اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ذكرت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، أنّ "شعور من الفوضى وفقدان السيطرة يسود إسرائيل مع انتهاء الأعياد".

وأضافت الصحيفة أنّ "وضع الأمن الشخصي للإسرائيليين يتدهور"، فيما "تُبدي الشرطة الإسرائيلية عجزاً كاملاً في المجالات كافة".

وبحسب "هآرتس"، فإنّ ذلك يأتي في الوقت الذي يحرّض فيه "وزير الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، ضد المحتجين على التعديلات القضائية ويأمر الشرطة بالعمل ضدهم.

وتابعت الصحيفة لافتةً إلى أنّ "كل مكان في إسرائيل تقريباً أُطلق فيه النار على إسرائيليين سقطوا نتيجة عجز الشرطة".

وأشارت، في السياق، إلى أنّ "جرائم القتل في المجتمع اليهودي تزداد، وفي الوقت نفسه وسط الجالية الأريتيرية في نتانيا، وأشدود، وجنوب تل أبيب، إذ إنّ العنف يحصد ثمناً بالأرواح".

وأكّدت الصحيفة أنّ "فقدان السيطرة في الشوارع ليس صدفة"، بل هو "بسبب حكومة منهمكة ورئيسها بجنون التعديلات القضائية، وبتحويل متسيّب لميزانيات ضخمة إلى الحريديم".

وخلُصت "هآرتس" بالقول إنّ هذه الحكومة "يجب أن تزول قبل أن تصبح الأضرار الهائلة المتراكمة غير قابلة للعودة إلى الوراء".

صدام التعديلات القضائية

وكان بن غفير دعا إلى "إراقة الدماء في الشوارع وتشجيع الشرطة على العنف"، في ظل تواصل الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو وخطتها للتعديلات القضائية منذ نحو 40 أسبوعاً.

ولا تزال خطة التعديل القضائي، المقترحة من حكومة بنيامين نتنياهو، تثير انقساماً حاداً في "إسرائيل"، مسبّبةً واحدة من أكبر حركات الاحتجاج، التي شهدها الكيان.

وتخطط حكومة نتنياهو من أجل الحدّ من صلاحيات المحكمة العليا، بذريعة أنّ التغييرات ضرورية لضمان توازن أفضل للسلطات، بينما يتهم المعارضون رئيس الوزراء، الملاحَق قضائياً بموجب تهم فساد، بالسعي لإقرار التعديلات من أجل إلغاء أحكام محتمَلة ضده.

واندلعت أيضاً، أواخر شهر أيلول الماضي، اشبتاكات وسط "تل أبيب"، عشية عطلة "يوم الغفران"، إذ قال منظمو صلاة من اليهود المتدينين إنهم "تعرضوا لهجوم نفذه متظاهرون علمانيون".

المعركة الداخلية الإريترية

بالتزامن، تستمر المعركة الداخلية الإريترية، والتي امتدت إلى شوارع "تل أبيب"، بداية شهر أيلول الماضي، ووقع 10 جرحى في اشتباكات حدثت، الأسبوع الماضي، بين معارضي النظام في إريتريا ومؤيديه في "تل أبيب".

وفي وقت سابق، أرسل ممثلو الجالية الإريترية رسالة إلى كل من بن غفير، وإلى الشرطة، وحذّروا من أنّ "التهديدات تتزايد، منذ الاشتباكات، يوماً بعد يوم".

وبحسب ممثلي الجالية الإريترية، فإنّ "عمليات الترهيب والعنف الجسدي، من جانب أنصار النظام الإريتري، تتم بصورة منظمة وعلى نحو ممنهج عندما يعود الناس من العمل أو في طريقهم إلى العمل بوحشية، وهذا يدل على أنّ هناك من يقف وراء هؤلاء المجرمين، وأنّ التنفيذ والعقوبة المخفَّفة يدفعان المجرمين إلى التصرف بطريقة وحشية ومستمرة".

ووفقاً لبيانات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية المُحدّثة لشهر تموز الماضي، والتي نشرتها صحيفة "هآرتس"، فإنّ هناك 17.850 طالب لجوء بالغاً من إريتريا في "إسرائيل".

ومطلع أيلول الماضي، أُصيب نحو 190 لاجئاً إريترياً عقب اندلاع اشتباكات بين شرطة الاحتلال ومئات من طالبي اللجوء الإريتريين في "تل أبيب"، والذين هاجموا حفلاً لسفارة بلادهم.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن الإجراءات التعسفية لحكومة الاحتلال على خلفية اعتقال 50 من طالبي اللجوء الإريتريين فترةً غير محدَّدة، ومن دون لوائح اتهام.

لا خطة استراتيجية في "إسرائيل"

وفي سياق الوضع المتأزم داخلياً، تحدثت مراسلة الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، شيريت كوهن، عن "ظاهرة مقلقة تتبدى في إسرائيل التي تواجه مشكلات حاكمية على طول الخريطة، مثل أحداث عنف الأريتيريين في جنوب تل أبيب".

وأضافت كوهن أنّ "الحكومات على مرّ السنين كبتت، وقامت بردود أفعال موضعية، وأجّلت التعامل معها إلى يوم آخر. وهكذا تضخّمت أحداث صغيرة إلى أبعاد هائلة تلحق الضرر بشعور بالأمن"، مؤكدةً أنّ "الخطة الاستراتيجية هي شيء غير موجود حتماً".

بدوره، الباحث من معهد "مسغاف"، كوبي ميخائيل، قال إنّ "المشكلة الأساسية في إسرائيل هي أن عقيدة الأمن الداخلي لم تكتب ولم تُبحث مثلما بُحثت عقيدة الأمن القومي العسكرية".

الأكثر قراءة

أيّ صفقة أيّ فضيحة تنتظرنا؟