اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعد الذاكرة احدى طاقات الدماغ التي تساعد على حفظ المعلومات واسترجاعها. لذا تعتبر امرا ديناميكيا للتجارب وذات رابط بالجهاز النطاقي، هي كناية عن أجزاء للاحتفاظ بالمعلومات لفترة من الزمن بهدف السيطرة على الأفعال المستقبلية. وما تجدر الإشارة اليه، انه في حال كنا لا نستطيع استرجاع الاحداث الفائتة، فلن يكون بمقدورنا ان نطوّر اللغة، العلاقة او الهوية الشخصية.

وتعمل الذاكرة كنظام لمعالجة المعلومات ولها اعمال واضحة وضمنية مؤلفة من معالجات حسيّة، ذاكرة قصيرة الأمد، وذاكرة طويلة الأمد. وقد ترتبط بالخلايا العصبية على هيئة إشارات فيزيائية وكيميائية. ويتم التعامل معها من منطلق درجات التفاوت ما بين التركيز والعزم.

بالموازاة، تعمل الذاكرة قصيرة الأمد كمعالج ترميز واستعادة معلومات مخزنة سابقا، في حين ان الذاكرة طويلة الأمد تتعلق بحفظ البيانات من خلال نماذج ومبادئ متباينة.

«الحصين» والزهايمر

يعتبر «الحصين» المسؤول عن الذاكرة في الدماغ، فهو يقوم بصنع كل من الذاكرة التقريرية المرتبطة بالحقائق والاحداث اليومية، وذاكرة العلاقات المكانية بالمسارات والطرق. وفيه يتم تحويل الذاكرة قصيرة المدى الى طويلة الأمد. لهذا في حال لحق اذى بـ «الحصين» فإن الفرد يجد صعوبة في استرجاع ذاكرته او صنع ذكريات جديدة بعيدة الغاية. أيضا يؤدي ضرر «الحصين» الى فقدان القدرة على تذكر كيف انتقل المرء من مكان الى آخر، وهذا هو الجزء الذي يتأثر بالزهايمر.

ذروة نشاط العقل

بحسب العلم، فإن الأوقات التي يكون فيها الدماغ أكثر جدارة واستعداداً، الوقت الذي يلي الاستيقاظ من النوم. وبينت دراسة اجراها معهد الدماغ الفرنسي ونشرت في مجلة SCIENCE ADVANCES في ديسمبر من العام 2021، «انه عند اخذ غفوة قصيرة تكون فيها ادمغتنا في قمة نشاطها وان كنا لم نستفيق كليا بعد، وبالتالي، فإن اللحظة التي تكون فيها ادمغتنا تعمل بجودة عالية تتمثل بالثواني القليلة الواقعة بين الاستيقاظ والنوم».

وفي سياق متصل، يرى الباحثون بحسب دراسة نشرتها صحيفة «أي لايف»، «ان العقل البشري يمكنه تخزين ما يفوق  مليون غيغابايت من البيانات، وهو ما يقدر بنحو 4.7 مليارات كتاب او 670 مليون صفحة ويب».

وتبين الأبحاث الجديدة ان آليات التعامل مع الذاكرة لدينا هي أكثر دقة بكثير مما كان يعتقد سابقا، حيث تعادل سعة التخزين الفعلي ما لا يقل عن ثمانية الاف تريليون بت، وهو ما يوازي البث المستمر لحوالي الفي سنة من الموسيقى.

التدريب والتمرين

يرشد خبراء الصحة للتخلص من مشكلة النسيان او عدم القدرة على الفهم والتخزين، اللجوء الى تدريب الذاكرة، وقد أظهرت دراسة ان عمليات تلخيص الدروس من خلال استنتاج الملاحظات واستخلاصها من المحاور الدراسية الرئيسية، تساعد في ترسيخ المعلومات وتنشيط الذاكرة وتحد من تلاشي الأفكار. بالإشارة الى ان كثر من الطلبة اعتادوا الفهم ولم يكونوا من أصحاب الذاكرة التي تقوم على الحفظ واسترجاع المعلومات، وقد يتعثر هؤلاء امام المواد الدراسية التي تتطلب الحفظ الا انها ضد منهجية العقل الذي لا يحفظ بل يفهم، والامر الإيجابي ان عملية الحفظ من الأمور التي يمكن اكتسابها بسهولة من خلال الطرق التالية:

1- فهم المعلومات

على التلميذ تنظيم المعلومات وفرملتها عن طريق اخذ الملاحظات ووضعها جانبا ومحاولة مناقشتها بصوت عالٍ كأنك تقوم بشرحها لزميلك. وهذا الامر قد يبدو غريبا لكن التحدث الى الذات عن الدروس يمكن ان يكون أداة فعالة للذاكرة.

2-ربط المعلومات

على التلميذ اعتماد الربط الذهني بين البيانات التي يحاول حفظها بشيء يعرفه وذات صلة بالموضوع. لأنه من المستحيل تذكر الأفكار المنفصلة عن تلك المتعلقة بغيرها من الاخبار بأسلوب متسلسل يسمح للعقل بسردها بمجرد تذكر عنوانها الأساسي الذي يعتبر المدخل للمادة.

3-النوم بعد الحفظ

تشير الدراسات الى ان العقل يعالج ويخزن الأخبار خلال النوم، لذا من الأفضل مراجعة المعلومات قبل الذهاب الى الفراش مباشرة حتى ولو لبضع دقائق قليلة.

4-تقنية الذاكرة القصيرة

تشمل هذه الطريقة تصور مكان اعتيادي على سبيل المثال تخطيط غرفة النوم العائدة للطالب كمساحة مرئية يمكن إيداع فيها صور وقواعد ومفاهيم وملخصات مهمة بغية مراجعتها وتذكرها في المدى البعيد.

5-التعلم والتكرار

ان تكرار المعلومة مرات عدة بالتداخل مع فصول او محاور أخرى حالية، نقطة أساسية غالبا ما يتم اهمال عمل «إعادة التعلم او التكرار» هذا سواء كان في المدرسة ام في المنزل، بحيث من المحال ان نكتسب المفاهيم على المدى الطويل إذا ما اكتفينا بحفظها مرة او اثنتين.

لهذا فان التخطيط يقوم على وضع تعريفات يجب حفظها غيبا، يتضمن التواريخ المهمة بحسب تسلسلها الزمني، حل مسائل الرياضيات والفيزياء والكيمياء ووضع قواعد الجيومتري الأكثر استخداما وتعقيدا وإعادة التمارين للوصول الى الهدف المراد.

المادة الاختيارية فرصة

في سياق متصل، نصحت ممثلة المتعاقدين في التعليم الرسمي منتهى فواز الطلاب، «بخلق مجموعات على الواتساب لمشاركة المعلومات فيما بينهم وقالت قد يكون طالب متمكّن من مادة أكثر من أخرى لذا التعاون مع زملاء آخرين في نفس المدرسة سيساعدهم كثيرا».

وقالت في حديث لـ «الديار»، «يوجد الكثير من الدورات داخل المدارس وخارجها ومنها مجاني او لقاء مبلغ زهيد وعلى كل طالب يشعر انه مقصّر في دروسه التسجيل فيها».

واردفت، «اما بالنسبة للمادة الاختيارية، فأنا اعتبرها فرصة للطلاب من خلال اختيار المواد البارعين فيها للحصول على العلامة كاملة، كما ان الدروس مخففة، والمنهج مقلّص والطلاب يُمتحنون بـ 30% من المقرر لهذه السنة».

وأضافت، «لديهم الوقت الكافي لتحصيل ما أمكنهم من الدروس واستعادة النقص وبمقدورهم ان يلحقوا المنهج للقيام بالترتيبات اللازمة فنحن على مسافة شهرين من الامتحانات».

وارشدت فواز الطلاب، «بضرورة تنظيم اوقاتهم من خلال وضع برنامج ونصحت بعدم درس مادة كاملة بل درس كل المواد ضمن وقت محدد من خلال حفظ الأقسام المهمة والعودة الى المعلومات مرات عدة مع فارق زمني بين المرة والأخرى لكي يتم توطيدها بشكل مستدام في الذاكرة».  

الأكثر قراءة

تطور كبير: هجوم جوي مُركّب للمقاومة بعمق 30 كم على «قيادة غولاني» والقتلى من الضباط باسيل يسلّف «الثنائي» والتمديد «سالك»