اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعدّ الصيام فرصة لإصلاح النفس والجسم. وبعد ان شارف شهر رمضان على الانتهاء، فان هذه العبادة مفعمة بالفوائد الروحية والنفسية والجسدية والاجتماعية وحتى الصحية.

يعمد معظم الأشخاص في رمضان الى استبدال نمط حياتهم العشوائي بآخر صحي منضبط ومدروس، من خلال عدم الاسراف في المأكل والمشرب، وبالتوجه الى أغذية تظهر في هذا الشهر. وما تجدر الإشارة اليه، ان بعض الاطعمة الصحية غنية بالعناصر الغذائية، وتأثيرها استثنائي على المظهر الخارجي والداخلي، بما في ذلك صحة البشرة والشعر والاظافر، لما تحتويه من معادن وفيتامينات، حيث يشتريها البعض على شكل كبسولات من الصيدلية، وهي موجودة في كل من "قمر الدين" و "التمر".

ووفقا لدراسة صادرة عن جامعة الملك سعود في السعودية التي تطال الفوائد الصحية لتمور العجوة الشهيرة من المدينة المنورة، فان هذه الفاكهة ذات خصائص مضادة للالتهابات، مشابهة للأدوية المتاحة تجاريا مثل "الايبوبروفين" و"الاسبرين". ونشرت الدراسة في مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء CHEMISTRY JOURNAL FOR AGRICULTURE AND FOOD، وكشفت انها تحتوي على عناصر نشطة مفيدة في الوقاية من الامراض مثل السرطان.

وفي سياق بحثي متصل، نشرت مجلة MIAREVISTA الاسبانية تقريراً للكاتبة كريستينا دي لاس إيراس قالت فيه: "ان زراعة النخيل بدأت في جنوبي شرقي آسيا وشمالي افريقيا منذ أكثر من 6 آلاف سنة، ثم انتشرت في البلدان التي ترتفع فيها معدلات درجات الحرارة". وأطلق الكلدانيون على نخلة التمر اسم "شجرة الحياة"، اذ كانوا يعيشون على ثمارها وبراعمها ونسج أليافها.

أنواعه تتخطى الـ 200

للتمر أنواع عديدة ومتنوعة قد تتجاوز 200 صنف منها: "التمر العجوة، التمر الخضري، الرطب، البلح، التمر المجهول، تمر السكري، تمر الزهيدي، تمر المبروم وتمر الصفاوي الخ... ويعد التمر أحد أقدم وأشهر الفاكهة المتعلقة بالشرق الأوسط والتاريخ الإسلامي، ومنافعه كثيرة لاحتوائه نسب وافرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة، ويساعد في الحفاظ على صحة القلب، ويمكن استخدامه كبديل للسكريات الصناعية، الى جانب فوائده الصحية المتعددة، وطعمه لذيذ وهو نقطة ضعف لدى الكبار والصغار على حد سواء.

فوائده

شرحت اختصاصية التغذية جاكي قصابيان لـ "الديار"، "عن مكانة التمر كعنصر أساسي مهم في أنظمتنا الغذائية، كونه غنيا بالفوسفور الذي يزيد في حيوية الدماغ، ومقويا عاما للجسم، ويعالج فقر الدم، ويحتوي على نسبة مرتفعة من السكر الطبيعي "غلوكوز، الفركتوز والسكروز". اردفت "لهذا يبدأ الصائم به عند الإفطار، لأنه يمدّ الجسم بالطاقة السريعة، ويضم الالياف التي تساعد على الهضم والشبع، ويشتمل على البوتاسيوم والمغنيزيوم وفيتامين" B" و “B6”، والكالسيوم الذي يحتاج منه جسم الانسان حوالى 6%".

تابعت "هذه العناصر تساعد الجهاز العصبي وتشفي الشد العضلي، وتحارب الاجهاد، وتسهم في تحسين عمل العضلات وصحة للعظام"، واكدت ان التمر "مفيد عموما لحيازته على مضادات الاكسدة التي تحمي الخلايا والانسجة من التلف، كما انه مفيد للأعصاب ويساعد على التخلص من التعب والارهاق، كما يمكن للمغنيزيوم والفوسفور في التمر تقوية الخلايا العصبية، ويحتوي على فيتامين "C" و "D" الناجعين لمرونة الجلد".

قمر الدين

وقالت قصابيان " يستعمل المشمش الناضج او المجفف او الممدود على أوراق لتقسيمه أو بصنع عجينة منه، ويتم تذويبها بالماء وإضافة القليل من السكر لنحصل على مشروب شعبي فوائده كثيرة"، واكدت انه "يحمي من السمنة والبدانة لامتلاكه على نسبة عالية من فيتامين "C"، الذي يرفع معدل التمثيل الغذائي الأساسي ويمنع ترسّب الدهون لغناه بالألياف التي تخزن الماء وتقلل العطش خلال اليوم، وفيه فيتامين "A" و "B" اللذان يحسنان الجهاز العصبي، ويحفزان على التركيز والحماية من الصداع".

واشارت الى ان "فيتامين "A" مهم لحاسة النظر، كما يعمل على نضارة البشرة وفيه البوتاسيوم الذي يوظف في علاج ارتفاع ضغط الدم، ويعمل على توازن السوائل المهمة لصحة الاعصاب والعضلات ويضم الحديد".

طاقة... حماية وترطيب للبشرة

وتحدثت قصابيان عن منافع قمر الدين فقالت " يرطب الجسم ويمنع العطش لاحتوائه على الالياف بنسبة كبيرة ، التي تقوم بتخزين الماء وتعوّض عن نقص السوائل اثناء شهر رمضان، ومعزز بالفيتامينات والمعادن، ويعطي مغذيات أساسية للجسم، ويوفر طاقة كافية للصائم كونه يمتنع عن الطعام والشراب لفترات طويلة، وهذا ما قد يعرّضه للامساك وعسر الهضم، كما ان المشمش يساعد على تخطي هذه العوائق ويعمل على تحسين حركة الأمعاء".

العوارض الجانبية

واعتبرت قصابين "ان الاثار الجانبية لكل من قمر الدين والتمر متشابهة الى حد ما، لذا يجب عدم الإسراف في تناولهما، لان الشطَط سيؤثر على المصابين بداء السكري، وقد يعاني الفرد من وجع في البطن، نفخة، اسهال وعسر هضم بسبب الالياف التي يحتويان عليها، الى جانب اكتساب الوزن بسبب ارتفاع معدل السكر الطبيعي في هاتين الفاكهتين. ولفت "الى ان المبالغة بالتمر قد تدفع الى تسوس الاسنان إذا لم تُنظف مباشرة بعد الاكل".

نصائح

ونصحت قصابيان "بان يستمر الاشخاص بتناول هذه الأنواع من الفاكهة حتى بعد رمضان، لان العائدات الغذائية لهما كثيرة كونهما مصدرا للألياف، والمعادن والفيتامينات الضرورية للجسم كما ويعتبران منبعاً للطاقة". وأوضحت "ان الفرد يستهلكهما لتعويض النقص خلال فترة الصيام، ومن هنا يجب التيقّظ للكمية والمقدار الذي يجب تناوله.

ولمّحَت "الى ان كمية العناصر الغذائية في كل من التمر والمشمش المجفف يجب اعتمادها، مع الحرص على اهمية التنوّع، كونهما لا يعوضان عن بقية أنواع الاطعمة والفواكه الأخرى، ومع ذلك يتميزان بالفيتامينات المركّزة".

معلومة

في سياق تجميلي، قالت خبيرة التجميل مايا هبر لـ "الديار" ان "شرب منقوع التمر وقمر الدين بعد ليلة كاملة صباحا على معدة فارغة، اي بعد الاستيقاظ من النوم، يعزز من نضارة البشرة ويُورّدها، ويوفر لها الترطيب اللازم، ويحميها من الشيخوخة، ويقلل مظاهر التقدم في العمر. هذا وينفرد كل من التمر والمشمش المجفف بمضادات الاكسدة التي تحافظ على الجلد من الاضرار، التي تتسبب بها الجذور الحرة، والتي تلعب دورا أساسيا في الشيخوخة والسرطان".


الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات