اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان يُغادر بيروت الى سوريا، حطّ المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في بيروت مستمتعاً بروشتها برفقة السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وفي الزيارتين عناوين رئيسية تتعلق بالحدود، فبالنسبة للإيرانيين، الأولوية اليوم للحدود العراقية السورية، وبالنسبة للأميركيين الاولوية للحدود الجنوبية.

جاء هوكشتاين الى لبنان وفي باله "خيمة" شغلت بال الإسرائيليين على الحدود الجنوبية، واستقرار يُريد تثبيته على الحدود، في الوقت الذي كان مندوب العدو الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، يؤكد أن العدو أقرب ما يكون من تنفيذ حملة عسكرية في لبنان منذ 2006، حيث يأتي ذلك في سياق التهديدات الفارغة المتواصلة للمسؤولين الاسرائيليين، بينما حقيقة الأمر هو ما جاء المبعوث الأميركي لتثبيته.

بالجهة المقابلة كان عبد اللهيان يبحث في سوريا مسألة حدود أخرى، لا تقل أهمية عن الحدود الجنوبية وهي الحدود العراقية السورية التي يسعى الأميركيون لإغلاقها بوجه محور المقاومة، وهو ما كان أشار إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، حيث كان واضحاً بأن إقفال هذه الحدود هو من الخطوط الحمراء، وبالتالي تسأل مصادر قيادية في فريق 8 آذار، كيف لأميركا أن تقلق بشأن استقرار الحدود الجنوبية، وتفتعل المشكل بخصوص الحدود العراقية مع سوريا؟

تُشير المصادر الى أن وزير الخارجية الإيراني أكد في سوريا خلال لقاءاته مع المسؤولين رغبة بلاده بالتصدي لأي محاولة لإقفال الحدود، وفي تصريح له قال "ننصح الجنود الأميركيين بالعودة إلى ديارهم وننصح السلطات الأميركية بمغادرة المنطقة وأن تترك المنطقة لأهلها، فلا تستطيع أي جهة قطع طريق المواصلات التاريخية في المنطقة"، مشددة على أن هذه الرسالة العلنية سبقتها رسائل أخرى غير علنية تؤكد استعداد المحور للحرب بحال مضى الأميركي في مخططه.

بحسب المصادر فإن حزب الله ومحور المقاومة المؤمنون بوحدة الساحات يؤمنون كذلك بوحدة قضايا الحدود، وبالتالي لا يمكن للاستقرار أن يغلب في منطقة دون أخرى، إذ لا تجري المسألة حسب رغبة الأميركيين، أي أن الحرب في سوريا إن وقعت قد لا تقتصر على تلك البقعة الجغرافية، إن ظنّ الأميركيون أن العدو الاسرائيلي سيبقى في مأمن.

لن ينشغل محور المقاومة بالحرب مع التابعين لأميركا في سوريا من جماعات ارهابية تعمل الولايات المتحدة الأميركية على إعادة تنظيم صفوفها وتجهيزها وتحضيرها، وتكشف المصادر أن المعركة هذه المرة بحال وقعت قد تكون مع الأصيل، أي مع القوات الأميركية المتواجدة في سوريا بشكل مباشر، فالقرار بيد أبناء المنطقة لا بيد محتليها.

تؤكد المصادر أن مساعي هوكشتاين في لبنان لا يجب أن تكون منفصلة عن أعمال إدارته العسكرية في سوريا والعراق، والحديث عن استقرار الحدود لا يكون بالمفرق، فلا يمكن تثبي الاستقرار في منطقة بحسب رغبة الأميركيين وإشعال الحرب في منطقة أخرى بحسب نفس الرغبة، لذلك فإن زيارة هوكشتاين الى ببيروت كان الرد عليها في زيارة عبد اللهيان الى سوريا، والرسالة الأساسية هي: مسألة الحدود لا تُقسّم.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!