اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يزال الغموض يحيط بمصير الاتصالات التي تجري بعيداً عن الأضواء ومنذ مدة، بين قيادات من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، انطلاقاً من التقاطع في الموقف إزاء ملف رئاسة الجمهورية، على الرغم من بعض المواقف التي نفت هذا الأمر ، خصوصاً من قبل معراب، الا ان أوساطاً نيابية واسعة الاطلاع، لم تخف أن أكثر من رسالة غير مباشرة قد تمّ التداول بها منذ أشهر وليس منذ أسابيع، وتتناول المقاربات الموحدة لملفي التشريع في زمن الشغور الرئاسي أو الجلسات الحكومية في غياب رئيس الجمهورية، وصولاً إلى عناوين أخرى وقف فيها نواب الفريقين في جبهةٍ واحدة ولو من دون تنسيق مسبق.

ولم تر الأوساط النيابية في الحملات والمواقف المعلنة من بعض كوادر «التيار الوطني» كما «القوات»، أي دلالة على أن الاتصالات قد وصلت إلى حائط مسدود، بل تكشف أن التلاقي في الموقف وعلى «القطعة»، خصوصاً بالنسبة لبعض مشاريع القوانين التي تناقشها اللجان النيابية المشتركة، هو الخيار الأكثر ترجيحاً، حيث بدا واضحاً، ومنذ بدء الشغور الرئاسي، أن التقارب في أكثر من ملف هو حتمي، ومن الممكن أن يؤدي إلى تفاهمات ولو مرحلية بشكلٍ مخالف عن كل السنوات الماضية.

لكن أي تواصل مباشر لم يحصل بالمعنى الذي يشير إليه البعض، وفق ما تؤكد الأوساط النيابية المطلعة، إذ ان البعض كان قد تكهّن بإمكان فتح قنوات النقاش المباشر بعد خلوة بكركي الروحية، حيث تلاقى النواب المسيحيون بدعوة من البطريرك بشارة الراعي، من أجل الصلاة والتأمل في مواضيع الساعة على اختلافها ومن بينها طبعاً الاستحقاق الرئاسي. وبالتالي، فإن ما يتمّ التداول به من معلومات متناقضة في هذا الإطار، لا يعدو كونه رسائل متبادلة بين الطرفين، دون أن تنتج أي خطوات عملية لجهة فتح قنوات تواصل جديدة.

إلاّ هذا الواقع، سيتبدل حكماً عندما يبدأ الحديث بشكلٍ جدي عن توحيد صفوف المعارضة النيابية، في وجه أي مرشّح إلى الرئاسة يرفضه الطرفان، علماً أن الأوساط النيابية نفسها، تستبعد مثل هذا السيناريو، لأنه سيقود إلى أن يدعم «التيار الوطني» مرشح المعارضة وليس العكس.

وعليه، من الواضح ووفق هذه الأوساط، أن محاولات التواصل وترميم الجسور لن تتوقف بين فريقي «تفاهم معراب» السابق، ولو أن هذا الاتفاق قد سقط وطويت صفحته منذ فترة طويلة، علماً أن هذه العملية لن تتحق من دون سلسلة تحولات في المواقف والاتجاهات، في ضوء وجود شروطٍ تحول دون ترجمة أي تفاهم في المدى المنظور. ولذلك، فإن المرحلة المقبلة التي سوف تشهد تزخيماً للحركة السياسية اعتباراً من الأيام المقبلة، ستكون مقدمةً لنقاشٍ سياسي متعدد الأطراف، ولن يكون ثنائياً فقط أو يقتصر على طرفين أساسيين في المجلس النيابي، وذلك حول عناوين سياسية وقانونية ومالية واقتصادية، في الوقت الذي قد يتفق فيه كل من «التيار الوطني» و»القوات» كما سائر أطراف المعارضة، على مقاطعة جلسة حكومة تصريف الأعمال المقبلة التي يتمّ التحضير لها، والتي سيدعو إليها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قريباً، من اجل استكمال البحث في ما تبقى من بنود على جدول أعمال الجلسة الحكومية الأخيرة.

وانطلاقاً من عودة النشاط إلى اللجان النيابية المشتركة في الأيام المقبلة، تتوقع الأوساط النيابية نفسها، أن يستمر واقع اللقاءات غير المباشرة بين نواب الطرفين، والتي لم تتوقف سابقاً على الرغم من مناخ التوتر والمواجهة بينهما، وبالتالي، أن تبقى هذه المراوحة السلبية في العلاقات بين معراب وميرنا الشالوحي، وأن تستمر محاولات التواصل، فيما ما من مؤشرات عملية على حصول تقدم على هذا الصعيد في المرحلة الحالية. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات