اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أفضل الصلاة

على مدى المسافة الفاصلة بين ذكرى الميلاد وأفول سنةٍ ميلادية واطلالة سنة جديدة، تتواصل الصلوات والاحتفالات وترتفع لله ابتهالات. ويسأل واحدنا ونحن في مثل هذه ألأجواء، وفي ما نحن عليه من غير ويلٍ ومن غير ابتلاء: ما أفضلُ الصلاة؟

لا يلبث مؤمنٌ حقّا بالله الحق: الَه الرحمة لا الذبيحة أن يجهر بأنّ أفضل الصلاة هو ما كان عملاً يُخفّف ألماً عن كاهل مُتعَبين ثقيلي أحمالٍ. أفضلُ الصلاة ان تشعل ضوءاً في عتمة ليل طويل على دربٍ طويل، أن تقول كلمةً صافعة بوجه فاسد.

كلمةَ حقٍّ في مواجهة سلطان جائر. ومع الحاجة الى مثل هذه الكلمة والحاجة الى هذا الضوء، يُطلّ السؤالَ مدويّاً: أيُّ معنىً روحيّ يبقى في نفوس الناس من الاحتفالات بالعيد، حين تنتهي الاحتفالات؟ أيّ أثرٍ يبقى من الصلوات من مظاهر التخاشع، يحرص أصحابُها على ان تنقلَها الشاشات مع كلّ ما يحفُّ بها من أُبّهات؟ هذه ليست بحال من الأحوال، احتفالاتٍ بـ "كلمةِ الله"  وبـ  "صورةِ جوهره". انّها احتفالاتكم بكم، بكلماتكم التي لا جديدَ فيها يفيد الناس.

هي  في حقيقتها، اقرب الى أن تكون احتفالات بصورة جوهر القائمين بها فريسيين يتوارثون جوهر فريسيين... الصلاة ان يُطرَدَ من بيت الصلاة يوم العيد، الباعةُ والمتصرّفون بالبلاد كأنّها ملكهم الخاص.

ومن قبلُ ومن بعدُ، قليلاً من التأمل بما دعا اليه صاحب العيد والعهد الجديد: "اذا شئت أن تصلّي فلا تفعل كالفريسيين، بل ادخل الى مخدعك وصلِّ". اللهمَّ، فليشعّ نورُك علينا اكثر فلا نضلّ في هذه الظلمة، أكثر سواءَ السبيل الينا: اليك الهاً وانساناً يا ابن الانسان.


الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»