اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين عبد اللهيان الى لبنان تختلف عن زيارات قام بها او غيره من المسؤولين الايرانيين، اذ تأتي بعد توقيع الاتفاق السعودي – الايراني برعاية الصين بين عبد اللهيان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اذ احدث هذا الاتفاق تحولا على صعيد العلاقة بين الدولتين وانعكاساته على الاقليم، والذي توقع الوزير الايراني ان تكون ايجابية على لبنان، الذي يعاني من صراع المحاور على ارضه، والذي اختار السياسيون اللبنانيون ان يكونوا وقودها، وهذا هو واقع التاريخ والاحداث في لبنان منذ قرون.

فالوزير عبد اللهيان حضر الى بيروت لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على مضمون الاتفاق واين يستفيد لبنان منه، ولوضع حلفائه لا سيما حزب الله باسباب حصوله، وكيف ولماذا ومغزى توقيته، ودور الصين في انجازه، بعد ان مر الحوار بين الرياض وطهران قبل نحو عامين في العراق وعمان، اذ نقل من التقوا رئيس الديبلوماسية الايرانية عنه تفاؤله الكبير بالوصول الى الاتفاق، الذي توجد ارادة وقرار لدى الطرفين بتطبيقه والانتقال بالمنطقة الى مرحلة بناء، لها اساسها الاقتصاد والتعاون في مجالات عدة.

ويمكن وصف اللقاءات التي عقدها عبد اللهيان مع المسؤولين وعدد من النواب الذين لبوا الدعوة التي وجهت الى كل الكتل النيابية، بالاستطلاعية حيث كان الوزير الايراني مستمعا الى الآراء ولم يتحدث بالاستحقاق الرئاسي، وهو الاكثر سخونة في هذه المرحلة، فاعتبره شأنا داخليا وان بلاده تحترم من يختاره اللبنانيون، وفق ما نقلت عنه مصادر نيابية شاركت في اللقاء، اذ شدد المسؤول الايراني على العرض السابق ومنذ سنوات، الذي قدمته حكومته في موضوع اساسي وهو بناء معامل انتاج الكهرباء، وهو ما ابلغه الى المسؤولين منتظرا جوابهم ، اذ ذكر امامهم بان باكستان استفادت من العرض الايراني وبنت معملا للكهرباء وهي على علاقة مع اميركا، وكذلك العراق الذي شيدت له ايران معملا في البصرة ينتج 3 الاف "ميغاوات" بالرغم من الرفض الاميركي، فماذا يؤخر لبنان للاستفادة من الدعم الايراني والتسهيلات المالية التي ستعطى للبنان؟

فالشأن الرئاسي في زيارة الوزير الايراني، اختصره بضرورة التوافق اللبناني ومن دونه لا يمكن للخارج ان يفرض انتخاب رئيس للجمهورية، وان ايران في كل الاستحقاقات اللبنانية لم تتدخل، ولديها من الحلفاء اصحاب حكمة ويقدمون مصلحة لبنان على كل مصلحة، وفق ما تقول المصادر التي اشارت الى ان عبد اللهيان اراد من زيارته ان يؤكد على ثوابت السياسة الايرانية، ومنها استمرار دعم المقاومة في لبنان كما في فلسطين، وان هذا النهج هو الذي ارساه باعث "الثورة الاسلامية" في ايران الامام الخميني، الذي وصف "اسرائيل" بالغدة السرطانية التي يجب اقتلاعه،ا وبدأ بسفارتها في طهران التي كانت قائمة ايام الشاه واستبدلها بسفارة لفلسطين، وكان اول سفير لها هاني الحسن، ثم بدأ الدعم في الساحات، وكان لبنان في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي فحصل على التدريب والتسليح، وكان التحرير في العام 2000 بخروج الاحتلال الاسرائيلي ثم الصمود في العام 2006.

من هنا تفسر زيارة الوزير الايراني الى بلدة مارون الراس على تخوم فلسطين المحتلة، كرسالة الى الجميع بان الاتفاق السعودي – الايراني ليس مرتبطا باستمرار دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة في لبنان كما في فلسطين، وانطلاقا من بند ثابت في الدستور الايراني وهو دعم المستضعفين في العالم، وهو الشعار الذي رفعه الامام الخميني وهو ما تمارسه "الثورة الاسلامية" ،حيث يكشف النائب في "كتلة الوفاء للمقاومة" حسن عز الدين لـ "الديار"، الذي رافق عبد اللهيان الى مارون الراس، بان هذه الزيارة لها تفسير واحد وهو رمزية هذه البلدة التي تصدت في اثناء العدوان الاسرائيلي صيف 2006 لتقدم قوات العدو الاسرائيلي، ومنعته من الدخول الى البلدة التي هي على تماس مباشر مع مواقع استراتيجية واستخبارية للعدو مع لبنان.

ويؤكد عز الدين ان الوزير الايراني بحضوره الى هذا الموقع المتقدم والمطل على المستوطنات الصهيونية اوصل رسالة الى العدو الاسرائيلي وللدول، بان ايران ثابتة على موقفها في دعم المقاومة اينما كانت، وهي لن تتراجع عن التدريب والتسليح والتمويل، لان الصراع ما زال قائما مع الكيان الغاصب، ولن يتوقف الا بعد تحرير كل فلسطين ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة، وان الاتفاق السعودي – الايراني او اي اتفاق آخر لن يمس المقاومة، ولن يوقف الدعم الايراني لها.

الأكثر قراءة

لا جديد عند حزب الله رئاسياً... باسيل يطلب ضمانات خطية... وفرنجية لن ينسحب ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟