اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في إطار جولاته الخارجية التي يقوم بها كل فترة، لطرح الملف اللبناني وازماته المتشعبة، يواصل البطريرك الماروني بشارة الراعي إعلاء الصوت في كل مواقفه وعظاته، والمطالبة بإيجاد حلول لها من قبل اهل السلطة والمعنيين، ويوجّه انتقاداته للصامتين عن قول الحق، وعدم قيامهم بأي خطوة لإنقاذ لبنان قبل فوات الاوان. ويضع في سلّم اولوياته الملف الرئاسي، وقضية النازحين السوريين الذين باتوا اكثر من نصف سكان لبنان، ووجودهم أنتج تركة ثقيلة عليه كبلد مأزوم، مع تداعيات كبيرة في ظل انهياراته في مختلف القطاعات، فيما يستمر صمت المسؤولين وعدم حراكهم الفعلي من اجل حل هذه القضية، التي تركت آثاراً سلبية وجعلت لبنان واللبنانيين يدفعون كالعادة الاثمان الباهظة.

إلى ذلك، يستمر البطريرك الراعي في دق ناقوس الخطر، من دون ان يلاقي صوته اي صدى من قبل المسؤولين المتناحرين، لذا فضّل طرح الصوت في الخارج، فطلب مساعدة الفاتيكان لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي، بالتزامن مع قلق الكرسي الرسولي من استمرار الفراغ في الموقع المسيحي الأول في لبنان، الذي يشدّد دائماً على ضرورة توحيد الصف المسيحي، والتوافق مع كل الافرقاء اللبنانيين للوصول الى حلول توافقية.

من هذا المنطلق، يستعد الراعي لزيارة الفاتيكان، حيث سيعرّج وهو في طريقه الى اوستراليا منتصف ايلول المقبل، وسيطرح في الفاتيكان ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، الامر الذي قد يعطي دعماً للبنان ضد قرار البرلمان الاوربي، بعد دعوته الى بقاء النازحين في لبنان ودمجهم في المجتمع اللبناني، وهذا ما اطلق الهواجس والمخاوف لدى سيّد بكركي من توطين مرتقب للنازحين، كما توالت المواقف المندّدة بذلك، خصوصاً من قيادات المعارضة، لانّ تداعيات هذا الملف شكّلت قنبلة سياسية اخافت اللبنانيين، من توطين جديد على ارض لبنان، مماثل لتوطين الفلسطينيين قبل عقود، خصوصاً مع ظهور مؤشرات كثيرة تدل على نيّات دولية لهذا التوطين، ما يطرح اسئلة حول سبب وضع لبنان ضمن أزمة جديدة تضاف الى مصاعبه ، فلماذا سيتحمّل كل هذا العبء؟ في حين هنالك دول عربية كبرى يمكنها استيعاب اعداد النازحين، والمطلوب إطلاق صرخة موحّدة لبنانية سياسية وشعبية رافضة لقرار البرلمان الاوروبي، تحت عنوان" لا لحل على حساب لبنان"، لانّ اللبنانيين ما زالوا يعانون أثقال النزوح ولجوء الآخرين الى بلدهم، فيما يتحملّون التداعيات السلبية وآثارها، التي تنتج كالعادة عن السياسة الخاطئة لبعض المسؤولين، مع التأكيد أنّ القرار يتعارض مع الدستور والقوانين اللبنانية والدولية.

الى ذلك، وبعد زيارة الفاتيكان ينتقل الى اوستراليا منتصف ايلول المقبل ولغاية الرابع والعشرين منه، حيث يحتفل بهذا اليوم بقداس اليوبيل الذهبي لابرشية اوستراليا المارونية في "نيو ساوث ويلز" في سيدني، كما سيرأس المؤتمر السادس للأساقفة الموارنة والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية ، وهو مؤتمر يُعقَد كل ثلاث سنوات، على ان يقام بعدها عشاء خيري على شرف البطريرك الراعي، يعود ريعه كمساعدات الى مدارس لبنانية مهدّدة بالاقفال.

وفي روزنامة سيّد بكركي زيارة ثانية الى الفاتيكان مطلع تشرين الاول المقبل، للمشاركة في السينودس الكنسي الذي يستمر لإسبوعين.

وعلى الخط السياسي وطرح الملفات العالقة، تشير المعلومات الى انّ ملف النزوح سيكون حاضراً لإيجاد الحلول المناسبة له، خصوصاً بعد الموقف الذي إتخذه البرلمان الاوروبي من هذا الملف، مع الإشارة الى انّ الفاتيكان يدعم موقف لبنان في هذا الاطار، ويدعو الى حل بين بيروت ودمشق، مع وضع آليات للعودة وفق الطرق الآمنة، لكن مساعدته لا شك سيكون لها مفاعيل توصل الى نتيجة ايجابية.

في السياق ووفق مصادر الصرح البطريركي، فإن قداسة البابا مهتم كثيراً بقضية لبنان ويتابعها، ويدعو دائماً المسؤولين اللبنانيين الى التوافق لحل مشاكلهم، وانطلاقاً من هنا يدعو الى توحيد اللبنانيين بشكل عام، كيلا يكونوا بعيدين عن التسويات التي تجري في المنطقة، لأن تداعيات الاتفاقات القائمة حالياً، سترخي بظلالها على لبنان ولو بعد حين.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!