اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ تعليق رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري العمل السياسي في 24 كانون الثاني 2022، لا يزال الشارع البيروتي السني في حالة مخاض لتعويض «فراغ المستقبل»، الذي انكفىء سياسياً وحزبياً كما انكفىء حكومياً ونيابياً، رغم ان «المستقبل» كحالة «حريرية» لا يزال موجوداً في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والتربوية، وفي مجال الاتصالات و»اوجيرو» ومؤسسات خاصة وفي المطار والمرفأ.

وتؤكد اوساط سنية بيروتية واسعة الإطلاع، ان «الشارع البيروتي» في حالة مخاض وصراع، كما هي حال النخب الاعلامية والثقافية والسياسية والحزبية.

وخلال عام ونصف من غياب الحريري الفعلي والعملي عن الساحة البيروتية، تنشط وبشكل اسبوعي العديد من «الحراكات» ويأتي في مقدمتها قوى وهيئات كانت في صلب «المستقبل» ومنها «جمعية بيروت الخير» التي يرأسها الوزير السابق محمد شقير، وتضم في صفوفها الى جانب شقير اعضاء سابقين في قيادة «تيار المستقبل»، ورجال اعمال وخبراء اقتصاديين. ويحاذر شقير، وفق الاوساط، المجاهرة بالسعي الى «وراثة الحريري»، الذي لم يعط «سره» لأحد بعد. كما يبقي شقير «حركته مدوزنة» تجنبا لإستفزاز السعودية ، التي ايضاً لم تمنح «البركة» بعد لأي قوى سنية لوراثة سعد الحريري و»البيت السياسي» لرفيق الحريري.

وينطبق الامر نفسه على مستشار الحريري السابق احمد هاشمية والمقرب من خالد بن التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي سابقاً، ورئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية»، ومعروف ان «الغضب السعودي» لا سيما لمحمد بن سلمان، هو لعلاقة الحريري بالتويجري وتبخر الاموال التي اغدقت عليه و»تبخرت».

وتكشف الاوساط ان هاشمية يحاذر بدوره «استفزاز» السعودية، رغم انه فتح «خطوطاً» مع الامارات التي تمول حركته، حيث يقدم هاشمية مساعدات طبية ومالية وغذائية بالمئات شهرياً، وايضاً هاشمية رغم قربه من سعد الحريري، لا يحظى ببركته لإطلاق حركة ترث «المستقبل» وتجمع مناصريه وكوادره، لا سيما ان حركة هاشمية تأكل من «صحن المستقبل» وامينه العام احمد الحريري ، الذي يصطدم دائماً بهاشمية، وصار يعرف هذا الصراع بـ»صراع الاحمدين».

واخيراً، برز نشاط لـ «جمعية متخرجي المقاصد»، التي تحولت الى منبر سياسي تستضيف فعاليات تتحدث عن تطورات المرحلة .ويقود ناشر جريدة اللواء الصحافي صلاح سلام تحت مسمى «لقاء التوازن الوطني»، ويضم في صفوفه شخصيات عدة منهم سمير حمود، بسام برغوت. وهناك «لقاء الاربعاء»، الذي ينظمه المحامي رامي عيتاني في مقهى غلاييني، ويدعمه رئيس «جمعية بني العيتاني»، النائب السابق محمد الامين عيتاني.

وهناك تحركات لقوى «ثورية» يقود احداها مروان الايوبي وآخر فادي غلاييني. اما حضور النائب فؤاد مخزومي فيبرز في «ملتقى بيروت»، ويرأسه الرئيس السابق لـ «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» الدكتور فوزي زيدان، وآخر تحت مسمى «مجلس وحدة بيروت» ويقوده الدكتور فؤاد غزيري والمحامي حسن كشلي. كما يتحرك النائب نبيل بدر بمعية العميد المتقاعد محمود الجمل الذي استقال من «تيار المستقبل».

في المقابل، يبزر في الآونة الاخيرة حراك «جمعية الاحباش» ، التي كثفت لقاءاتها السنية خلال شهر رمضان، وآخر لقاءاتها كان مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقبله المفتي عبد اللطيف دريان.

كما تتحرك «الجماعة الاسلامية» سنياً، والتي التقت امس الاول كل من حزب «الاتحاد» والمتمثل بالنائب السابق عبد الرحيم مراد ونجله النائب حسن مراد، وكذلك النائب اسامة سعد في صيدا.

في المقابل، لا يغيب «الثنائي الشيعي» عن لقاءاته البيروتية ، ويلتقي دورياً بالعديد من القوى الحزبية السنية في «لقاء الاحزاب»، بالاضافة الى لقاءات نيابية وشعبية وحزبية، لنائبي بيروت امين شري ومحمد خواجة. 

الأكثر قراءة

بعد انكشاف نقاط ضعف «إسرائيل»... تحرّك غربي لتحييد منظومة حزب الله الصاروخيّة! ترسانة مُتطوّرة ودقيقة من المسافة «صفر» و«كمين جولاني» رسالة جهوزيّة الأمن الغذائي مُؤمّن لـ 3 أشهر... ولا ضمانات بتغيير سياسة أوروبا في ملف النزوح