اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خرقت زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى جزين، الجمود السياسي نسبة الى التوقيت الذي حصلت فيه وأبعادها، خصوصا أنها تأتي في مرحلة دقيقة يتركز فيها الاهتمام على الاستحقاق الرئاسي، الذي لا يتأثر بالجولات المناطقية للزعماء والقيادات. فزيارة جزين أتت خارج اي توقيت إنتخابي، فلا انتخابات بلدية في الأفق، فيما الإنتخابات النيابية مني بها التيار بهزيمة جزينية فادحة. وعليه، فالأرجح ان الأهداف العونية مختلفة، وسعت لإصابة عدة عصافير في زيارة واحدة، فرئيس التيار أراد من الحضور في جزين تحقيق عدة أهداف في الشكل والمضمون:

- في الشكل: اراد العونيون إظهار حالة الالتفاف الشعبي وتأكيد استمرارية العونية السياسية، من اجل شد العصب الجزيني المتراخي، الذي خف كثيرا بعد النكسة النيابية بسقوط رموز عونية في عاصمة الشلال، نتيجة الخلافات التي نشأت بين النائبين السابقين زياد أسود وأمل أبو زيد، مما أسفر عن فوز «القوات» بالمقاعد الجزينية.

في المضمون: وجه الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل مجموعة من الرسائل السياسية شملت الأخصام والحلفاء المقربين، الحصة الأكبر في الهجوم خصصت لمعركة المرشح سليمان فرنجية، الذي نال قسطا واضحا من الانتقادات والرسائل الصوتية العابرة من الجنوب الى زغرتا شمالا.

كان لافتا في الخطاب العوني أمام الجمهور الجزيني استهداف «القوات» في المعقل الذي ربحت فيه في أيار الماضي من بوابة النازحين «اللي بدو يتمرجل كان فعلها عام٢٠١١ «، كذلك وجه باسيل رسائل مبطنة الى حزب الله بتكراره التمسك بالشراكة، على الرغم من الإختلاف في الخيارات، محذرا من القوى التي تدفع نحو التقسيم في إشارة الى «القوات».

وحذر الرئيس عون من تفاقم مسألة النازحين، منبها من تكرار المشهد الفلسطيني مع النازحين السوريين، في تصويب مباشر اصاب «القوات» وقائد الجيش، وغمز من قناة فرنجية بمطالبته بالرئيس القوي الحائز ثقة الكتل النيابية.

خطاب باسيل، كما تقول مصادر سياسية، جاء بشقين: رئاسي موزعا الرسائل في كل الاتجاهات، ومسيحي توجه فيه الى المسيحيين بضرورة المبادرة حتى لا تفوتهم الفرصة الرئاسية، داعيا الى ضرورة التلاقي حول مرشح توافقي، ناسفا اي طرح لاعادة الحلف الثلاثي الذي قسم المسيحيين وأوصل سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

يضع اخصام التيار الخطاب العوني الجزيني، بأنه محاولة لكسر العزلة العونية لاستنهاض التيار بعد الخسارات السياسية والنيابية، واظهار ان تنظيمه لا يزال موجودا، قبل الانتخابات البلدية في حال قبلت الطعون.

وتضيف المصادر ان النائب جبران باسيل يتوجس من بقاء المسيحيين خارج التسويات، ومع ذلك يستمر بمخاصمة الجميع، فيعادي «القوات» ولا يمد اليد إليها، ويرفض «المردة» و»الكتائب»، ومنزعج من حزب الله المؤيد لفرنجية، فيما صار واضحا ان الخصومة مع الحزب لابتزازه سياسيا في الملف الرئاسي لتحسين المواقع والشروط.

زيارة جزين، قد تكون صحوة عونية وأكثر، لكن الأكيد ان الهدف منها ترميم صورة التيار التي تشظت بالأحداث والتقلبات منذ أحداث ١٧ تشرين، وإظهار ان التيار الذي فقد سمة العهد القوي، لا يزال «أم الصبي» في الاستحقاقات، من هذا المنطلق صعّد باسيل سقف خطابه السياسي، وأبقى على العداء مع الجميع. 

الأكثر قراءة

بعد انكشاف نقاط ضعف «إسرائيل»... تحرّك غربي لتحييد منظومة حزب الله الصاروخيّة! ترسانة مُتطوّرة ودقيقة من المسافة «صفر» و«كمين جولاني» رسالة جهوزيّة الأمن الغذائي مُؤمّن لـ 3 أشهر... ولا ضمانات بتغيير سياسة أوروبا في ملف النزوح