اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
انشغل لبنان والخارج يوم أمس بالمناورة العسكرية غير المسبوقة من حيث الشكل، والتي نفذها حزب الله جنوبي البلاد، تزامناً مع الذكرى الثالثة والعشرين لذكرى تحرير لبنان. فهي المرة الاولى التي يدعو فيها الحزب حشداً اعلاميا محليا ودوليا للاطلاع عن كثب على تدريبات عناصره، وعلى بعض من عتاده وسلاحه، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول اهداف المناورة وخلفياتها.

 ففيما أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «ان الرسالة هي للعدو، ومفادها أن المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لم تتعب ولم تتراجع، رغم محاولة اخضاعها بكل أشكال الضغوطات السياسية والاقتصادية»، داعياً جميع اللبنانيين لأن «يزدادوا طمأنينة، لأن قوة المقاومة هي لحماية لبنان وحفظ سيادته».

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة، ان للمناورة اهدافا خارجية كما اخرى داخلية، لافتة في حديث لـ»الديار» الى انه «في ظل المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة، سواء لجهة التقارب الايراني – السعودي او لجهة التقرب العربي من سوريا وعودتها الى جامعة الدول العربية، يأتي استعراض حزب الله العسكري للقول، ان اي تسوية ستحصل لن تكون على حسابه، وأنه يزداد قوة وقدرة، وان طهران لن تتنازل قيد أنملة عن معادلة وحدة الساحات»، وهو ما اشار اليه بوضوح السيد صفي الدين بقوله ان «مقاومة اليوم هي قوة ممتدّة ،ومحورٌ كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقًا من إيران».

ولا تنكر المصادر ان «الرسائل الابرز من خلال المناورة هي للعدو الاسرائيلي، لاظهار قدرات وجهوزية المقاومة لأي مواجهة، وهو ما يمكن وضعه باطار «قوة الردع»، الا انها تتحدث ايضا عن رسائل أريد ايصالها بطريقة غير مباشرة للداخل اللبناني، مفادها ان حزب الله الذي يُحاولون اشغاله بالسياسة والمشاكل الداخلية، لا يزال متمسكا بدوره كمقاومة عسكرية، وبأنه في موقع قوة يفرض على بقية الفرقاء ان يحاوروه للوصول الى حل للأزمة الرئاسية، لا ان يفرضوا عليه شيئا».

فشل «الوطني الحر» - «القوات»

وتزامن كل ذلك، مع مؤشرات تؤكد فشل مساعي التلاقي بين قوى المعارضة، وأبرزها «القوات اللبنانية» مع «التيار الوطني الحر» في الملف الرئاسي. فبعد اعلان النائب في «الوطني الحر» آلان عون صراحة في حديث مع «الديار»، ان «الاتصالات لم تصل الى اي مكان وان صفحة الوزير السابق جهاد ازعور طُويت لعدم التوصل الى اتفاق عليه، ولعدم رغبته شخصيا في ان يكون مرشحا للمواجهة، ما أدى للعودة الى المربع الأول»، خرجت الدائرة الاعلامية في «القوات» ببيان حاد ردا على احد تقارير الـOTV  الذي انتقد مواقف وآداء رئيس الحزب سمير جعجع، ما دفع «القوات» للحديث عن «سقوط التيار»... وهو ما يعني عمليا سقوط كل محاولات التلاقي في ملف الرئاسة.

وبذلك، يمكن تأكيد العودة الى حالة الجمود، وسقوط كل المهل الزمنية التي ضربها البعض، وأبرزها حديث رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن وجوب انتخاب رئيس قبل منتصف شهر حزيران المقبل. وقالت مصادر مواكبة للملف الرئاسي ان «الحركة التي خلقتها المشاورات بين قوى المعارضة و»الوطني الحر» انتهت على ما يبدو.. وهو ما يعني اخفاق النائب غسان سكاف كما نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بمهمتيهما»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «ذلك يعزز لا شك حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يتقدم بخطوات بطيئة الى قصر بعبدا». وتضيف المصادر: «كل التطورات وبخاصة الاقليمية منها، تشكل دافعا لترشيح فرنجية، وان كانت غير قادرة حتى الساعة على حسم فوزه. الامور بحاجة لأن تنضج أكثر، وقد تحتاج أشهرا بعد».

سلامة باق؟

في هذا الوقت، تتجه الأنظار الى الاجتماع الذي يفترض ان يُعقد اليوم بعد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جدة، للبحث بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه.

وعلمت «الديار» ان سلامة حاسم في بقائه في منصبه حتى آخر لحظة من ولايته الخامسة، اي حتى نهاية تموز المقبل. ونفت مصادر وزارية نفيا قاطعا ان يكون بري قد طلب من سلامة الاستقالة والتنحي، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «بري أصلا غير متحمس على الاطلاق لخيارات ما بعد سلامة، وبالتحديد لخيار تسلم نائبه الأول وسيم منصوري المسؤوليات من بعده، وهو كان قد أعلن صراحة بوقت سابق، انه أبلغ منصوري بذلك». وتضيف المصادر:»بغياب البدائل، سيبقى سلامة حتى نهاية تموز، على ان يتم البت بالخيارات المتاحة خلال الاسبوعين المقبلين». وتشير المصادر الى «انه رغم موقف بري الحالي من وجوب عدم الموافقة على تسلم منصوري كرة النار، الا انه واذا تبين له ان لا خيارات اخرى ممكنة، فقد يسير بذلك على مضض في الربع ساعة الأخيرة».

«داعش» في صيدا؟

وفي زحمة كل هذه الملفات الاستراتيجية، انشغلت بعض فعاليات، وبعض ابناء مدينة صيدا بالامس بالتصدي لتحرك احتجاجي استنكارا لمنع احدى السيدات من ارتداء لباس البحر على الشاطىء. وتم تسجيل أكثر من اشكال بين المعتصمين والمتشددين الرافضين للاعتصام ومضمونه، والذي ذكروا بالمواقف التي أطلقوها على شاشات التلفزة بـ«داعش» وقوانينه وتعاليمه.