اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لنادي الأنصار حكايات طويلة مع البطولات والألقاب في لبنان، وصولات وجولات في الملاعب العربية والآسيوية، فقد عرف هذا النادي البيروتي عزه وألقه مع المدير الفني الراحل عدنان الشرقي ما بين الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي، وغابت الكؤوس عن خزائنه لفترة طويلة وهو الآن يعاني من "الشح" في الألقاب والتذبذب في المستوى الكروي.

وفي هذا الموسم بدأ فريق الأنصار بخطوة ناقصة في الدوري اللبناني لكرة القدم، وعلى الرغم من الاهتمام الذي يوليه الرئيس الحالي نبيل بدر للفريق إلا أن ثغرة ما تم اختراقها ودخل "الأخضر" بطريقة غير متوازنة، فعلى الصعيد الفني وهو الأبرز تم الاستغناء عن وجوه كثيرة فسرها البعض بأن لا مبرر لها أو استغرب طريقة حدوثها، كما تم التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب قبل أن يتم تعيين المدير الفني الجديد المغربي ادريس مرابط الذي من المفترض أن تكون هذه الأمور من صلاحياته ويتحمل تبعاتها فجاء السقوط الفني في أرض الملعب وبدا الانسجام غير واضح بين القاعدة والقيادة، أضف إلى ذلك غياب الجمهور بسبب الحرمان الاتحادي في المراحل الأولى.

فما هو الفارق بين أنصار عدنان الشرقي وأنصار اليوم؟

في الماضي كان رئيس النادي سليم دياب الذي يعتبره البعض الرئيس التاريخي للنادي يولي الثقة العمياء لمديره الفني عدنان الشرقي الذي يعرف كيف يضبط اللاعبين بشدته من جهة وكيف يتودد إليهم ويجعلهم يحبونه من جهة ثانية، فكان يمسك العصا من النصف جامعا بين اللين والقوة، وكانت العلاقة متماسكة بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين بل كان ولاء اللاعب مطلقا لقميص النادي وشعاره.

كما كان دياب الداعم والممول ماديا وكان لا يتدخل في الشؤون الفنية على الأرض على عكس ما يحصل في زمن نبيل بدر الذي يقحم نفسه في الزواريب الفنية الضيقة مما يؤثر على التوازن بين اللاعبين والجهاز الفني والجماهير، ربما يعلم بدر ما يصنعه وربما لا يعلم إذ أن هناك مجموعة تهمس في إذنه أو أنه يقع تحت الضغط النفسي للجماهير ومحبي النادي.

في عهد بدر الذي يمكن القول بأنه الممول الوحيد ولا يبخل إطلاقا من الناحية المالية تذبذب وضع الفريق ما بين سنة وأخرى، وهذا يعود إلى عدم استقراره على جهاز فني موحد وتغيير دوري في اللاعبين مما يجعل الفريق في حالة لا انسجام ولا استقرار.

ومن الناحية السياسية، كنا نرى بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان داعما لمسيرة النادي وممول أساس بالتزامن مع وقوفه ودعمه للخصم اللدود فريق النجمة.

أما في عهد بدر فقد تبدلت الحال، وعلى الرغم من الانشغالات النيابية لبدر وترشحه منفردا في الانتخابات النيابية فقد غاب الدعم "الحريري" إلا أن هذا لا يعني أن بدر قادر على الخروج من العباءة الحريرية التي لا تزال تغطي أبناء بيروت وإن لم يكن بالزخم القوي القديم قبل نشوب الأزمة الاقتصادية في لبنان أواخر عام 2019.

"توفير" في الملعب

آخر المستجدات في قضية الأنصار هي الخطوة التي قامت بها الإدارة بتأجير ملعب النادي الكائن في طريق المطار إلى شركة "توفير" بعقد لمدة 4 سنوات، ما يعني بأن الشركة المذكورة باتت تتحكم بمفاصل الأمور وعلم موقع "الديار" بأن هناك نية لإلغاء فرق الفئات العمرية في الأنصار لأن "توفير" اشترت رخصة نادي شباب البرج وعليه فقد تكون الأفضلية لهذا الفريق بأن يستفيد من الملعب في المران والمباريات وتخصيص مساحة لفريق الأنصار وفرض توقيت خاص للفئات العمرية ما بين الساعة 3 و5 عصرا، ما يحرم الكثير من أولاد الأنصار من التمارين بشكل مريح.

على صعيد الفريق الأول هناك استقرار مادي حاليا بعد الأزمة قبل مباراة العهد حين تأخرت الإدارة بدفع الرواتب وكاد اللاعبون أن يتغيبوا عن المباراة لولا تدخل المدير الفني المغربي مرابط ودخوله على خط الأزمة.

فمتى سيعود المارد الأخضر إلى ألقابه وينافس بشراسة في الملاعب والساحات الخارجية كما كان أيام الشرقي، هذا النادي البيروتي الذي قهر باستيا حامل كأس فرنسا في عقر داره في كورسيكا وأحرج وقارع أعرق الفرق العربية كالشباب السعودي والترجي التونسي والرشيد العراقي والهلال السعودي وغيرهم.

الأكثر قراءة

مفوضية اللاجئين لن تسلم «داتا» النازحين واجتماع في بكركي وتحركات شعبية الورقة الفرنسية كتبت «بالإنكليزية» وتجاهلت «الرئاسة» و14 ملاحظة لبنانية صواريخ بركان تلاحق غالانت وعمليات نوعية للمقاومة و30 غارة للطيران المعادي