اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قد يكون التصعيد الأخير هو الأكثر قوة وخطورةً الذي يشهده الجنوب منذ 7 تشرين الأول الماضي، خصوصاً وأنه يتزامن مع تقديرات ومخاوف من انفجارٍ أوسع، قد تكون نقطة البداية فيه، في القصف الذي تعرضت له بنت جبيل وسقوط 3 شهداء، عندما دمّرت غارة للعدو الإسرائيلي منزلاً على قاطنيه.

 وهذا التطور الجديد لناحية المدى الجغرافي وقواعد الإشتباك، رأى فيه المحلِّل العسكري الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب "رسالةً من "إسرائيل" بعد رسالة اغتيال المستشار الإيراني العميد رضي موسوي في دمشق، ومفادها بأنها حاضرة أو جاهزة لأي رد". إلاّ أن العميد ملاعب، أكد لـ"الديار" أن الوضع الميداني لم يصل بعد إلى "نقطة اللاعودة لسببين: إذا درسنا استراتيجة محور المقاومة ودور حزب الله فيه، من الملاحظ أن الحزب اكتفى بالنمط الذي اتّبعه ضمن سقفٍ أعلنه السيد حسن نصر الله، وهو إننا لن نسمح بهزيمة حماس، أي أن توسيع الجبهة تصاعدي ولم يصل إلى الذروة ونقطة اللاعودة، ولكن رد وليس أكثر، كما أنه يجب الأخذ بالإعتبار، أن المعركة ليست فقط مع "إسرائيل"، فالقرار هو أميركي والدعم الأميركي مطلق، وإن كانت هناك توصية "لإسرائيل" بتلافي القصف العشوائي، وهي طبعاً لم تأخذ بها، لأن هدفها هو الإبادة ومنع الحياة في قطاع غزة".

 من جهة أخرى، كشف أن "الدعم الأميركي "لإسرائيل" لن يتراجع، رغم أن هناك عالماً كاملاً يتحرك في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، لأن أميركا تمنع وقف النار، ولكن إلى أي مدى ستبقى أميركا تدفع ثمن العملية "الإسرائيلية" الإنتقامية، هو سؤال يُدرس تحت الطاولة في واشنطن، إنما بشكلٍ غير معلن، من أجل رفع معنويات "إسرائيل" التي لم تحقّق حتى اليوم أياً من أهدافها".

لذلك، لاحظ "إننا أمام حكومة يمينية ما زالت تتعرض في شمال غزة لكمائن وألغام وقتال مباشر ترتاح فيه المقاومة، بسبب عدم وجود مدنيين يعيقون عملها، كذلك في الجنوب فإن وجود المدنيين يمنع تقدم "الإسرائيليين"، لأن هذا التقدم  دونه شرطان: أولهما وجود بيئة حاضنة أو متعاونين في الأماكن التي يتقدم فيها العدو، وهذا غير موجود، وثانيهما أن تكون المقاومة ضعيفة، فيمكن عندها أن يدخل العدو كما يدخل في الضفة الغربية، حيث هناك تنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية، فيما المقاومة ضعيفة تكاد تنحصر بمنزل أو في حيّ كما نرى في جنين أو طولكرم".

فالوضع في جنوب القطاع يختلف، أضاف لان "الإسرائيلي" لم يرتاح في غزة بعد، و"لكن إذا ما قُدّر له تعويض نصف خسائره في غزة، بضربةٍ للمقاومة وتوسيع الجبهة مع حزب الله، ممكن أن يستغل هذا الوضع، لأنه وصل إلى حائط مسدود داخلياً في قتاله في غزة، وفي مفاوضات تبادل الأسرى، بمعنى أنه إذا تُرك الأمر "للإسرائيلي"، ووسط الدعم الأميركي الذي لن يتكرر مرة أخرى بهذا الحجم، فإن "الإسرائيلي" يستفيد من هذه الفرصة، ولديه من القوة الجوية الكافية التي من الممكن أن تُحدث تدميراً هائلاً، أو عملية قاسية في جبهة الجنوب اللبناني".

 ولكن بالعودة إلى القرار الأميركي، رأى أن "الأميركيين يضغطون على مصر والأردن وقطر وكل القوى، كي تجلس إلى الطاولة وتخفف شروط حماس، حتى يتمّ وقف إطلاق نار جزئي لمدة طويلة ويتمّ تبادل الأسرى، لأن الهدف الأميركي هو تحرير الأسرى بوسائل مختلفة، طالما أن العملية العسكرية لم تؤدِ إلى أي نتيجة".

وبالتالي، فإن الإستراتيجية الأميركية هي وفق ملاعب "تأمين حصانة للعملية الإنتقامية "الإسرائيلية" دون أي تدخل خارجي، فأميركا تحاول صدّ وتلافي أي تدخل خارجي من دون أن تتورط عسكرياً، ورأينا ذلك في طريقة تعاملها مع صواريخ الحوثيين، إذ لم تردّ على مصادر النيران، وحاولت إقامة تحالف في البحر الأحمر، ولكن لم تستجب لها الدول الخليجية بعدما أصبحت أزمة اليمن على طريق الحل، وبقي الحوثيون يطلقون صواريخهم باتجاه السفن ويهددون بمواصلة القصف، طالما لم توقف "إسرائيل" النار في غزة، فالأميركيون أحاطوا نفسهم بتحالفٍ بحري، وما زالت استراتيجيتهم بعدم التورط وعدم السماح "لإسرائيل" أن تورطهم في توسيع الحرب في جنوب لبنان، لذلك نحن أمام استمرار المشهد على حاله، ولكن يمكن أن يتطور بشكل أوسع في المعارك".


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت