اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

علق مجلس النواب الليبي، على لقاء وزير الخارجية في حكومة الوحدة المؤقتة نجلاء المنقوش مع نظيرها «الإسرائيلي» إيلي كوهين، مؤكدا أن سحب الثقة من هذه الحكومة كان صائبا. وقال في بيان إن «الحكومة منتهية الولاية تورطت في لقاءات مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، مقابل وعود استمرارها في السلطة»، مؤكدا أن «هذه الحكومة لا تمثل الشعب الليبي لأنها فقدت شرعيتها».

وطالب المجلس «النائب العام الليبي بالتحقيق مع حكومة الدبيبة بجريمة التواصل مع إسرائيل»، داعيا جميع الأجهزة في الدولة «إلى التعامل مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب فقط برئاسة أسامة حماد».

كما دعا مجلس النواب في يبانه، «جميع الدول إلى ضرورة التعامل مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب بعد عدم تمكن حكومة الدبيبة من فرض النظام»، مؤكدا تشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للعمل على آلية تشكيل حكومة جديدة بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

إقالة المنقوش

هذا ، وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أقال وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية لقائها نظيرها «الإسرائيلي» إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت وكالتا «رويترز» و»الأناضول» عن مصادر حكومية وبالخارجية الليبية. وبينما تضاربت الأنباء حول مغادرة الوزيرة إلى تركيا ، تنصلت الخارجية «الإسرائيلية «من وقوفها خلف «تسريب» معلومات عن لقاء المنقوش وكوهين في روما.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر بالخارجية الليبية قوله إن قرار الدبيبة إقالة المنقوش جاء خلال زيارته لسفارة فلسطين في العاصمة طرابلس. وأوضح المصدر ، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن الدبيبة أكد خلال لقائه السفير الفلسطيني محمد رحال دعم طرابلس للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما قامت به الوزيرة لا يمثل الحكومة والشعب الليبيين .

من جانبه، أكد رحال في تصريحات لـ «الأناضول»، قرار الدبيبة إقالة المنقوش على خلفية لقائها نظيرها الإسرائيلي، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الليبية زار السفارة الفلسطينية والتقى بكادرها وأبناء الجالية الفلسطينية المقيمة في البلاد. وأوضح أن «الشعب الليبي أثبت عروبته وانتماءه للقضية الفلسطينية، من خلال رفضه للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، ونحن نقدر مواقفه الداعمة والمساندة، وكنا نتوقع هذا الرد».

وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي ليبي تأكيد إقالة الدبيبة لوزيرة الخارجية على خلفية لقائها نظيرها «الإسرائيلي».

تنصّل «إسرائيلي»

ومع تصاعد ردود الفعل عن اللقاء، تنصلت الخارجية «الإسرائيلية» من مسؤوليتها أو الوزير شخصيا عن تسريب لقاء كوهين - المنقوش، وقالت في بيان مقتضب «خلافا لما تمّ نشره، فإن التسريب المتعلق باللقاء مع وزيرة الخارجية الليبية لم يصدر عن وزارة الخارجية أو مكتب الوزير»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

يذكر ان الخارجية «الإسرائيلية» كانت أعلنت في بيان يوم الاحد، وزعته على وسائل إعلام، عن عقد اللقاء بين كوهين والمنقوش في إيطاليا.

وعن هذا الجدل، قالت «هآرتس الإسرائيلية» إن وزارة الخارجية شطبت من على منصاتها في شبكات التواصل البيانات التي نشرتها عن اللقاء. وقالت إنه تم نشر الإعلان الرسمي عن لقاء كوهين - المنقوش بعد ظهر يوم الاحد على الحسابين الرسميين لكوهين بالعربية والإنجليزية.

وأشارت الصحيفة «الإسرائيلية» إلى أن الخارجية اضطرت بعد ساعة لحذف البيان العربي، بعد طلب عاجل من الجانب الليبي، موضحة أنه تمت إزالة المنشور بعد فوات الأوان.

ولم تعلق حكومة «تل أبيب» رسميا على التطورات التي حدثت في ليبيا عقب إعلان الخارجية «الإسرائيلية» عقد اللقاء، غير أن المعارضة وجهت انتقادات حادة لكوهين بسبب تسريبه اللقاء السري مع نظيرته الليبية.

غضب أميركي

وإزاء التسريب «الإسرائيلي»، كشف موقع «أكسيوس» ، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن واشنطن بعثت إلى كوهين ومسؤولين آخرين بالخارجية «الإسرائيلية» رسالة احتجاج شديدة اللهجة في أعقاب الكشف عن لقاء المنقوش - كوهين.

وذكر الموقع الأميركي أن الكشف عن اللقاء من وجهة نظر الإدارة الأميركية قد أضر بمساعيها للدفع بتطبيع العلاقات بين «تل أبيب» وطرابلس وعواصم عربية أخرى، كما تسبب بزعزعة الاستقرار في ليبيا والإضرار بالمصالح الأمنية الأميركية. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تعمل خلال العامين الأخيرين من أجل ضم ليبيا إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة باتفاقيات أبراهام.

مكان المنقوش

وبخصوص مكان وجود المنقوش بعد إحالتها للتحقيق، أكدت مصادر ليبية متطابقة أن الوزيرة غادرت البلاد ليلة البارحة متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.

ونقلت بوابة «الوسط» الليبية عن مصدر أمني فجر امس، تأكيده أن المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة. وقال المصدر ذاته إن المنقوش غادرت على متن طائرة خاصة نوع «فالكون» تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

ورغم تأكيد إقلاع طائرة إلى تركيا الليلة الماضية، فإنه لا تتوفر بيانات أو مصادر مؤكدة حتى اللحظة تفيد بوجود المنقوش على متن الطائرة التي أقلعت بعد منتصف الليل.

احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها

كما اندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها مساء الاحد، رفضا للتطبيع مع «إسرائيل»، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، وقد أغلق شبان الطرق وأحرقوا إطارات ملوحين بالعلم الفلسطيني.

يُشار إلى أن القانون الليبي رقم 62 لعام 1957 يحظر على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين بـ «إسرائيل» أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم. ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 10 سنوات، ويجوز الحكم بغرامة مالية.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!