اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن عدد المدنيين الذين استشهدوا في قطاع غزة يظهر أن هناك خطأ ما بشكل واضح في العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في غزة.

وأضاف غوتيريش في حديث لــ"رويترز نكست"، اليوم الأربعاء، أن حركة حماس "ترتكب انتهاكات عندما تستخدم الناس دروعًا بشرية. لكن عندما ينظر المرء إلى عدد المدنيين الذين استشهدوا في العمليات العسكرية، يتضح بالضرورة وجود خطأ ما".

وتعهدت "إسرائيل" بالقضاء على حركة حماس التي تدير قطاع غزة، بعدما أدت عمليتها في 7 تشرين الأول لمقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 240 شخصًا. وتواصل "إسرائيل" منذ ذلك الحين هجومًا جويًا وبريًا على القطاع المحاصر. وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 شخصًا استشهدوا حتى الآن، 40% منهم أطفال بسبب القصف "الإسرائيلي".

وقال غوتيريش إن "من المهم أيضًا أن نجعل "إسرائيل" تدرك أنه ليس من مصلحتها ظهور صورة يومية رهيبة عن الاحتياجات الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني.. هذا لا يدعم "إسرائيل" أمام الرأي العام العالمي".

وبينما دان غوتيريش بشدة عملية حماس في "إسرائيل"، قال إننا "نحتاج إلى التمييز، حماس شيء والشعب الفلسطيني شيء آخر". وأضاف أنه "إذا لم نقم بهذا التمييز أتصور أن الإنسانية نفسها هي التي ستفقد معناها".

وقارن غوتيريش بين عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة وعدد القتلى من الأطفال في الصراعات بأنحاء العالم، والتي يقدم الأمين العام تقارير عنها سنويًا.

وقال غوتيريش إنه "في كل عام، يصل الحد الأقصى لعدد الأطفال الذين يقتلون، على يد أي من الأطراف الفاعلة في جميع الصراعات التي نشهدها إلى مئات".

وأضاف أن "لدينا في غزة آلاف الشهداء من الأطفال خلال أيام قليلة، وهو ما يعني وجود خطأ واضح في أسلوب تنفيذ العمليات العسكرية".

ويتضمن تقرير الأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة قائمة تهدف إلى فضح أطراف الصراعات، على أمل دفعها إلى تنفيذ تدابير لحماية الأطفال. وقال دبلوماسيون إن "إسرائيل" مارست في السنوات الماضية ضغوطًا في محاولة لرفعها من هذه القائمة. ومن المقرر أن يصدر تقرير الأمم المتحدة التالي، الذي يتضمن هذه القائمة في منتصف العام المقبل.

ووصف غوتيريش الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي". وهو يضغط من أجل وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية من أجل السماح بإيصال مساعدات الإغاثة إلى غزة. وقال أيضًا إن 92 شخصًا يعملون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) قُتلوا في غزة.

وأضاف أنه "من الضروري تمامًا أن يكون هناك تدفق للمساعدات الإنسانية إلى غزة يلبي الاحتياجات الهائلة للسكان".

وتعكف الأمم المتحدة على العمل لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأوضح غوتيريش أنه على مدى الأيام الثمانية عشر الماضية لم يدخل معبر رفح الحدودي من مصر سوى 630 شاحنة. وتريد الأمم المتحدة أيضًا أن تتمكن من استخدام معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي تسيطر عليه "إسرائيل".

وقال غوتيريش "نجري مفاوضات مكثفة مع "إسرائيل" والولايات المتحدة ومصر، كي نضمن توافر مساعدات إنسانية فعالة لغزة.. حتى الآن هي قليلة جدًا ومتأخرة جدًا".

وفيما يتعلق بما سيحدث في غزة بعد انتهاء القتال، أوضح غوتيريش فيما وصفه بأنه "أفضل سيناريو"، أنه "يتعشم أن تتولى سلطة فلسطينية يعاد إحياؤها" السيطرة السياسية.

وأقر غوتيريش بضرورة أن تكون هناك فترة انتقالية يتم التفاوض عليها مع الفلسطينيين و"الإسرائيلين". ووصف الحديث عن قوة محتملة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة بأنه "سابق لأوانه"، قائلًا إن مثل هذه الخطوة لم تتم مناقشتها في المنظمة الدولية.

وقال إنه "يمكن لكيانات عديدة أن تلعب دورًا. يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دورًا. يمكن لعدة دول ذات صلة بالمنطقة أن تؤدي دورًا. يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا"، مضيفًا أنه يتعين أن يكون ذلك نقطة البداية "لمفاوضات جادة لحل الدولتين".

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟