اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لن تنجح جولة الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في طوافة "توتال انرجبز" في منصة الحفر في البلوك رقم 9، في بعث وارساء الطمأنينة والارتياح طويلا في نفوس اللبنانيين والرأي العام، بتحول لبنان الى دولة نفطية، فكل المؤشرات الداخلية مقلقة، من الأحداث الأمنية الى تعثر حوار أيلول والانقسام السياسي الحاد، وكان ينقص المشهد الداخلي تعقيدا الحديث الذي ظهر فجأة عن اعتكاف رئيس حكومة تصريف الأعمال، واحتمال ان تصبح هذه الحكومة خارج الخدمة في نهاية شهر أيلول.

تلميح ميقاتي بالاعتكاف ليس جديدا، وسبق ان لمح اليه، الا ان هذه المرة تبدو الأمور أكثر جدية، كونها منقولة عنه شخصيا، وما قاله ميقاتي وفق مصادر سياسية ليس مفاجئا، نظرا للوضع العام في البلاد، وحالة القرف والاشمئزاز لديه، من تعطيل انتخاب رئيس جمهورية، وعرقلة عمل حكومته، ومقاطعة فريق سياسي الجلسات الوزارية، والحرب التي يشنها هذا الفريق على الخطوات الحكومية. أضف الى ذلك الشعور او القناعة السائدة ان هناك من يسعى لرمي مسؤولية انهيار الدولة وتعطل المؤسسات في وجه الحكومة وحدها، في غياب رئيس جمهورية لا يبدو ان انتخابه قريب، فالاستحقاق الرئاسي لن يبصر النور في ظل المناكفات الداخلية والتجاذبات، ومع تعثر مسار التقارب السعودي - الإيراني على الرغم من زيارة وزير الخارجية الإيراني الى المملكة السعودية.

بالطبع ليس الموضوع السياسي وحده الدافع "لقنبلة" ميقاتي وتهديده بالاعتكاف، فالواضح ان مؤشرات الانهيار الكبير بدأت تلوح في الأفق، ووفق مصادر سياسية فان حديث ميقاتي عن اعتكاف واستحالة المساكنة مع اقتصاد "الكاش"، يدل على منحى خطير يتجه اليه الوضع الاقتصادي والمالي. وتقول المصادر انه من المؤكد ان ميقاتي وصلته معلومات او إشارات من جهات اقليمية بتداعيات مالية او اجراءات عقابية قد تحصل، في حال البقاء في نظم المراوحة والتعطيل وعدم انجاز الاستحقاقات.

ما قاله ميقاتي في مجلس الوزراء الأسبوع الماضي تمهيد لخطوة مؤكدة، في حال بقاء الأمور على الوضع الراهن والدوافع لذلك كثيرة، من تعطل عمل حكومة تصريف الاعمال الى عدم اجراء اصلاحات طالب بها المجتمع الدولي، مقابل سعي اطراف في الداخل لتحميل الحكومة كل الأخطاء، ولعل أخطر ما في الموضوع مسألة اقتصاد "الكاش" الذي يفتح الباب على أعمال مخالفة للقوانين الدولية.

لذلك، تقول المصادر ان الاعتكاف مطروح بقوة، وميقاتي ليس ملزما تحمّل عبء كل الانهيار وحده، وتلقي ضربات من القوى المسيحية التي حولت حكومته الى مشلولة، وتختلق الأزمات كما حصل في مواجهة الكهرباء، الا ان الاعتكاف يبق معلقا راهنا بإنتظار حدوث أي تطور، يعيد انتظام الوضع الداخلي، وإلا فإن قرار الغد لناظره قريب.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!