اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتجاهل الدوائر الرسمية كلياً، الحملة التي تشنها بعض الجهات المسيحية على الأداء الفرنسي حيال الأزمة الرئاسية في لبنان. «نعلم أن كل من يتعامل عن كثب مع هذه الأزمة لا بد أن يحرق أصابعه، لكننا آثرنا أن نحرق أصابعنا على أن يحترق المسيحيون، الذين نسأل ما يمكن أن يحل بهم اذا بقوا على صراعاتهم الراهنة».

ننقل قول «محلل سياسي» يتبنى رؤية احدى الجهات المسيحية، من أن فرنسا لم تعد الابنة الكبرى للكنيسة. التعليق أتى ساخراً «هل يظن صاحبنا أن أميركا باتت الابنة الكبرى للكنيسة ؟ ما يعني أميركا أميركا فقط. الآخرون، أياً كانوا، بضاعة بشرية للاستعمال أو للاستهلاك».

يقال لنا «صحيح لم نعد أمبراطورية . ولعل أسوأ الخيارات اللبنانية الرهان على الأمبراطوريات، أو على ما تنتجه الصراعات أو التسويات الأمبراطورية . لكننا لسنا الدولة الهامشية على الخارطة الدولية، ونتصور أنكَ التقيت الكثيرين هنا، وتشكلت لديكَ فكرة حول من تكون فرنسا، وأي دور يمكن أن تضطلع به، مع اعتبار الثنائية الفرنسية ـ الألمانية . نحن كقاطرة سياسية، والألمان كقاطرة اقتصادية، في كل ما يتعلق بالسياسات الخارجية أو بالسياسات الأوروبية».

حديث صريح عن «الثمن الباهظ الذي تدفعه القارة في الحرب التي تحدث على الأرض الأوكرانية . لكنها مرحلة وتمضي، ولا بد أن تنتهي بتكريس دور محوري للقارة في المشهد المستقبلي للعالم، ونحن نرى كيف أن الصين تدق أبوابنا جميعاً، بما في ذلك الباب الأميركي . من هنا تصورنا أن البيت الأبيض، وتفادياً للشتاء النووي، لا بد أن يعترف بوجود أمبراطوريات أخرى»...

كلام الى القادة المسيحيين في لبنان بـ «أن يأخذوا علماً، وان كان البعض لا يعنيه سوى وضعه، وسوى مصالحه الشخصية، بأننا ندعم كل خطوة ينتهجونها في اتجاه المحيط العربي، لا سيما السعودية، ولكن مثلما تربكنا السياسات الأميركية الملتبسة، فهي تربك السعوديين أيضاً. لهذا تبدو الأمور على شيء من الضبابية، اذ لا احد يمكنه التكهن بالاحتمالات التي تنتظر العالم»...

«لا ندّعي بأن علاقاتنا مع لبنان هي علاقة رومانسية فقط. من الطبيعي أن تكون لنا مصالحنا عندكم، مثلما لنا مصالحنا في سائر بلدان الشرق الأوسط، ولكن يفترض أن نتذكر أن لبنان ولد هنا، في احدى زوايا فرساي، وهو موجود في يوميات أصحاب القرار في كل من الاليزيه والكي دورسيه، وحتى في يوميات كل فرنسي»...!

ما هي خلفية طرح المعادلة الثنائية (سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة) ؟ «أولاً نؤكد أن هذا الطرح الذي اقتضته الواقعية السياسية ليس بالطرح المقدس، لكننا قرأنا المشهد بمنتهى الدقة، ومع تشديدنا على ضرورة عودة الانتظام السياسي والدستوري في لبنان اليوم تفادياً لحلقة أخرى، قد تكون الأكثر خطورة في مسلسل الفراغ».

في نظر الفرنسيين أن الأميركيين «منهمكون في مسائل أكثر الحاحاً (قيادة العالم)، كذلك السعوديين المنشغلين من جهة بترتيب أمنهم الجيوسياسي والجيوستراتيجي، ومن جهة ثانية بحماية مشاريعهم الانمائية والتغييرية. من هنا نقول للقادة المسيحيين لستم وحدكم من تقررون من يكون رئيس الجمهورية في لبنان» .

«هذا مع يقــيننا أن الوجــود المســيحي في لبنان، بتفاعله مع وجود الطوائف الأخرى، هو الذي أضفى عليه ذلك الألق، وان كنا نرى أن الطائفية هي كالفيروس القاتل لمستقبل لبنان واللبنانيين. ولكن هذا هو الواقع الذي لا مناص من التعامل معه، مع الاشارة الى أن لكل طائفة حضورها في اللعبة الداخلية، وفي اللعبة الاقليمية، وحتى في اللعبة الدولية».

تشديد على «أننا لم نعد في القرن التاسع عشر، دون أن يكون هناك امكان للكانتونات أو للدويلات. هذا خيار مستحيل بقدر ما هو خيار قاتل. أي كانتون، وأي دولة للمسيحيين اذا كانت هذه حالهم في دولة مركبة، ماذا تراهم يفعلون ببعضهم بعضا اذا أصبحوا داخل الغيتو؟

نقول ذلك لأننا نعيش منذ قرون كل تفاصيل الحالة (أو الظاهرة) اللبنانية، وندّعي أننا نعلم ما هو لبنان، ومن هم اللبنانيون، ربما أكثر من اللبنانيين. من هنا دعوتنا المسيحيين الى الوعي بالحالة المسيحية، والأهم الوعي بالحالة اللبنانية، والا «... والا ماذا؟ الاجابة عندكم... 

الأكثر قراءة

نهاية الزمن اليهودي في أميركا؟