اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على الرغم من أن الملف المرتبط بإصدار القضاء الفرنسي مذكرة توقيف ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قد طغى على ما عداه من عناوين في الساعات الماضية، وعلى وجه التحديد العنوان الرئاسي، فإن لا جديد في كل ما يُطرح من مقاربات وسيناريوهات حول مسار عملية التفاوض الجارية بعيداً عن الأضواء، على جبهة القوى المعارضة من جهة، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من جهةٍ أخرى، وذلك في ضوء ما كشفته أوساط سياسية واسعة الاطلاع، عن مراوحة في هذا الخصوص، إذ انها جزمت أنه من الخطأ الاعتبار أن المفاوضات التي تمرّ بمحطات من التجاذب حيناً، والرسائل المشفّرة حيناً آخر بين الجانبين، قد وصلت إلى الحائط المسدود أو أنها تسلك مساراً ينبىء بإيجابية على خطّ الاتفاق على مرشّح رئاسي جديد من بين أسماء الشخصيات المتداولة في الاسابيع الماضية.

وبالتالي، قد لا يكون من الواقعي نعي هذه المفاوضات، على حدّ قول الأوساط، بصرف النظر عن إعلان نواب في تكتل «لبنان القوي»، أن الاتفاق لم يتحقق حول ترشيح أحد الوزراء السابقين لرئاسة الجمهورية اللبنانية لم يُنجز بعد، وبالتالي فإن المفاوضات قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة، ولا تزال أجواء من الغموض تحيط بها، على الأقل حتى اللحظة، وسط تضارب القراءات والتكهنات لما يصدر من مواقف وتصريحات وبيانات عن أطراف عديدة في المعارضة، وليس فريقاً معيناً فقط.

ووسط الدعوات التي تتكرر محلياً كما ديبلوماسياً في الآونة الأخيرة، فإن الأوساط نفسها تقول إن بلورة موقفٍ موحد، ليست مهمةً سهلة أو ممكنة في ضوء المعادلة السياسية الداخلية الحالية من جهة، والتضارب في المعلومات حول لقاءات محتملة من جهةٍ أخرى، وخصوصاً أن التواصل يسير عبر قنوات اتصال محايدة، ولكن ليس بشكلٍ مباشر.

وعلى هذا الاساس، لم تحسم المفاوضات بين قوى المعارضة و»التيار الوطني الحر» أي اسمٍ من الأسماء المطروحة، ويصرّ التيار على ألا يكون مرشّح تحد بالدرجة الأولى ، كشرطٍ شبه وحيد من أجل إبرام أي تقاطع مرحلي وليس اتفاقاً، بحسب ما اشارت إليه الأوساط السياسية المطلعة.

ومن الطبيعي في هذه الحالة، ألا يتمّ الحديث عن توافق بالحدّ الأدنى، وهو ما أكدته الأوساط نفسها، التي لم تخف أن ساعة الحسم قد اقتربت، ومن الضروري ترقب الإعلان الرسمي عن نتائج هذه العملية التفاوضية، مع العلم أن المواقف الأخيرة التي صدرت عن بعض القيادات الحزبية المعارضة، لا تشير الى احتمال إحراز تقدم على هذا الصعيد، وإن كانت لا تجزم بالفشل في الوقت الراهن. وعليه، فإن الثابت اليوم، وفق ما استنتجته الأوساط، أن قنوات الإتصال ما زالت قائمة ولم تؤد إلى أي تطور من الممكن البناء عليه لرسم مشهد متفائل. وبالتالي، فإن الأمر يتطلب المزيد من الوقت، مع العلم أن نقطة التلاقي الوحيدة ما زالت الاتفاق على معارضة ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات