اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

زيت الزيتون ناتج من عصر او ضغط ثمار الزيتون، وتنمو اشجاره في منطقة حوض البحر المتوسط، وله استخدامات كثيرة، وفوائده عظيمة جماليا وغذائيا والاهم صحيا. ويحسّن من عافية البشرة والشعر والاظافر والعظام. أضف الى انه يكتنز الدهون المفيدة بنسبة 85% التي تعتبر صديقة لصحة القلب، وتساعد إيجابا في التقليل من نسبة الكوليسترول في الدم، الى جانب غناه بالفيتامينات والعناصر الغذائية الفريدة. وذاع مؤخرا استخدام بقاياه في التدفئة واشعال المواقد الزيتية، كونه آمنا ويعطي الدفء لساعات أطول من الأدوات التقليدية المتعارف عليها مثل الحطب.

التميّز والفخامة من نصيب لبنان

لبنانيا، حصل زيت زيتون "ديرميماس" على ميداليتين باعتباره زيتا فاخرا، وتم تصنيفه بحسب النموذج الأوروبي كـ "هاي فينولك" على انه مكمل غذائي طبيعي يساعد على محاربة الامراض المستعصية. بالإشارة الى انه يوجد في العالم فقط 10% من الزيت "هاي فينولك"، وتكون مضادات الاكسدة فيه فوق الـ 250 ملغ بالكيلو ضمن الـ "هاي فينولك" كزيت "ديرميماس"، الذي هو ضمن هذا التصنيف منذ الثلاث سنوات، وهذا يعني حرفيا انه انجاز لبناني عموما، ولـ "ديرميماس" خصوصا.

ميزات

يتفرّد زيت الزيتون بفوائد كثيرة كأحد أكثر الزيوت شأنا. وقد اثبتت الدراسات احتوائه على قدر كبير من المنافع الصحية، ونسبة عالية من الفيتامينات والعناصر الغذائية، بحيث يمنع السكتات الدماغية، ويساعد في الحفاظ على وزن صحي وغني بمضادات الاكسدة، ويساهم في الصحة المعرفية، وعلاج ممتاز لالتهاب المفاصل الروماتيدي، معالج للالتهابات ومسكن للآلام، ومن خصائصه الحفاظ على مستويات صحية من الكوليسترول.

بالموازاة، كشفت احدى الدراسات ان زيت الزيتون يمكن ان يلعب دورا كبيرا في علاج تصلّب الشرايين. ولفتت الى ان نسبة الوفيات اقل بكثير من امراض القلب والاوعية الدموية في البلدان الأوروبية المتوسطة، مقارنة بالدول الغربية، مما يؤكد ان لهذه المادة وظيفة فعّالة في الحفاظ على حماية القلب والاوعية الدموية، كونها جزءا أساسيا من النظام الغذائي لسكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.

في سياق بحثي متصل، أظهرت الدراسات ان زيت الزيتون يمكن ان يساعد في إبادة الخلايا السرطانية، ويقي من الإصابة به نتيجة غناه بمضادات الاكسدة.

كما بيّن بحث علمي ان استهلاك البالغين الاصحاء لزيت الزيتون يقلل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وفسّرت ان تناوله يوميا يدعّم عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز لدى المصابين بهذا المرض.

لبنان على الخريطة العالمية

أدرج زيت زيتون القرية الجنوبية "ديرميماس" مرة أخرى لبنان على الخريطة العالمية كأفضل زيت زيتون في العالم، وحصلت صاحبة العلامة السيدة روز بشارة على الميدالية الذهبية لأفضل زيت زيتون لعام 2023 ضمن مسابقة NYIOOC العالمية لجودة زيت الزيتون، وليثبت لبنان مرة جديدة دوره المتميّز بمنتجات تضاهي العالمية.

وبحسب منظمة الأغذية العالمية، فقد احتل لبنان المرتبة الخامسة عشرة بين أكبر منتجي زيت الزيتون في عام 2018، ووصلت حصته الى 0.5% من الإنتاج العالمي. بالإشارة الى ان أكثر من 70 بلدا يستورد زيت الزيتون اللبنانيي، وتأتي في الطليعة كل من السعودية واميركا، والكويت وكندا وفنزويلا.

وقد احتلت منطقة الشمال المرتبة الأولى لجهة انتاج زيت الزيتون ، بمعدّل 41%، ومن ثم النبطية بـ 20% من اجمالي الإنتاج، و15% في الجنوب، و13% في البقاع وجبل لبنان بـ 10%.

وقالت روز بشارة لـ"الديار": " لن أقول ان ديرميماس تنتج أفضل زيت، لكنه الالذ على الاطلاق، وهذا يعود الى الأشجار القديمة جدا، والتي يصل عمرها الى أكثر من 2000 سنة ومتوسط عمرها هو 600 سنة، الى جانب العوامل الطبيعية، وهي نعمة ربانية وهدية من الخالق لأشجار القرية، وهذه السمات لا فضل للبشر فيها".

شروط الفخامة متوفرة

وتابعت: "الزيتون عندنا لا يعصر بالطرق التقليدية، وهذا ما يجعله زيتا فاخرا، الى جانب ابتكاري لآلية جديدة خاصة تقوم على قطافه باكرا جد،ا وهو ما يعرف بـ "الخضير"، ونعمل على تعريبه وعصره دون مياه او حرارة ومن ثم تصفيته". واشارت الى ان "هذه العوامل جميعها يسّرت المواصفات للحصول على زيت زيتون لبناني جودته مميزة وعالية جدا". ولفتت "الى ان قريتها في الأصل معروفة بإنتاجها لزيت الزيتون الفخم". وقالت: "الأرض بيضاء تحتوي على نوع من الفخار، الذي يعمل على حفظ الرطوبة للشجر، الى جانب المناخ والعلو المتوفرين والمناسبين لشجرة الزيتون".

تنفيذ الحلم تأخر.. لكنه تحقّق

اضافت " راودني منذ الصغر حلم إطلاق ماركة عالمية لزيت الزيتون من قريتي، صحيح انني تأخرت كثيرا، الا انني شرعت بتنفيذ هذه الخطوة منذ العام 2017 ،مع انني لم احظ بتشجيع اهلي واصدقائي لأنهم كانوا ضد هذا المشروع. لكنني فعلتها في العام 2019 وأطلقت الصنف، وكان هدفي الوصول الى العالمية. ولذا أجريت اختبارا في السوق اللبناني اولا، وانتجت نوعا عالي الجودة وليس تقليدا، وهو أقرب الى الشكل الأوروبي".

واوضحت "لا اجمع الزيتون من أراضينا، بل اتعاقد مع مزارعين محليين واشتري مواسمهم، وهم بدورهم يساعدونني في أوقات القطاف، ويهتمون بالأرض وتنظيف الزيتون وتأمين جميع المقومات لإنتاج نوعية ممتازة، ويشكل هؤلاء جزءا أساسيا من نجاح مهمتي". وأشارت الى "انني أُقدّم كل ما يحتاجونه في هذا الإطار من استشارات"، لافتة الى "ان المزارعين لديهم خبرة واسعة بالأرض وكيفية الاعتناء بها، ولكنهم يفتقدون الى الجانب التسويقي، وانا اعمل على تغطيته".

وقالت: "لدينا مهمة بيئية تتعلق بالعمل العضوي لحماية الطبيعة والشجر، والاستفادة من الفضلات بإعادة تدويرها، ونحن في السوق منذ حوالي 4 سنوات، مشيرة الى ان هذه هي الميدالية السادسة عالميا، 4 منها أتت على الطعم ORGANOLEPTIC PROFILES، واثنتان تتعلقان بالصحة HEALTH AND NUTRITION".

وختمت بشارة "الدراسات أظهرت ان زيت الزيتون البكر مهم استخدامه في الطهي، كونه يتميز بقدرته على تحمّل الحرارة المرتفعة، والقلي به يعطي مذاقا لذيذا للمأكولات، وعادة الناس لا تستعمله في هذه الأمور، اما بهدف الاقتصاد او لعدم علمهم". وأكدت "ان هذا الزيت طبيعي مئة في المئة وليس مكررا كالزيوت النباتية الأخرى، التي بحسب الأبحاث مضرة وتشكل خطرا على صحة الانسان".

ونصحت روز عدم توظيف "زيت ديرميماس" في المقليات نظرا لكلفته الباهظة، الا ان طعمه لذيذ، ويتمتع بخصائص صحية، ونستحق ان ندلّل انفسنا به".


الأكثر قراءة

طريقنا... طريق واشنطن ـ طهران