اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يعد امام قوى المعارضة سبيلا للخروج من حالة الضياع في الملف الرئاسي إلا عبر تقديم مرشحها البديل الذي سيواجه خيار سليمان في الجلسة الإنتخابية التي ستعقد بعد توقف قسري فرضته الظروف السياسية، إلا ان المعارضة لا يبدو انها سائرة نحو التوافق بدليل عدم صدور موقف موحد بعد أو اي إشارات ايجابية قد تسهل الإتفاق.

واقع الحال ان المعارضة تواجه عدة إشكاليات تعيق سعيها الى التوافق، فالخلافات السياسية أولا تقف في الحديقة الخلفية لتوافق أركانها، فالتباعد عميق ولا شيىء يمكن ان يقرب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من رئيس حزب القوات سمير جعجع إلا استبعاد سليمان فرنجية ومن المفارقات التي يتم التندر بها في المجالس السياسية فكرة تبني القوات والكتائب لمرشح التيار الوطني الرئاسي من جهة وامكانية ان يسير باسيل بمرشح تختاره قوى١٤ اذار.

العوائق الأخرى الأساسية تتعلق بتردد كل من النائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حسم خياراتهم الرئاسية، فالأول متأرجح بالذهاب الى النهاية مع المعارضة ويتجنب أي «سقطة» قد تكلفه إقفال الباب نهائيا على العلاقة مع حزب الله في حال أيد مرشحا مواجها للثنائي او في حال تقاطع رئاسيا مع حزب القوات، فيما صار واضحا ان جنبلاط لا يرغب بلعب دور مرجح في صناعة الرئيس المقبل مع فريق ضد فريق آخر، ولم يحسم جنبلاط بعد قراره باستثناء عدم رغبته بانتخاب رئيس يشكل تحديا لأي طرف.

وتؤكد مصادر سياسية ان جنبلاط يعول على عامل الوقت والتبدلات في المشهدين الإقليمي والداخلي منتظرا نفاد ورقة ترشيح سليمان فرنجية قبل الانطلاق الى البديل، و»رمادية «جنبلاط اليوم وفق المصادر مردها لسببين أولا لأنه لا يريد استفزاز الثنائي الشيعي واقفال باب التفاهم غير المباشر معه وأيضا لان جنبلاط غير متوافق مع فريق المعارضة على اسم جهاد أزعور.

كل ذلك يقود الى خلاصة واحدة مفادها ان المعارضة ليست في موقف تحسد عليه، فالاجتماعات المفتوحة لم تصل الى مرحلة حسم مرشحها الرئاسي كما لم تنجح في جذب العدد اللازم من النواب التغييريين ولم تحقق خرقا مهما على المستوى السني مع امكانية ان تنتقل أصوات بعض النواب السنة لتأييد فرنجية بناء على جولات السفير السعودي وليد البخاري الذي ترك الملف الرئاسي للقيادات اللبنانية مؤكدا عدم تدخل الجانب السعودي في الإنتخابات الرئاسية.

ازاء مأزق المعارضة ترى مصادر سياسية ان تشرذم الفريق المعارض سوف يظهر بوضوح في المرحلة اللاحقة فلن يجد المعارضون امامهم إلا خيار تعطيل النصاب سبيلا للخروج من أزمة عدم الإتفاق حول مرشح فمصادر التيار الوطني الحر تؤكد ان التيار يسعى الى التوافق والى رئيس يشكل تقاطعا مع الجميع من اجل تجنب الصدامات، ولا تستبعد المصادر احتمال التصويت بورقة بيضاء في حال تمت الدعوة قرييا الى جلسة إنتخاب رئيس. 

الأكثر قراءة

آخر ابتكارات حلفاء «إسرائيل» للضغط على لبنان: حرب شاملة بعد رفح... وعقوبات ؟! سيجورنيه سيتبلّغ التمسّك «بوحدة الساحات»...وجيش الإحتلال غير جاهز للحرب الدولة تزداد تحلّلا والشلل يتمدّد... «النفاق» السياسي يُطيّر الإنتخابات البلديّة