اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

للمرة الاولى منذ بدء رحلة سعر صرف الدولار منذ بدء الأزمة في لبنان يستقر الدولار على سعر دون الـ ١٠٠ الف ليرة لاكثر من شهر نتيجة لإصدار مصرف لبنان تعميماً في اذار الماضي عاود بموجبه ضخ الدولار في السوق عبر منصة صيرفة ما أدى إلى إنخفاض سعر صرف الدولار بأكثر من 40 ألف ليرة بعدما كان تجاوز سعر الصرف الـ ١٤٠ الف ليرة. وتزامن هذا الإنخفاض مع تراجع حجم الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية وذلك بعد أن بلغت مستويات قياسية في بداية العام الذي تراجع بحوالي الـ 20%، بعد أن وصل في بداية العام إلى حوالي 84 تريليون ليرة يبلغ اليوم 68 تريليون ليرة.

وامس استمر تراحع سعر صرف الدولار في السوق الموازية حيث تم التداول به على سعر 95100 و95400 ليرة وكان الدولار قد افتتح صباح امس على سعر 95800 و96000 ليرة في الوقت الذي كثر فيه المحللون ويؤكدون على معاودة الدولار ارتفاعه بعد انتهاء الاعياد .

في هذا الاطار رأى الباحث و الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديث للديار ان استقرار سعر الصرف مرتبط بما يقوم به مصرف لبنان على منصة صيرفة وهو يعمل على تثبيت سعر صرف الدولار بتكلفة عالية مشيراً ان المبالغ الكبيرة التي تضخ على منصة صيرفة وصلت الى ما بين ٧٠ و ٨٠ مليون دولار لافتاً ان جزءا صغيراً من هذه الاموال يتم شراؤه والباقي يوضع كبيع في المصارف وهذا هو السبب الاساسي بان سعر الصرف مستقر تحت الـ ١٠٠ الف ليرة.

ووفق جباعي هناك وفاق وطلب سياسي من مصرف لبنان للتدخل من اجل استقرار سعر الصرف علماً ان مصرف لبنان من الاساس كان يتدخل.

وعن مدى استمرارية تدخل المركزي لفت جباعي الى انه مرتبط بمدى اتجاه الامور في شهر ايار المقبل حيث سيكون هذا الشهر حاسماً لجهة انتخاب رئيس للجمهورية سيما وان مصرف لبنان استنزف الاموال التي اشتراها من السوق منذ شهرين عبر منصة صيرفة حيث تترتب عليه خسائر كبيرة تتراوح بين ١٠ و١٥ مليون دولار يومياً نتيجة الفرق بين سعر صرف الدولار على المنصة والسوق الموازي.

وعملياً وتقنياً رأى جباعي ان مصرف لبنان قد يضطر الى تخفيض الدفع على صيرفة بسبب اضطراره لطباعة العملة لتمويل الزيادة على الرواتب التي تبلغ قيمتها حوالى ٩ ترليون شهرياً وهذا سيؤدي الى معاودة سعر صرف الدولار الى الارتفاع الا اذا حصلت تسوية سياسية شاملة كما يقول الجباعي وعندها ستدخل الاموال العربية الى لبنان.

كما اشار جباعي الى ان انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان  سيكون له تداعيات ايضاً على سعر صرف الدولار مشيراً ان اي حاكم جديد لمصرف لبنان لن يتمكن من ان يحقق الانضباط في سعر الصرف كما يفعل الحاكم الحالي لأن موضوع سعر صرف الدولار في لبنان في ظل تدهور الدولة وعدم قدرتها المالية والنقدية على تأمين اي مبالغ وحلول يستدعي تدخل مصرف لبنان لتثبيت سعر الصرف.

ورأى جباعي انه في المنطق الطبيعي فمصير سعر صرف الدولار سيكون تصاعدياً وسنشهد المزيد من الارتفاعات مشيراً الى ان السعر الحالي هو سعر مصطنع بفعل تدخل مصرف لبنان الذي سيصل عاجلاً ام اجلاً الى مرحلة عدم القدرة على التدخل الا اذا حصلت تسوية سياسية كبيرة ينتج عنها حلولاً مالية ونقدية.