اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ تسلمه منصبه في العام 2014 ، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يؤكد انه لن يرضى ببقائه دقيقة واحدة في دار الفتوى، وانه يرفض اي تمديد لولايته التي تنتهي في نيسان 2025.

ودريان رئيس المحاكم السنية السابق والمعروف بخطه المعتدل، يسعى اليوم الى تكريس نهجه الاعتدالي، وضمان «خطه» الذي انتجه بعدما نجح شريف البحراوي، القنصل العام لمصر في العام 2014 في «اجتراح تسوية»، ضمنت انتخاب دريان مفتياً للجمهورية في ظل «توافق» داخلي بين الرئيس سعد الحريري والقوى السنية الاخرى، وفي ظل موافقة مصر وقطر وتركيا والسعودية على دريان.

ورغم ان دريان تماثل و»صحته بالف خير» كما يؤكد مقربون منه، الا ان صفحة «وراثته او خلافته» على رأس دار الفتوى فتحت منذ اشهر، ومنذ دخوله المستشفى وخضوعه لعملية جراحية في رجله، والتي تعافى منها اخيراً.

وتكشف اوساط سنية علمائية واسعة الإطلاع لـ «الديار» ان هناك «معركة صامتة» تدور داخل اروقة دار الفتوى، بين رئيس المحاكم السنية الحالي الشيخ محمد عساف وبين امين دار الفتوى الشيخ امين الكردي لخلافة دريان بعد انتهاء ولايته ،وان دريان يزكي عساف لهذا المنصب.

وفي حين يعتبر عساف شخصية معتدلة ووسطية وتتقن فن المرونة السياسية، رغم حفاظه على ملفاته في المحكمة السنية «نظيفة» وبلا تدخلات سياسية، وهو بذلك يكرس نهج دريان الذي اختاره في هذا المنصب، يثير الكردي ووفق الاوساط نفسها الجدل، ويُدخل دار الفتوى في معارك جانبية لا يرضى بها المفتي دريان، من تأييد الكردي لـ «ثورة 17 تشرين الاول» علناً، بينما وقفت دار الفتوى على الحياد، وصولاً الى معركة شعبوية في وجه «جمعية المقاصد» الى «دار العجزة» ومدرسي الفتوى، وليس انتهاءاً بخطب الجمعة النارية التي يلقيها كردي عندما كان يمثل دريان.

وتشير الاوساط الى ان بوادر امتعاض دريان من الكردي ظهرت جلياً، قبل اسبوعين من خطبة عيد الفطر بثلاثة اسابيع، حيث انتدب دريان عساف لالقاء خطبة الاضحى لمداراة وضعه الصحي، وعدم الوقوف طويلاً على رجليه. وتلفت الى انه جرى العرف ان يمثل امين الفتوى، اي كردي، دريان وينوب عنه في صلاتي الجمعة والعيد. ولعدم احراج نفسه نشر الكردي صورة له بالتزامن مع خطبة العيد انه يؤدي العمرة في السعودية، بينما كان في بيروت ولم يغادرها، وذلك لحفظ «ماء وجه» وعدم ظهوره كـ «منكسر» امام جمهوره.

وتكشف الاوساط ان الكردي بدوره يشكل امتداداً لخط المفتي السابق محمد رشيد قباني، ويمتاز بخطاب حاد ونبرة مرتفعة، ويصفه البعض بالمغالاة والتشدد . ويتردد في الاروقة الدينية والسياسية، ان الكردي بات محسوباً اليوم على التوجه «الاخواني» والقطري، بينما يصفه آخرون انه يمثل «نبض» الشارع السني، الذي يريد خطاباً مرتفعاً يحفظ المكانة السنية في الحياة السياسية والدينية اللبنانية، في ظل «الطحشة» المسيحية والشيعية عليه! 

الأكثر قراءة

لا جديد عند حزب الله رئاسياً... باسيل يطلب ضمانات خطية... وفرنجية لن ينسحب ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟