اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بات الترقب، العنوان الرئيسي للمرحلة، في ضوء ما شهدته الساعات الماضية من تطورات دراماتيكية، تزامنت سواء عن قصد أو بشكلٍ عفوي، مع الإعلان الصريح من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي شدد على وجوب إنجاز الانتخابات الرئاسية قبل 15 حزيران المقبل كحد أقصى، فيما تحدث أيضاً رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل عن أهمية الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية محذراً من ضغط الوقت، وضغط الفراغ والأزمات المتعددة. وبمعزلٍ عن الاستحقاقات الداهمة التي دفعت برئيس المجلس إلى دق ناقوس الخطر، فإن مصادر سياسية مطلعة، كشفت عن معطيات برزت أخيراً على الساحتين الداخلية كما الديبلوماسية، رسمت خطاً فاصلاً بين استمرار الانقسام في المجلس النيابي، ومرحلة تصعيد التحركات على عدة محاور وباتجاه كتل نيابية عديدة، وذلك تفادياً لأي انعكاسات خطرة للأزمة الرئاسية على مجمل المشهد السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي.

وبينما تغيب المواقف الحاسمة وتتعدد الروايات حول تقاطع الضغوطات الخارجية، وتقاطعها مع ضغط الإستحقاقات وأبرزها الشغور في حاكمية مصرف لبنان، تشير المصادر إلى اجتماعات عديدة قد انطلقت داخلياً وخارجياً، بالتوازي مع حركة اتصالات تمهيدية للإعداد لجلسة انتخابية في وقت قريب، على ألا تتمّ الدعوة إليها، إلاّ بعد بلورة نتائج الحراك الديبلوماسي الذي يقوم به سفراء «اللقاء الخماسي» للدول المعنية بالملف اللبناني. ومن هنا، تعتبر المصادر نفسها، ان موقف بري يهدف إلى استباق أي تغييرات خارجية محتملة، في ضوء تسارع الأحداث في المنطقة، واقتراب الملف الرئاسي من مرحلة الحسم، وبالتالي، السعي الى الإبقاء على الاستحقاق في الملعب الداخلي.

ولم تر هذه المصادر في اللقاءات التي سُجّلت في الساعات الماضية واتسمت بالأهمية، كونها شكلت رسائل واضحة على المسار الذي سيسلكه الملف الرئاسي، إلاّ الدلالةً العملية على أن قطار الحل بدأ يتحرك، ولذلك سارعت أطراف سياسية عديدة إلى مواكبة هذا الإيقاع الديبلوماسي السريع، كما تصفه المصادر السياسية، التي لا تتوقع أي خلاصات حالية بسبب واقع التكتم الشديد الذي أحاط بـ «ترويقة» رئيس «تيارالمردة» سليمان فرنجية مع السفير السعودي وليد البخاري في السفارة السعودية في اليرزة من جهة، والمشاورات الجارية على خطّ المعارضة من جهةٍ أخرى، والتي لم تصل بعد إلى تحديد موقف نهائي وحاسم من المبادرات المطروحة والخيارات التي نقلها عدة وسطاء  دخلوا على خطّ تقريب وجهات النظر، والتفتيش عن تقاطعات ما بين الكتل النيابية في الأسبوعين الماضيين.

وإذا كانت «ترويقة» السفارة السعودية قد أرخت بظلالها على مجمل المشهد السياسي الداخلي، كما تكشف المصادر نفسها، فإنه من الثابت أن مرحلة الحسم قد انطلقت، وأن الاستحقاق الرئاسي قد خرج من دائرة المراوحة، في ضوء استعجال أكثر من جهة معنية لإنجاز الانتخابات قبل مطلع حزيران المقبل ، خصوصاً بعدما بات موعد القمة العربية في جدة في التاسع عشر من الجاري، نقطة انطلاق باتجاه التسويات في المنطقة. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات