اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا تخفي مصادر سياسية مطلعة خشيتها من حالة الترقب والحذر المشوبة بالتوتر التي تسود المنطقة الحدودية، في ظل تنامي وتيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان ولأهل الجنوب من أي ردٍ على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف غزة منذ يومين، وما زال مستمراً، وذلك في سياق حرب الاغتيالات التي تشنها على القطاع وعلى كل الفلسطينيين من دون استثناء، خصوصاً المدنيين والأطفال. وتعزو هذه المصادر مخاوفها من التصعيد الإسرائيلي، إلى استشعارها وجود مخططٍ إسرائيلي واضح للدخول على خطّ المشهد الإقليمي، واستعادة العلاقات بين دول المنطقة، وتحديداً ما تحقق على صعيد استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، بالتوازي مع الإتفاق السعودي – الإيراني، بدلالة الإصرار على عدوانها رغم كل المواقف الرافضة دولياً وعربياً.

ولذا، تتحدث المصادر السياسية المواكبة عن توقيت دقيق تمّ اختياره من قبل «إسرائيل»، من أجل استعادة خطاب التهديد والتهويل، مع العلم أنه لم يغب في الفترة الماضية، وذلك من أجل رفع مستوى الاستنفار السياسي والأمني في المنطقة، وما يمكن أن يجرّه أي استهداف للساحة الجنوبية من ارتدادات فائقة السلبية على عدة مستويات لبنانية وعربية، قد يكون أبرزها تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، عبر التلويح بعدوان يؤدي إلى تدهور الوضع في الداخل الفلسطيني أو في الجنوب، في سياق توسيع رقعة المواجهات، واختبار «ساحات المواجهة» في المنطقة.

وفي هذا المجال، تكشف المصادر السياسية المواكبة عن أن عودة أجواء الحرب في المنطقة انطلاقاً من الأراضي الفلسطينية ومن قطاع غزة، هي ترجمة لرسالة «إسرائيلية» لا تهدف الى سوى اختبار حجم ومدى ردة الفعل التي قد تأتي من أكثر من جبهة في المنطقة، على أي عدوان تقوم به ولو استهدف بشكلٍ متعمّد أهدافاً مدنية ومنازل وعائلات مسؤولين في حركة «الجهاد» في القطاع بالدرجة الأولى، كذلك فهي تعلن وبالنار، موقفها المعترض على مناخ التوافق في المنطقة، والذي وجّه ضربةً لكل مشاريعها الهادفة إلى التطبيع مع الدول العربية بالدرجة الثانية، بالإضافة إلى توتير الأجواء على الساحة اللبنانية المأزومة أصلاً على المستوى السياسي، بهدف «الخربطة» عشية بدء موسم سياحي واعدٍ في لبنان بالدرجة الثالثة، وصولاً إلى نقل مشكلة «إسرائيل» السياسية الداخلية إلى الخارج، وإعادة توحيد الأطراف الداخلية فيها على قرار الحرب، وبالتالي التخلص من المأزق الذي تواجهه حكومة بنيامين نتنياهو داخلياً بالدرجة الرابعة.

وفي المقابل، لم تكن التحركات الميدانية والسياسية التي سُجّلت على الساحة الجنوبية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، إلاّ دليلاً على انضباط المشهد، وفق ما تكشف هذه المصادر، التي تؤكد في الوقت نفسه على عدم السكوت على الاعتداءات الإسرائيلية، في حال استهدفت الأراضي اللبنانية، كما دعم الفلسطينيين الذين أعلنوا عن ردٍ على العدوان الإسرائيلي على القطاع من دون تحديد طبيعته، ولو أن ممثل حركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي قد تحدث عن نوعين من الردود، يجري الإعداد لها. 

الأكثر قراءة

تطور كبير: هجوم جوي مُركّب للمقاومة بعمق 30 كم على «قيادة غولاني» والقتلى من الضباط باسيل يسلّف «الثنائي» والتمديد «سالك»