اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انتهت القمة العربية في جدة، لتنتقل الانظار منها الى باريس، التي زارها رئيس «التيار الوطني الحر» في جولة اوروبية رباعية، يصفها التياريون بانها حاسمة رئاسيا، فيما يؤكد المطلعون انها وضعت المسار الانتخابي على السكة الصحيحة، مزيلة عقدة اساسية من امام الاستحقاق.

يستند المتفائلون في قراءتهم هذه، الى ان التحرك الفرنسي الذي سيستتبع بجولة سعودية في بيروت، جاء بعد مقررات القمة العربية، وبدعم اميركي واضح، وهو سيستكمل مع نواب «التغيير» الذين سيبحثون في العاصمة الفرنسية هواجسهم ويعرضون مقترحاتهم، فيما وصلت الرسائل اللازمة الى معراب، التي تملك حججها الامنية الخاصة.

واضح ان الجرة الرئاسية بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، قد انكسرت ضمن مسلمات وخطوط حمر ترعى الخلاف بينهما وتربك النزاع الرئاسي، اذ ان حزب الله يطالب التيار بتأمين نصاب جلسات الانتخاب لا اكثر ولا اقل، فيما البرتقالي وضع سقفا محددا له شرحه باسيل من باريس عقب لقاءاته، بشكل واضح لا يحمل اي لبس، لا لسليمان فرنجية او من يشبهه، ولكن في المقابل لا لرئيس يستفز حزب الله.

انطلاقا من هذه المعادلة الاخيرة ، تكشف المصادر ان «الفيتو» الذي سبق ان وضع في ما خص ترشح احد اعضاء «لبنان القوي»، او في الحد الادنى احد المقربين من التيار قد سقط، وفقا لمصادر سياسية، مؤكدة ان مرشح من التكتل يريح حزب الله ويطمئنه ولا يشكل مشكلة له، في ظل ما يمكن ان يستشف من تصاريح المسؤولين في الحزب.

وتتابع المصادر انه ازاء هذا الواقع من الواضح ان الاتفاق بين التيار واطراف المعارضة لن يكون ممكنا، اذ ان المعارضة ككل ترفض تماما اي مرشح عوني انطلاقا من انه لا يختلف عن سليمان فرنجية، معتبرة ان باسيل ما عاد بحاجة الى طوق المعارضة للنجاة، بعدما قدم له الفرنسيون المخرج الذي يحفظ ماء الوجه.

واعتبرت المصادر ان مجرد ذهاب التيار بمرشح خاص الى الانتخابات، ووجود مرشح للمعارضة الى جانب مرشح الثنائي الشيعي، فان ذلك سيسهل العملية امام مرشح الحزب، ويصب تلقائيا في خدمة سليمان فرنجية، علما ان موقف «القوات» وسلوكها الانتخابي يبقى اساسيا بدوره.

فعلى ماذا اتفق اذا في باريس؟ تكشف مصادر ديبلوماسية في بيروت ان رئيس «التيار الوطني الحر» لم يطرح اي عملية تبادل او مساومة مع الفريق الفرسي الذي التقاه، ولم يدخل في اي محاصصة او تقاسم لمناصب، بل اكتفى بشرح وجهة نظره، وتقديم الحلول التي يراها مناسبة، مؤكدا انه منفتح على ممارسة المعارضة البناءة، ولن يقف في درب التسوية لعدم وجود الامكانات التي تسمح، الا انه في المقابل والتزاما مع قناعات حزبه، لن يسير في عملية انتخاب فرنجية.

وتشير المصادر الى ان النائب باسيل ابلغ بصراحة محاوره الفرنسي عن الشروط التي يجب توافرها لتأمين نصاب الجلسة، سائلا عن الاسباب التي تدفع بفرنسا الى دعم فرنجية وعدم وجود مرشح آخر، شارحا النتائج السلبية لوصول فرنجية او من يشبهه، متعهدا بان اي مرشح من تكتله لا يزعج حزب الله.

وحسب رأي الاوساط فان باسيل حصل على المخرج السياسي، الذي كان يحتاج اليه لتأمين حضوره جلسة ساحة النجمة، والذي يحفظ له حقه بعدم تحميله نتائج وصول مرشح «المحور» الى بعبدا، ممهدا له الطريق لخوض الجولة الثانية من المعركة والتي تتمثل في الحكومة، اذ واضح من لهجته امام المحازبين انه اتخذ خيار «الحرب الناعمة والمضبوطة» مع العهد الجديد. 

الأكثر قراءة

أجل... اخترقنا "إسرائيل" استخباراتياً