اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكثر من دلالة قد تمّ تسجيلها في الأيام الماضية، تنبىء بوصول الاستحقاق الرئاسي إلى منعطف حاسم يتفرّع منه مساران لا ثالث لهما، الأول يفتح الباب أمام تسوية سياسية تنهي الشغور الرئاسي، والثاني يكرِّس مناخ الانقسام داخل المجلس النيابي، ما يؤدي إلى تمديد الفراغ، وبالتالي التعطيل في كل المجالات وليس فقط على المستوى الرئاسي.

وبالتوازي مع التحرّكات الديبلوماسية التي تشهدها المنطقة، تتوقّع أوساط نيابية انقلاباً في المشهد السياسي الداخلي على إيقاع زحمة الزوار والموفدين إلى بيروت، حيث تكشف مصادر سياسية مطلعة على الحراك الديبلوماسي، عن توجّهٍ نحو تخفيض مستوى التوتر وتصحيح الاختلال في المعادلات السياسية على الساحة الداخلية، تناغماً مع التحوّلات الإقليمية والمشهد الجديد الذي بدأ يتكوّن في المنطقة، وخصوصاً أن المفاعيل الأولية والمباشرة لاتفاق بكين، ستظهر من خلال التواصل الذي سيحصل على مستوى الدول المعنية بالملف اللبناني، بحيث ستتغيّر دينامية وتركيبة اللقاء الخماسي الباريسي لتشمل إيران، إلى جانب الدول الخمس التي اجتمع سفراؤها من أجل متابعة تطورات الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

وعلى هذا الأساس، بدأ المشهد السياسي الداخلي بالأمس غارقاً في مزيدٍ من الإرباك، وفق ما تكشف الأوساط النيابية، التي تتحدث عن مناخ من الترقّب اللافت لما ستحمله المواقف السعودية والإيرانية على وجه الخصوص، إضافة إلى موقف راعي الاتفاق بين الطرفين، في ضوء استعداد لبنان لزيارة مسؤول صيني، بعد جولة من السجالات والخطابات السياسية العالية السقف، والتي دفع عدة مرجعيات إلى اتخاذ القرار بالبقاء على الحياد وإطلاق موقفٍ تصعيدي في وجه كل من يساهم في تأخير التوافق والتفاهم على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي إنقاذ لبنان قبل الوصول إلى حافة الهاوية والانفجار مالياً واقتصادياً واجتماعياً.

وحول هذه التطورات لجهة ما يتردّد عن وضع الاستحقاق الرئاسي تحت مظلة الاتفاق السعودي – الإيراني، تقرّ الأوساط نفسها بأن استقرار بورصة المرشحين عند رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية على مستوى عدد الأصوات النيابية المؤيدة لانتخابه، سيدفع نحو إعادة النظر بترشيح منافسٍ له من قبل الكتل النيابية المعارضة له، ولكن من دون خروج الاستحقاق حتى اللحظة من المربع الأول الذي تموضعت فيه القوى السياسية الداعمة لفرنجية، وبالتالي عدم الذهاب إلى أي خيارات أخرى، ما يعيد إلى الواجهة ما كان قد طُرح منذ أسابيع عن مشاركة كل الكتل النيابية بجلسة انتخاب الرئيس، على أن تقترع كل كتلة لمرشحها في مواجهة مرشح الفريق الآخر.

لكن الوصول إلى هذه الصيغة لا يبدو متاحاً في الوقت الحالي، حيث تتوقع الأوساط نفسها، أن يتمّ إطلاق جولة جديدة من المشاورات على وقع الاجتماعات التي تحصل هذا الاسبوع، ومنها ما هو معلن، ومنها ما يبقى بعيداً عن الأضواء، من أجل التحضير للتسوية المقبلة. وتلفت إلى أن المحاولة التي يقوم بها نواب «تغييريون» من أجل إقناع الكتل المعارضة الاتفاق على شخصيتين أو ثلاثة، بعد غربلة اللوائح التي وضعها كل فريق من أجل مواجهة رئيس «المردة» في جلسة الانتخاب ما زالت مستمرة، ولكن من دون أية نتائج ظاهرة أو إيجابية حتى الساعة.

وبالتالي، تجزم الأوساط السياسية المطلعة، أن الإستحقاق الرئاسي، وعلى الرغم من هذه الدينامية الخارجية، ما زال أمام طريق مقفل، مشيرةً إلى أن ما يفتحه هو إمّا تغيير الموقف السعودي أو تغيير في الموقف الإيراني من ترشيح فرنجية، علماً أن تناغم لبنان مع التسوية الإقليمية، يجب أن يحمل الفريقين على التنازل. 

الأكثر قراءة

نهاية الزمن اليهودي في أميركا؟