اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يبدو ان الايام المقبلة قد تحمل خرقا جديدا على صعيد الملف الرئاسي بعدما أحبط التشدد الداخلي المساعي والمبادرات الخارجية، ما أعاد الكرة الى الملعب اللبناني حيث نشطت مجددا المساعي بمحاولة لاحداث خرق في جدار الازمة.

اذ تفيد معلومات «الديار» ان السفير السعودي وليد البخاري لم يحمل موقفا جديدا من الرياض بعد عودته في الايام القليلة الماضية الى بيروت، علما ان كل الانظار كانت تتجه الى امكان ان يكون هناك موقف سعودي جديد بعد الاجوبة والضمانات التي نقلها الجانب الفرنسي عن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية الى المملكة.

حراكان داخليان لحل الازمة

وتقول مصادر مواكبة للملف الرئاسي عن كثب لـ «الديار» ان «الزخم الدولي لحل الازمة الرئاسية اللبنانية تراجع في ظل الموقف السعودي الرمادي، ما حتم عودة التحركات الداخلية»، لافتة الى «حراكين يمكن التوقف عندهما، الاول الذي بدأه نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بلقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد والذي سيستكمله هذا الاسبوع بلقاء باقي رؤساء الاحزاب والكتل. والثاني الذي يحصل على مستوى المعارضة ان كان عبر النائب غسان سكاف او عبر المشاورات المكثفة بين الكتل المعارضة للتفاهم على مرشح بديل عن النائب ميشال معوض». وتضيف المصادر: «الحراك الاول لا يقوم على اي معطى او طرح جديد، ويندرج حصرا في اطار السعي الى رأب الصدع بين القوى والوصول الى قناعة بعدم امكان فرض اي مرشح فريق على الفريق الآخر. اما الحراك الثاني، فلا يزال هدفه محاولة التفاهم على رئيس بين القوات والاشتراكي والتغييريين والنواب السنة قادر على ان يجمع ٦٥ صوتا، وبالتالي قادر على التصدي لترشيح فرنجية». وترجح المصادر الا ينجح اي من الحراكين في تغيير المشهد الرئاسي القائم، مشيرة الى ان «تجدد المبادرات والضغوط الخارجية وحده كفيل باحداث الخرق الجدي المنتظر».

تراجع حظوظ فرنجية؟

وسط هذه المعطيات، تتراجع حظوظ فرنجية وان كان لا يزال متصدرا السباق الرئاسي. اذ بدا لافتا بعد حديث نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن ان «البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ» داعيا لحسم «خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة»، خروج النائب محمد رعد للتأكيد ان «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع»، وقوله: «نحن دعمنا مرشحا للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب». وهو ما قرأته المصادر على انه «اعادة نظر قد يعتمدها الحزب في مقاربة الملف الرئاسي، خاصة بعدما حسم الحزب كما فرنجية امرهما لجهة عدم استعدادهما لفرض رئيس بالقوة واصرار الأخير على ان يكون يحظى بموافقة سعودية لضمان نجاح عهده والا يكون نسخة جديدة عن عهد الرئيس السابق ميشال عون». وعادت حظوظ المرشح التوافقي لتعوم على السطح وان كان ذلك لا يعني ان تراجع فرنجية بات وشيكا، اذ ترجح المصادر ان يواصل رئيس «المردة» مساعيه حتى نهاية الصيف، وبخاصة ان حزب الله لا يبدو ابدا بصدد التخلي عنه، وهو لن يعلن اي موقف جديد اذا لم يعلنه فرنجية نفسه!

وبمواقف غير جديدة، أطل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يوم امس من جزين، معتبرا انه «على المسيحيين مسؤولية تاريخية كبيرة للاتفاق على رئيس، كيلا نبرّر لا للداخل ولا للخارج ان يفرض علينا رئيس، لأنه ما دام لم نتفق على المرشحين المناسبين لتطلّعاتنا، وما دام يعجز اي واحد منا عن الوصول وحده، مسؤوليّتنا هي ان نتّفق مع بعضنا، بعيد عن كل الحجج والأكاذيب والأنانيّات». وقرأت المصادر في هذا الموقف اصرارا عونيا على التقارب من «القوات» في ظل اصرار معراب على رفض استعادة مشهد 2016، ما يعني اقرار باسيل بعدم قدرته على التحرك او المبادرة على الصعد كافة وليس فقط رئاسيا». واضافت المصادر: «يعي باسيل انه غير قادر على معاداة الجميع وفك آخر تحالفاته مع حزب الله، لان ذلك سيعني نهايته السياسية. لذلك يبدو واضحا انه يعيد ترتيب علاقاته بالقوى على قاعدة انهم هم من يحتاجون اليه لاحداث الخرق الذي ينشدونه وليس العكس. لكن جعجع حاسم بقراره ولن ينقاد لرغبة باسيل ايا كانت الضغوط او المغريات العونية».

اعادة النازحين بانتظار الآلية

في هذا الوقت، بقي ملف النازحين السوريين متصدرا المشهد، اذ كثّف مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري لقاءاته ومشاوراته بهدف وضع آلية تنفيذيّة لاعادة النازحين يفترض ان تنجز قريبا ليكون هناك خطوات عملية في هذا الملف خلال فصل الصيف. وعلمت «الديار» انه تم تفعيل البحث في طلب الحكومة وضع خطّة لترحيل السجناء السوريين الموجودين في السجون اللبنانية إلى بلادهم، بعدما كانت اللجنة الوزارية لمتابعة عودة النازحين، كلفت وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري. وبحسب المعلومات، هناك تعقيدات كثيرة تحيط بالملف تجعل البت به سريعا امرا غير ميسر.

ومن المرتقب ان تشتد خلال الايام والاسابيع المقبلة حملة ملاحقة المرتكبين والمخالفين ممن لا يمتلكون اوراقا تتيح لهم البقاء في لبنان، وبخاصة ان كل القرارات في هذا الاطار باتت مغطاة من معظم القوى السياسية، ما يجعل تحرك الاجهزة الامنية والبلديات اسهل بكثير.

ولفت يوم امس ما اعلنته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن «استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين الموجودين حالياً في لبنان». ونُقل عن الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بدران جياكرد، إن «اللاجئين السوريين في لبنان «يعانون من وضع سيئ» في ظل ما تشهده بيروت من أزمات داخلية و»تصدع واضح» في مختلف المجالات». واضاف: «الإدارة الذاتية جاهزة لاستقبال أهلنا من الخارج، وأبوابنا مفتوحة لكل السوريين دون تمييز كواجب إنساني وأخلاقي ووطني، ونريد تأدية هذا الواجب انطلاقاً من حرصنا وإصرارنا على توفير مناخات أفضل». 

الأكثر قراءة

تراجع كبير لحركة المبيع بسبب ارتفاع الجمارك والتسجيل على السيارات المستعملة جدل ال ٥٠ دولارا بين اصحاب معارض السيارات المستعملة وبين نقابتهم