اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وسط أجواء من الغضب والتنديد بجرائم الاحتلال، شيّع أهالي مدينة نابلس والضفة الغربية الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين اللذين أعدمهما جيش الاحتلال خلال اقتحامه المدينة وحصاره لمنزل تحصنا فيه بالبلدة القديمة من نابلس، في تصعيد جديد للعمليات الإسرائيلية في الضفة المحتلة، بعد عمليته الأخيرة في جنين، في وقت كان فيه وزير دفاع العدو يوجه شكره للولايات المتحدة الاميركية لدعمها غير المشروط لـ «تب ابيب»، خلال تنفيذ جيش الاحتلال لعمليته العسكرية في جنين.

استشهد امس 3 شبان فلسطينيين، اثنان منهم في البلدة القديمة بنابلس أعدمتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما استشهد الثالث في قرية أم صفا شمال رام الله. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد مواطن برصاص قوات الاحتلال في قرية أم صفا شمال رام الله، كما أصيب فلسطيني آخر بجروح متوسطة برصاص مستوطن بالقرب من بلدة بيت أمر شمال الخليل.

واندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوة إسرائيلية خاصة اقتحمت البلدة القديمة من نابلس شمالي الضفة الغربية قبل أن تنسحب منها لاحقا. وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار في البلدة القديمة بنابلس بين قوة خاصة إسرائيلية ومقاومين فلسطينيين. وقالت المعلومات إن مسيّرات إسرائيلية حلّقت فوق حارة الحَبَلَة تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال للبلدة القديمة في نابلس.

كما دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى نابلس في أكثر من محور. وقال شهود إن تعزيزات عسكرية دخلت المدينة من شارع القدس باتجاه البلدة القديمة. وأضافت المعلومات أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، تخللها إلقاء عبوات ناسفة باتجاه قوات الاحتلال داخل حارة الحَبَلَة.

ويأتي اقتحام نابلس بعد يوم من مقتل عسكري وإصابة حارس أمن إسرائيليين قرب مستوطنة «كدوميم» غرب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة، كما يأتي بعد يومين من انتهاء عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، استشهد فيها 12 فلسطينيا وأصيب 140 آخرون بينهم 30 بجراح خطرة.

جيش العدو

وأشار متحدث باسم جيش الاحتلال إلى أن الشابين اللذين أعدمتهما قواته متهمان بتنفيذ عملية إطلاق نار استهدفت سيارة تابعة لقوات الاحتلال في حي الطور في نابلس دون وقوع إصابات في صفوفها»، مضيفا «أن قواته تمكنت من تصفيتهما»، بحسب ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية إعدام الشابين الفلسطينيين في نابلس، قائلا على «تويتر»: «إن أي إرهابي يجرؤ على سفك دماء الإسرائيليين سيجد نفسه في أحد مكانين: إما في القبر أو في السجن».

تشييع الشهداء

وقد شيّع أهالي الضفة الغربية جثماني الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين ، وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، وصولا إلى ميدان الشهداء وسط المدينة، وجاب المشيعون أزقة البلدة القديمة مرددين هتافات غاضبة ومنددة بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

مواقف تنعى

نعت حركة الجهاد الإسلامي شهيدي نابلس، مضيفة «أن هذه العمليات ستشكل دافعا للمقاومين لاستمرار دورهم الجهادي حتى الحرية والخلاص»، حسب قولها.

بدورها، نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية مقاتليها الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين اللذين.

وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن عملية إطلاق النار قرب مستوطنة «كدوميم» غرب نابلس «عمل بطولي ضمن سلسلة الرد الطبيعي على مجزرة جنين ومخططات الاحتلال في الأقصى».

كما باركت لجان المقاومة الفلسطينية العملية، قائلة إنها «استمرار لردود شعبنا ومقاومته على جرائم الاحتلال ومجازره وإرهابه في مخيم جنين». وأضافت اللجان في بيان، أن «عملية كدوميم تكشف قدرة شعبنا ومقاوميه الأحرار على الرد على جرائم الاحتلال رغم كافة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وحالة الاستنفار التي يعيشها جيش الاحتلال».

«اسرائيل» تشكر أميركا

على صعيد آخر، قال وزير دفاع العدو الإسرائيلي يوآف غالانت إنه أعرب لنظيره الأميركي عن شكر «إسرائيل» لواشنطن على دعمها غير المشروط للعملية العسكرية، التي نفذها جيش الاحتلال في مدينة جنين وأسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين. وأوضح أنه أجرى مباحثات مع نظيره الأميركي  لويد أوستن حول أهمية العملية العسكرية في جنين، لمنع ما سماها «الهجمات الإرهابية ضد الإسرائيليين وقوات الأمن». وأضاف غالانت أنه قدم الشكر للإدارة الأميركة على الدعم غير المشروط الذي قدمته لأنشطة الجيش الإسرائيلي في جنين.

من جانبه، قال البنتاغون إن أوستن أعرب لنظيره الإسرائيلي عن قلقه إزاء تصعيد العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك هجمات المستوطنين.

دمار واسع في مخيم جنين

وفي مخيم جنين ، تفقد السكان الدمار الواسع النطاق الذي خلفه قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي دمرت جدران مبان أو أحدثت فيها فجوات وتركت السيارات كتلًا محطمة، في حين تناثرت أغطية الرصاص الفارغ والزجاج المكسور في الشوارع. وقال رئيس بلدية جنين نضال العبيدي إن «الأخطر هو ما حدث داخل المخيم، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طرق لمن يحتاجون للذهاب إلى المستشفى».

وفي السياق، قال عماد جبارين أحد الذين غادروا المخيم «دمرت جميع جوانب الحياة، لا كهرباء ولا اتصالات. نحن معزولون عن العالم إلى حد ما».

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!