اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يزال التلوث بالألغام يشكل تحديا خطيرا أمام العراق الذي يصنف حسب الإحصاءات والتقارير الدولية والمحلية المعنية، كأكثر دول العالم تلوثا بالألغام ومخلفات الحروب غير المتفجرة، والتي هي بمثابة قنابل موقوتة يروح ضحيتها عراقيون باستمرار، ويقعون في فخاخها الممتدة في طول البلاد وعرضها جراء الحروب الداخلية والخارجية الطويلة التي عصفت بها على مدى العقود الماضية.

وفي أحدث التطورات على صعيد مجابهة هذا الخطر، أكدت وزارة البيئة العراقية، أنها بصدد وضع خطة سيتمكن العراق وفقها بحلول العام 2028، من طي هذا الملف الدامي الذي حصد ويحصد أرواح وأطراف عراقيين كثيرين.

تفاصيل الخطة

وفق تصريحات وكيل وزارة البيئة كاميران علي، لوكالة الأنباء العراقية، أكد فيها عقد "اجتماع في دائرة إسناد الهندسة العسكرية وفق الأمر الوزاري 223، وبالتنسيق مع الوزارات المعنية والمنظمات الدولية والشركات النفطية في المناطق الجنوبية والمناطق الأخرى من العراق، لوضع الخطة المستقبلية لإزالة الألغام".

وأكد علي أن "العراق سيكون خاليا من الألغام في العام 2028"، لافتا إلى أن "دائرة شؤون الألغام تعمل على التنسيق مع جميع الجهات المعنية من أجل الوصول إلى هذا الهدف، كما هناك حاجة إلى الدعم الدولي للعراق، إضافة لتخصيص المبالغ الكافية في موازنة 2023 لإزالة الألغام".

المحافظات الأكثر تلوثا

أكثر المحافظات التي توجد فيها الألغام، وفقا لعلي، هي: البصرة، ميسان والمناطق الحدودية، الكوت، وديالى، وهناك محافظات أخرى مثل المثنى وكربلاء المقدسة، وهذه أيضا فيها مساحات قليلة من الألغام، أما المناطق المحررة فتوجد فيها عبوات ناسفة فقط، وستتم إزالتها من قبل الهندسة العسكرية".

وفيما يرحب معلقون بوضع سقف زمني لإعلان خلو العراق من الألغام، يرى آخرون أن بقاء هذا الملف دون طي لعدة سنوات أخرى، كفيل بحصد أرواح عراقيين آخرين.

خبراء يشيرون إلى ضرورة وضع ميزانيات مناسبة ترفدها الاستعانة بالخبرات الدولية، لمعالجة هذه المشكلة النازفة منذ ثمانينيات القرن الماضي.

يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":

- بسبب الحروب الشرسة المتعاقبة كحربي الخليج والحرب الأميركية على العراق، على مدى أكثر من 40 عاما، تنتشر أعداد مهولة من الألغام ومخلفات الأسلحة الفتاكة ومنها اليورانيوم المنضب في مختلف مناطق العراق، ولا سيما الحدودية في الجنوب ومع الحدود مع إيران والتي هي حدود طويلة جدا، فضلا عن التي زرعها تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي سيطر عليها في شمال وغرب البلاد في محافظات مثل نينوى والأنبار وصلاح الدين.

- بات هذا الانتشار تهديدا وجوديا للمواطنين العراقيين، ممن فقد الكثيرون منهم حياتهم أو تعرضوا لإعاقات وإصابات بليغة جراء انفجار الألغام بهم، ومخلفات الأسلحة الملوثة باليورانيوم المنضب والتي تطال تأثيراتها القاتلة ببطء البيئة والتربة والمحاصيل الزراعية.

- الأمم المتحدة والدول الأوروبية كفرنسا، لعبت دورا مهما لمساعدة العراق في محاولة حل هذه المشكلة التي تقض مضاجع العراقيين، وللتغلب عليها لا بد ولا شك من الاستمرار بالتنسيق مع الخبرات الدولية والتقنيات الحديثة.

- لا بد من الاستعانة بخرائط انتشار هذه الألغام والتعامل معها بدقة واحترافية، وتحديد نوعياتها وفرزها بشكل واضح ومفصل، فبعضها قد يكون مضادا للدبابات والمدرعات الثقيلة وبعضها مضاد لناقلات الجند والمركبات، وبعضها الآخر مضاد للأفراد.

- يتم التعامل بمهنية ووفق أقصى درجات الحذر مع كل نوع، تفاديا لوقوع ضحايا ضمن الفرق المتخصصة في تفكيك هذه الحقول المميتة وإزالتها.

فضلا عن أن الألغام والقنابل والقذائف غير المنفجرة، تعد إحدى أكبر التحديات التي تواجه السلطات العراقية لإعادة النازحين لمناطقهم الأصلية بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، في العديد من المحافظات الشمالية والغربية من العراق، لا سيما في محافظات نينوى والأنبار وكركوك، فضلا عن الألغام المنتشرة في محافظات الجنوب العراقي، والتي تعود لعهد الحرب الطويلة مع إيران على مدى 8 سنوات من 1980 ولغاية 1988 .

هذا وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعراق، بمناسبة اليوم العالمي للألغام الشهر الماضي أن:

- العدد الدقيق لحوادث الذخائر المتفجرة غير معروف، لكن دائرة شؤون الألغام تفيد بأن عدد الضحايا نتيجة للألغام في العراق تجاوز 30 ألفا .

- محافظة البصرة تعتبر من أكثر مدن العالم تلوثا بالأسلحة غير المنفجرة.

- يبلغ معدل التلوث فيها 1200 كيلومتر مربع وتشمل الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب، ويعود تاريخ معظم حقول الألغام المعروفة إلى حرب 1980-1988 مع إيران .

- تعتبر المحافظات التي شهدت النزاعات الأخيرة والتي انتهت في العام 2017 من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية وعلى سبيل المثال المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك .

- معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهودا منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة، وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا.

سكاي نيوز

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات