اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أضحت وقائع التحرش بالأطفال متكررة في الفترة الأخيرة، والهلع كبير من ارتفاعها، خاصة انها انتقلت من الأماكن البعيدة عن العين، ومن المدارس الى الحدائق والأماكن العامة. هذا الامر اثار رعب الاهل من تعرّض أطفالهم للتحرش، كونه يؤثر عليهم سلبا في سنوات أعمارهم المقبلة.

والتحرش او الاعتداء على الأطفال ويسمى PEDOPHILIA يتم من خلاله استغلال الطفل لإشباع الشهوات الجنسية لبالغ او مراهق، ويكون فارق العمر شاسعا، وقد يصل الى 50 سنة ما بين الفاعل والمجنى عليه.

والجدير ذكره، ان هذا الاعتداء لا صلة له بالأشخاص الذين يطلق عليهم HOMOSEXUAL او BIOSEXUAL، وبحسب تشخيص الامراض والاضطرابات النفسية، فان الشذوذ الجنسي لم يعد اضطرابا او مرضا نفسيا، بل هو اختيار لميول جنسي معيّن.

ماذا يعني ان يكون رجل في منتصف الخمسينات ويميل الى الأطفال الصغار، أي من هم في عمر 7 سنوات؟ وهل هذا الشخص مصاب «بالبيدوفيليا»؟ ام انها حالة انتقام من غير حجّة، لذا لا يمكن تبرئة الفاعل تحت أي مسمّى او عذر؟

ووفقا لما ورد في الدليل الاحصائي والتشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية DSM5، فإن معايير التشخيص «بالبيدوفيليا» تستند الى خيالات جنسية مثيرة ومتكررة، زيادة عن رغبات جنسية او سلوكيات تتضمن النشاط الجنسي مع طفل، وهناك من ينجذب للأطفال فقط ،ويدعى هذا النوع بالحصري ويميل هؤلاء للذكور تحديداً، ومنهم من ينجذب للذكور والاناث معا.

حديثا، تكرر هذا العمل البغيض في لبنان، وقد تبلغت «الديار» عن 3 أطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي من قبل رجال في منتصف العمر أي راشدين بما يكفي. حالتان في منطقة البازورية شرق صور، وقد اعتدى م. ع مواليد 1996على الطفل ع. س مواليد 2006، والثانية وقعت في حرش بيروت من قبل عامل في منتــصف الاربعينيات تحرش بطفل يبلغ من العمر 7 سنوات. وقد علمت «الديار» ان واحداً من هذين المعتَدَين تم إطلاق سراحه تحت اعذار واهية، فقد قيل انه يعاني من كهرباء في الرأس!

مصادر امنية اكدت لـ «الديار» ان قضية التحرش بالطفل ع. س لن تمر مرور الكرام، وسيتم إعادة فتح الملف ريثما تتوفر المعطيات الصحيحة حول هذه القضية، ولمعرفة الحيثيات التي على أساسها أفرجت القاضية التي تتابع الملف عن المعتدي.

وشدد المصدر «على ضرورة إنزال القصاص بالمتحرش ليكون عبرة، وعقوبة يسوغ الحكم بها وحدها دون أن تضاف إليها عقوبة أخرى كالحبس والغرامة، حتى لا يتجرأ أحد آخر على القيام بمثل هذه الأفعال».

واكد «ان الأجهزة المعنية تصرّ على التشدد في هذا الإطار لحماية الأطفال والمجتمع».

اما عن قضية الشخص الذي تحرّش بطفل في منطقة حرش بيروت، فأكد مصدر أمني ثانٍ لـ «الديار» «ان الفاعل لم يخرج من السجن، وسيعاقب حتى لا تُعاد هذه الواقعة».

لا شيء يبرر الكارثة

وأوضحت الاختصاصية النفسية غنوة يونس لـ «الديار» ان موضوع التحرش الجنسي «ليس جديدا بحيث ان «البيدوفيليا» كناية عن افراد يقومون باغتصاب الأطفال او الاعتداء الجنسي عليهم»، وتابعت «هذه الحادثة باتت معروفة بسبب الوسائل السريعة الانتشار مثل التواصل الاجتماعي، كما ان العاملين في الحقل النفسي والاجتماعي والتربوي، الى جانب الاهل الذين حدث مع أطفالهم هذا النوع من الاعتداءات الجنسية وتأذوا منها، باتوا يحثونهم على التكلم وعدم السكوت عن هذه الأمور. وبالتالي يجب تحصيل حق المعتدى عليه، والحديث قد يريحه ويخلصه من عُقد نفسية قد تتأزم مع مرور الوقت إذا لم يتم الإفصاح عمّا جرى معه».

«البيدوفيليا» والضحية

وقالت يونس: «هذا الشخص يعاني من اضطراب نفسي، ويملك شخصية سيكوباتية غير سوية، لان المتحرش الجنسي يعمد الى اعادة الفعل الجنسي الذي يقوم به، وهذا ما يسمى بالسلوك المتكرر، وبالتالي لديه غياب للضمير والاحساس بالمسؤولية او الشعور بالذنب».

واشارت الى « انه ينفّذ فعلته وهو مبتسم، لا بل أكثر من ذلك فقد يشعر بالانتصار لإقدامه على هذا العمل المشين الذي يفتقد للقيم الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية وحتى الدينية، في ظل غياب الرادع الذي يجب ان تفرضه الدولة من خلال عدم التساهل اتجاه هذه الأفعال، باعتبار انه الشيء الوحيد الذي يُكبّل المعتدي ويجعله لا يخطو نحو تكرار افعاله خوفا من العقاب. ويُعرف هؤلاء بمخالفتهم القوانين، لذا فان ليونة القوانين بحق هؤلاء قد يُضاعف هذه الارتكابات».

انحدار النسق المجتمعي

اضافت «يعتبر المتحرش شخصا عدوانيا ومخالفا للمجتمع، ويكابد من اندفاع قوي وغير سوي وميول انحرافية دون وجود رادع يمنعه، الى جانب الرغبات المكبوتة التي ينتج عنها تصرفات انحطاطية واندفاعية بسبب تعرضه للتحرش في صغره، او ترعرعه في بيئة اسرية قاسية خالية من الحب والحنان والقوانين والاحترام المتبادل بين افرادها. وقد يكون بسبب عوامل وراثية التي تلعب دورا بارزا في ان يكون الشخص سيكوباتي».

وتابعت: «لذا فالمتحرش قد تم حرمانه من الورع واثبات الضمير منذ الطفولة، ونشأته الاجتماعية ضعيفة، وتؤدي تلك الممارسات التي يقوم بها هذا الشخص الى انهيار النسق القيمي في المجتمع، وقد يلجأ الى تعاطي المخدرات والافراط في شرب الكحوليات».

الحل.. عقوبات رادعة

وترى يونس «ان تشديد العقوبات على المتحرش من جانب الأجهزة الأمنية المعنية بهذا الملف، قد يحقق الغاية لجهة منع أي معتدي من معاودة فعلته، كما لا يجب التساهل من قبل القضاة تحت أي اعذار». واكدت «ان الطفل المجنى عليه ستتسمم حياته، سواء كان صبياً او فتاة، كما ان نفسية هؤلاء ستتضرر على المستوى النفسي والجسدي والاجتماعي، ومن هنا يجب إنزال ابلغ جزاء بالمتحرشين ولا يجب ان نعطيهم احكاما تخفيفية».

وأشارت «الى ان أكثر الاعذار شيوعا، ان المتحرش يعاني من اضطرابات نفسية وان كانت موجودة فيجب ان يتعالج، او على الأقل لا يجب ان يكون في مكان حيث يتواجد فيه الأطفال الذين يعتبرون بالنسبة له «فريسة»، فلا يتم إخراجه من الزنزانة ليسرح ويمرح وكأن شيئا لم يكن»! 

الأكثر قراءة

أجل... اخترقنا "إسرائيل" استخباراتياً