اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عاد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان بزيارته الثالثة، بشراكة سعودية واضحة وبتنسيق مع الخماسية لاستمرار جهوده الساعية لإيجاد حل يوصل رئيساً الى قصر بعبدا، وغادر واعداً بعودة قريبة لاستكمال مهمّته الرئاسية، التي باتت تكاملية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبلغه لودريان أن المبادرة مستمرة، وهي تلتقي مع مبادرته بدعم من الخماسية، حيث أن مفتاحها الحوار أو التشاور على اختلاف مسمياته إلا أن غايته واحدة، على أن يُهندِس شكله بري حسب مجريات الأحداث الخارجية والداخلية...

في الظاهر، تقول مصادر سياسية متابعة ان الزيارة الفرنسية لم تُحدِث أي جديد سوى الدعوة للتشاور، ما يعني عملياً أن الأمور بقيت على حالها، بانتظار تغيير داخلي ما يُتوَقَّع في الأيام المقبلة، أما الجديد فكان الموقف السعودي، بحيث ما إن تم الإعلان عن زيارة وفد يمني الى العاصمة السعودية الرياض، حتى انعكس ذلك حراكاً سعودياً في لبنان ، باعتبار الربط بين الملفيْن أرادته المملكة بعد اتفاقها مع إيران كخطوة أولى إيجابية، لكن باقي الخطوات المطلوبة والتي من المفترض أن تُحدِث خرقاً، مرهونة بنتائج اللقاء اليمني - السعودي، من هنا يُمكن النظر الى اللقاء الذي دعا إليه السفير السعودي وليد البخاري في دارته بتشكيلته أنه لا يُعتبر لقاءً محلياً فقط، وإنما مُنسَّق خارجياً، وهذا يدل على وجود إشارات خارجية تدفع باتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي ولو بخطواته الأولى.

هذا ما وصل إليه الخارج حتى اللحظة، بقيَ ما سيفعله الداخل ليُلاقيه إذا صحّ التعبير، وهنا يَكمن دور بري الداعي للحوار وبرئاسته، فالمعطيات تقول إنه خلال أيام قليلة سيدعو الى حوار مع الكتل النيابية التي ستُشارك بأغلبها، باستثناء الذين أعلنوا المقاطعة ك "القوات" و"الكتائب" وبعض "التغييريين"، فالذي أحدث خرقاً داخلياً هو "التيار الوطني الحر" الذي التزم بالمشاركة، وبعده الحزب "التقدمي الإشتراكي" الذي أظهر إيجابيته من اللحظة الأولى لتوجيه الدعوة، وهذا ما يُعتبر ترجمة للموقف السعودي.

أما عن آلية الحوار فهناك توجهان:

- الأول: أن تتم الدعوة قبل عودة الموفد الفرنسي، على أن يأتي لاحقاً ويتلمّس النتائج.

- الثاني: أن يحصل الحوار بحضور لودريان وسفراء دول الخماسية بصفة مراقبين، وهذا إن حصل يكون مؤشراً على تفاهم وإمكانية حصول انتخاب قريب لرئيس الجمهورية. فكِلا الإحتمالين أو التوجهيْن مرتبط بتطور الأحداث في الإقليم من جهة والداخل من جهة أخرى...

إذاً ، يَعبر الطريق المؤدي الى الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب بين الخروقات الخارجية والداخلية معاً، ويَنتظر أن يُستكمل المسار التوافقي الإقليمي، لينعكس على مواقف البعض الداخلية من ناحية، ويُعوِّل على نتائج الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر من ناحية أخرى، والذي يُعتبر مؤشراً لتحوُّل بالمشهد الداخلي يُنذِر بحل قريب مُنتظَر، يكون بذلك سلَك الحوار طريقه بأمان وصولاً الى قصر بعبدا...

الأكثر قراءة

جنبلاط لـ "الثنائي الشيعي" ": جيبوا باسيل وخذوا فرنجية"... رئاسة بري لجلسات الحوار خط أحمر ... الرئاسة بعيدة ... وصيف ساخن ومفتوح