اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


قفزت أسعار النفط بأكثر من واحدا بالمئة، في التعاملات الآسيوية المبكرة امس، لتبدأ العام الجديد على ارتفاع إذ يوجه اشتباك بحري في البحر الأحمر الاهتمام نحو تعطل محتمل لإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، وعززت توقعات بتحفيز اقتصادي صيني توقعات الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.

تحرك الأسعار

وارتفع خام برنت 1.37 دولار بما يعادل 1.8 بالمئة إلى 78.40 دولار للبرميل.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 72.79 دولار للبرميل، بزيادة 1.14 دولار أو 1.6 بالمئة.

وتزايدت مخاطر تحول الصراع بين إسرائيل وقطاع غزة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا مطلع الأسبوع بعد أن صدت طائرات هليكوبتر أميركية هجوما الأحد شنه مسلحون حوثيون على سفينة حاويات لشركة ميرسك في البحر الأحمر.

ومن الممكن أن يؤدي اتساع رقعة الصراع في غزة إلى إغلاق ممرات مائية حيوية لنقل إمدادات النفط مثل البحر الأحمر ومضيق هرمز في الخليج.

وقال ليون لي المحلل لدى سي.إم.سي ماركتس بشنغهاي "قد يتأثر سعر النفط بتفاقم الوضع في البحر الأحمر مطلع الأسبوع . وأضاف أن الطلب المتوقع خلال العطلات يرفع التوقعات بانتعاش الأسعار في كانون الاول.

وأظهرت بيانات حكومية الأحد أن توقعات المستثمرين لإجراءات تحفيز جديدة في الصين تعززت ببفعل انكماش نشاط الصناعات التحويلية فيكانون الاول  للشهر الثالث على التوالي.

توقعات الاسعار

وتعرضت أسواق النفط خلال 2023 لتذبذبات دراماتيكية، في ضوء عديد من العوامل المختلفة التي شكلت ضغطاً على الأسعار، بما في ذلك ما يرتبط بالقرارات المتعلقة بالإنتاج من جانب أوبك+ وحجم الإنتاج من خارجها والمخزونات الأميركية، علاوة على أثر البيانات الاقتصادية وقرارات سعر الفائدة وحالة عدم اليقين المسيطرة على الأسواق طيلة العام بشأن موعد انتهاء دورة تشديد السياسة النقدية من جانب الفيدرالي الأميركي.

كما ضغطت العوامل المرتبطة بـ "الطلب" على أسعار النفط خلال العام، لا سيما في ما يخص الطلب من الصين، التي شهدت في بدايات العام تفاؤلاً بحالة انتعاش جديدة في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وبعد إنهاء سياسة "صفر كوفيد".

ومن بين أبرز العوامل كذلك التي تناغمت معها أسعار النفط بالضرورة ما يرتبط بالعوامل الجيوسياسية والمخاوف المصاحبة لعديد من الأزمات ذات الصلة؛ من بينها الحرب في غزة، والتي اندلعت في بدايات الربع الرابع من العام، وتحديداً في السابع من شهر أكتوبر من العام 2023، بما أثارات من ضغوطات ومخاوف مرتبطة بالإمدادات، آخرها فيما يخص التوترات بالبحر الأحمر وتأثيراتها.

بينما يُنظر إلى تخفيضات الإنتاج من جانب أوبك وحلفائها على اعتبارها العامل الأكثر حسماً في تحقيق التوازن بالأسواق خلال العام.

وتتخذ الدول الأعضاء في أوبك+ سلسلة من الإجراءات من بينها خفض الإنتاج منذ أواخر عام 2022 لدعم السوق.

وكانت العقود الآجلة لأسعار النفط خسرت أكثر من عشرة بالمئة في آخر يوم تداول في عام 2023 الذي شهد اضطرابات جيوسياسية ومخاوف بشأن مستويات إنتاج النفط لدى كبار المنتجين في أنحاء العالم.

وكان خام برنت قد ارتفع بنسبة عشرة بالمئة وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة سبعة بالمئة العام الماضي بدعم من مخاوف بشأن الإمدادات بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

ويتوقع مسح أجرته رويترز لآراء 34 اقتصاديا ومحللا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 82.56 دولار للبرميل في 2024، انخفاضا من متوسط تشرين الثاني الذي بلغ 84.43 إذ يتوقعون أن يؤدي تراجع النمو العالمي إلى الحد من الطلب. وقد تؤدي التوترات الجيوسياسية المستمرة إلى دعم الأسعار.

وشكك محللون أيضا في قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها (أوبك+) في الالتزام بتخفيضات الإمدادات التي تعهدوا بها لدعم الأسعار. 

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟