اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الدوليين أن المواد السامة التي تتسرب من الأمعاء، يمكن أن تتداخل مع عمل الخلايا الدهنية وتؤدي إلى السمنة.

نتائج الدراسة، التي نشرت في مجلة BMC Medicine، بحسب ما ورد في موقع "ساينس أليرت" Science Alert، تفتح الباب لكيفية التعامل مع زيادة الوزن المفرطة والخطيرة في المستقبل.

وتعد المواد التي تسمى السموم الداخلية، شظايا من البكتيريا في أمعائنا. وعلى الرغم من كونها جزءا طبيعيا من النظام البيئي للجهاز الهضمي، فإن الحطام الميكروبي يمكن أن يسبب ضررا كبيرا للجسم إذا وجد طريقه إلى مجرى الدم.

وأراد الباحثون النظر على وجه التحديد في تأثير السموم الداخلية على الخلايا الدهنية (الخلايا الشحمية) لدى البشر.

واكتشفوا أن العمليات الرئيسية التي عادة ما تساعد في التحكم في تراكم الدهون تتأثر بالمواد.

وأجريت الدراسة على 156 مشاركا، 63 منهم مصنفون على أنهم يعانون من السمنة، وخضع 26 منهم لعملية جراحية لعلاج السمنة - وهي عملية يتم فيها تقليل حجم المعدة للحد من تناول الطعام.

وتمت معالجة العينات من هؤلاء المشاركين في المختبر حيث نظر الفريق في نوعين مختلفين من الخلايا الدهنية، الموصوفة باللونين الأبيض والبني.

عالم الأحياء الجزيئية مارك كريستيان من "جامعة نوتنعان ترنت" في المملكة المتحدة، قال إن "شظايا الميكروبات المعوية التي تدخل مجرى الدم تقلل من وظيفة الخلايا الدهنية الطبيعية ونشاطها الأيضي، والذي يتفاقم مع زيادة الوزن، ما يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري. يبدو أنه مع زيادة الوزن، تصبح مخازن الدهون لدينا أقل قدرة على الحد من الأضرار التي قد تسببها أجزاء ميكروبات الأمعاء للخلايا الدهنية".

وتخزن الخلايا الدهنية البيضاء، التي تشكل معظم أنسجة تخزين الدهون لدينا، الدهون بكميات أكبر. وتأخذ الخلايا الدهنية البنية مخزونا من الدهون وتفككها باستخدام الميتوكوندريا العديدة، كما هو الحال عندما يكون الجسم باردا ويحتاج إلى الدفء. وفي ظل الظروف المناسبة، يمكن للجسم تحويل الخلايا الدهنية البيضاء التي تخزن الدهون والتي تتصرف مثل الخلايا الدهنية البنية التي تحرق الدهون.

وأظهر التحليل أن السموم الداخلية تقلل من قدرة الجسم على تحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى خلايا دهنية تشبه البنية وتقلل كمية الدهون المخزنة.

وتعتبر العملية هذه ضرورية في الحفاظ على وزن صحي، وإذا تمكن العلماء من معرفة المزيد حول كيفية عملها وكيفية السيطرة عليها، فإنها تفتح المزيد من العلاجات المحتملة للسمنة.

جراحة علاج البدانة تقلل من مستويات السموم الداخلية في الدم، ما يزيد من قيمتها كوسيلة للتحكم في الوزن، بحسب الدراسة، يعني أن الخلايا الدهنية أكثر قدرة على العمل بشكل طبيعي.

وبحسب كريستيان، فإن الدراسة "تسلط الضوء على أهمية الأمعاء والدهون كأعضاء مترابطة مهمة تؤثر على صحة التمثيل الغذائي لدينا".

وقال: "على هذا النحو، يشير هذا العمل إلى أن الحاجة إلى الحد من تلف الخلايا الدهنية الناجم عن الذيفان الداخلي يكون أكثر أهمية عندما يكون لديك وزن زائد، حيث يساهم الذيفان الداخلي في تقليل التمثيل الغذائي الخلوي الصحي".

وتلعب جميع أنواع العوامل دورا في كيفية التحكم في وزننا على المستوى البيولوجي، والآن هناك عامل آخر مهم يجب مراعاته. ونظرا لأن السمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها أصبحت مشكلة في جميع أنحاء العالم، فنحن بحاجة إلى كل البصيرة التي يمكننا الحصول عليها.

(العربية)

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

لا جديد عند حزب الله رئاسياً... باسيل يطلب ضمانات خطية... وفرنجية لن ينسحب ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟