار «السياسة» التي كان العدو ينتهجها مع دول الخليج ويُعيده خطوات الى الوراء، عدا عن أن نتنياهو لديه مشكلة حقيقية مع الإدارة الأميركية الحالية، ما يعني أنه يجد نفسه مُحاصَراً من الداخل والخارج، فالتحوّلات التي تحصل في العالم ليست لصالحه، لذا نراه وسط كل هذه الضغوط يقوم برد فعل بمثابة «فشة خلق» بالقيام بإعتداءات على سوريا محسوبة النتائج بالنسبة له.

نتنياهو والإدارة الأميركية الحالية على خلافهما واختلافهما، يتفقان على أن التحوّلات في العالم لا تصب في مصلحتهما، لكن ماذا يفعلون أمام مسار مشى بأوجهه العديدة سوى عرقلة بعضها ليس أكثر أو التشويش عليها، أما التهديد المستمر بالحرب مِن قِبَل «الإسرائيلي» فهذا بات يكفيه خطاب واحد فقط من السيد نصرالله يوقظه، ويُذكّره بواقعه الجديد وعجزه، فيدفعه الى التراجع عن التهديد قبل الفعل.. 

الأكثر قراءة

عناصر شبكات "اسرائيلية" اعتقلوا وكشفوا عن معلومات مهمة