اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تقف الساحة الداخلية اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما فرضهما الواقع الإقليمي، الذي أرسى قاعدةً جديدة تنطلق منها المقاربات والتسويات لكل أزمات المنطقة، بمعزلٍ عن كل ما مرّت به المنطقة على امتداد السنوات الماضية. وعلى هذا الأساس فإن المعادلة على الساحة اللبنانية، لن تبقى في منأى عن الوقائع المتسارعة على خطّ الجامعة العربية بالدرجة الأولى، وهو ما تكشفه مصادر ديبلوماسية مطلعة، إذ أنها تعتبر أن هذا الإيقاع الإيجابي السريع قد فرض تغييراً سوف تتلمّسه كل الأطراف الداخلية في القادم من الأيام، خصوصاً وأن الإستحقاق الرئاسي، وبعد 6 أشهر على الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، قد وصل إلى منعطف مفصلي، كون استمراره بالدوران في حلقة مفرغة من الخلافات والإنقسامات، بات يهدد أكثر من موقع متقدم في الإدارة، ويُنذر بتعطيل انتظام عمل المؤسسات.

فالمرحلة الراهنة تحمل سمة الإنتقالية، وفق ما تشير إليه المصادر الديبلوماسية، التي لا تخفي بأن الصورة ليست جيدة بنتيجة الجولات التي قام بها أكثر من مسؤول إقليمي، بالتوازي مع حركة بعض السفراء المواكبين للملف الرئاسي في إطار اللقاء الخماسي، الذي تمّ في باريس منذ أشهر وعلى مرحلتين، ويستعد المشاركون فيه للمرحلة الثالثة.

وتقود هذه المقاربة إلى الجزم من قبل المصادر الديبلوماسية عينها، إلى اعتبار التسوية الرئاسية غير جاهزة، على الأقل وفق ما كانت تؤشر إليه المواقف الداخلية في الأيام القليلة الماضية. وبالتالي، فإن المصادر تنقل عن معنيين باللقاءات التي حصلت أخيراً، بأن ما من تغييرات «جوهرية» قد تمّ تسجيلها من قبل كل الكتل النيابية، حيث أن كل الإحتمالات تبقى واردة على مستوى تبنّي هذه الكتل معادلات جديدة، خصوصاً على صعيد قوى المعارضة، إلاّ أن المصادر تستدرك بأن ما من تحولات بارزة في الأفق، وبالتالي فإن النتيجة العملية لحركة الوسطاء الداخليين والخارجيين، قد تظهّرت عبر تراجع حجم الإحتقان الداخلي أولاً، وتفعيل حراك المعارضين الذين جددوا لقاءاتهم ومشاوراتهم ثانياً، واستعادة كل الأطراف للغة الحوار، واعتماد المرونة والتهدئة في الخطاب السياسي الداخلي، بعد تسجيل جولة من السقوف العالية ثالثاً، وذلك كوسيلة وحيدة تمهّد لتحقيق خرقٍ في جدار الأزمة الرئاسية.

إلاّ أن المصادر الديبلوماسية نفسها، تستدرك مشيرةً إلى أن المعادلة النهائية لن تتبلور بشكلٍ حاسمٍ في المرحلة الراهنة ، بانتظار اتضاح صورة التوجهات العربية إزاء لبنان من جهة، وتحديد طبيعة العلاقات على الساحة العربية من جهةٍ أخرى، لا سيّما في ضوء التطور البارز المتمثل بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وبالتالي انعكاس هذا التطور على المشهد اللبناني. علماً أن الإستحقاق الرئاسي، ليس مدرجاً كأولوية على طاولة القادة والرؤساء العرب، إذ أن لبنان يحضر من بوابة ملف النازحين السوريين على أراضيه.

وعليه، تصرّ المصادر الديبلوماسية نفسها، على أن إمكانية التوافق وبشكلٍ خاص بين الفريق المعارض لا تزال محدودة، وإن كانت التحركات تتسارع بفعل الضغط السياسي المحلي والخارجي، من دون إسقاط ضغط الملفات المالية والإقتصادية والإجتماعية الداخلية. 

الأكثر قراءة

تراجع كبير لحركة المبيع بسبب ارتفاع الجمارك والتسجيل على السيارات المستعملة جدل ال ٥٠ دولارا بين اصحاب معارض السيارات المستعملة وبين نقابتهم