اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
«الاستراتيجية الإسرائيلية الآن هي الانتقام من حزب الله»، هكذا لخصت وكالة «رويترز» طبيعة المواجهة الدائرة على الحدود الجنوبية، بعدما نجحت المقاومة في توجيه ضربات امنية وعسكرية مؤلمة غير مسبوقة، دفعت برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى زيارة مستوطنة «كريات شمونة»، في محاولة لرفع معنويات جنوده ومستوطنيه المذعورين، عبر اقناعهم انهم في دولة قوية وليست من «خيوط عنكبوت»، وهو ما كذبه رئيس مستطونة «مرغليوت» الذي قال «ان حزب الله اعاد الشمال الى العصر الحجري».

وفيما احتفت «اسرائيل» باستشهاد القائد الميداني وسام الطويل بعد استهداف سيارته بصاروخ في بلدته خربة سلم، باعتباره «الرقم الثاني» في «فرقة الرضوان»، والمسؤول عن ضرب قاعدة ميرون الاستخباراتية، لم تقلل مصادر معنية من حجم عملية الاغتيال، ولا من اهمية الرجل وموقعه القيادي في المقاومة، وهو رافق الحاج عماد مغنية والحاج قاسم سليماني ومصطفى بدرالدين، وهو ركن اساسي في عملية تطوير المقاومة بعد 2006، الا انها اعتبرت ان الحرب «سجال» والاستهداف يفتح المواجهة على نسق جديد كمّا ونوعا، لان الرد سيكون قاسيا، وليس الاستهداف التدميري مساء امس لموقع الراهب بصواريخ بركان الا مؤشر بسيط عما ينتظر العدو في الايام المقبلة.

«العصر الحجري»

وفي تكذيب مباشر لأوهام نتناياهو، قال رئيس مستوطنة «مرغليوت» إيتان دافيدي «أنّ حزب الله أعادنا الى العصر الحجري، فيما كان وزير الأمن يوآف غالانت يتوعّد لبنان بأنه سيُعيده إلى العصر الحجري». وفي مقابلة مع قناة «كان الاسرائيلية»، قال دافيدي إنّ «الإضرار بمرغليوت يضرّ بالأمن الغذائي لإسرائيل، لأننا نزوّد المؤسسات الغذائية الكبرى بالمحاصيل اللازمة»، وخلص الى القول «يقولون إنّ حزب الله غير مهتمّ بالقتال في الشمال، في رأيي أنهم حقّقوا بالفعل ما أرادوا، طردونا، يجب أنْ نسحق حزب الله».

«نرتعد من الخوف»

 وردًا على سؤال هل أنتَ خائف اليوم على ضوء ما جرى في بيروت؟ أجاب دافيدي «أنا أخاف كلّ يومٍ، طوال اليوم أخاف.. نحن نرتعد من الخوف، ببساطة نحن مرئيون من قبل حزب الله طوال اليوم، ولا نستطيع السير بشكلٍ عاديٍّ وحرٍّ، نحن نعرف أنّ حزب الله طوال الوقت مَنْ ينظر إلينا وفي كلّ لحظةٍ يستطيع قتلنا، حزب الله لا يقتلنا حاليًا لأنّه لم يقرر».

المواجهات الميدانية

ميدانيا، نفذت المقاومة 6 عمليات نوعية ضد المستوطنات ومواقع قوات الاحتلال، واوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود «الاسرائيليين»، وكان ابرزها اصابة موقع الراهب بصواريخ بركان ادت الى اندلاع حريق كبير في داخله. وكانت مسيرة «اسرائيلية» استهدفت قرابة العاشرة والربع صباح امس سيارة من نوع «رابيد» على  طريق  محلة الدبشة في بلدة خربة سلم  في قضاء بنت جبيل، مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، ادى الى استشهاد المسؤول الميداني في حزب الله وسام الطويل الملقب بـالحاج «جواد». وقد اصدر حزب الله بياناً نعى فيه الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.

زيارات «عقيمة»

في هذا الوقت، وفيما تتواصل التحقيقات في الخرق المريب لامن المطار، لا تعويل جديا على الزيارات الديبلوماسية المكوكية الى بيروت، لانه لا قدرة جدية عند اي طرف اقليمي او دولي لفصل مسار الابادة الاسرائيلية المتواصلة في غزة عن الجبهات الاخرى في المنطقة، بعدما ابلغ المعنيون الجديون بمسار التطورات العسكرية والسياسية في لبنان من يعنيهم الامر، ان لا تسوية او ترتيبات امنية او سياسية قابلة للبحث والنقاش قبل توقف الحرب في القطاع، وهو الامر الذي لا يبدو انه ممكن في المدى المنظور، بسبب الميوعة الديبلوماسية الاميركية المتخبطة في مستنقع «المياه الآسنة» الاسرائيلية، ما يجعل المنطقة برمتها امام مخاطر تصعيد جدي لا يمكن حصره، خصوصا ان وزير الخارجية الاميركية انطوني بليكن لم يحمل معه اجابات واضحة على تساؤلات زعماء الدول التي التقاها، قبل وصوله محتطه الاخيرة في «تل ابيب» حول «اليوم التالي» الذي ترفض «اسرائيل» حتى اليوم في بحثه مع واشنطن، التي استبقت لقائه برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بتصريح لاحد كبار المسؤولين فيها الى محطة «سي ان ان» الاميركية دعاه فيها الى الاختيار بين طريقة وزيريه المتطرفين بن غقير وسموتريتش في الحكم او طريقة ترضي الاميركيين حسب تعبيره.

واشنطن غير جدية!

هذه التصريحات لا تثمن ولا تغني عن جوع، لانها لا تقترن بضغوط جدية على «اسرائيل»، وهو امر يشير بوضوح الى عدم وجود نية لدى واشنطن لاجبارها على وقف تهديد امن المنطقة، فادارة بايدن، بحسب مصادر سياسية بارزة، امام معضلة وعليها ان تحلها قبل ان يجول ديبلوماسييها في المنطقة سعيا الى عدم توسع الحرب، وعليها اقناع «اسرائيل» اولا بوقف التصعيد الخطير في المنطقة. وفي هذا السياق، صدر بيان لافت في توقيته عن نتانياهو ووزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غلانت اعلانا فيه ان الحرب لم تقترب من نهايتها في غزة، وكذلك على الحدود الشمالية وهي ستستمرّ لأشهر طويلة، وطالبا قبل ساعات من وصول بلينكن دعما دوليا لمواصلة الحرب في غزة لعدة أشهر أخرى.

الاخفاق الاميركي

من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن بلينكن قوله اننا تحولنا بسبب حرب غزة الى شرطي عند «اسرائيل»، وبتنا نحن ايضا نبحث عن صورة انتصار. وقالت الصحيفة «ان بايدن ابلغ نتانياهو انه لا يريد حربا مع حزب الله، وعليه كبح جماح وزارئه ومصالحه الشخصية، لكن عندما تخفق واشنطن في صياغة أي حل تكتيكي للحرب في قطاع غزة، فهي ترجح في الوقت نفسه كفة الإنجازات لصالح إيران، فهي بحسب الصحيفة، لم تنجح حتى الآن في تشكيل تحالف لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، ولم تتمكن من معالجة الجبهة اللبنانية، أما وجودها في العراق فمتعلق بنية حسنة للحكومة التي ترتبط بكل الطرق مع القيادة في إيران. وفي ظل التنافس على المكانة الإقليمية ثم الدولية، تحتاج واشنطن إلى صورة نصر أكثر من «إسرائيل». واليوم بلينكن يريد ايجاد حلول، وليس مؤكداً أن حقيبته محملة بالبضاعة اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

مهمة بلينكن الصعبة

ولفتت الصحيفة، الى انه أمام بلينكن مهمة أخرى مستعجلة، وهي محاولة تهدئة النفوس المشتعلة على الحدود مع لبنان. وقالت ان إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع التي أطلقها حزب الله السبت الماضي على وحدة المراقبة الجوية في جبل ميرون، رداً على اغتيال قائد حماس صالح العاروري في بيروت، ضخمت أجواء الحرب. ولهذا كلف الرئيس الأميركي رجاله بمهمة منع حرب شاملة بين «إسرائيل» وحزب الله. وحسب الصحيفة، فإن موظفين أميركيين يخشون من أن يعتبر نتنياهو توسيع الحرب في لبنان مفتاحاً لبقائه السياسي، إزاء انتقاد الجمهور لأداء حكومته إزاء 7 تشرين الأول، وحذرت الإدارة الأميركية نتنياهو من حرب واسعة.

ورأت «هآرتس» ان تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، يقدر بأن «الجيش الإسرائيلي» سيجد صعوبة في مواجهة مثل هذه الحرب، بسبب الحاجة إلى توزيع قدراته بين لبنان وغزة، يبدو خطوة تعمدتها الإدارة الأميركية التي تشعر بان ممثلي اليمين المتطرف يؤججون الخلافات بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، يبدو أن نتنياهو أسير لديهم.

«حركة بل بركة»

وفيما التقى وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروربي جوزيب بوريل في السعودية، وبحثا جهود منع اتساع الصراع في قطاع غزة، ستشهد الساحة اللبنانية حركة دولية مكثفة خلال الشهر الجاري، فثمة اجتماع مهم يفترض ان تعقده خماسية باريس نهاية الاسبوع المقبل على الارجح، او نهاية الشهر، يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، يبحث تطور الوضع في لبنان وصيغ الحل القابلة للتنفيذ.

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان بيانا مهما سيصدر عنه وقد يكون مفصليا، على ان يتوجه على الاثر العلولا الى بيروت لوضع المسؤولين في اجوائه واطلاعهم على المداولات الخماسية. تزامنا، من المقرر ان يزور بيروت ايضا، وزير خارجية فرنسا السابق جان ايف لودريان، والموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، لكن النتائج مرهونة بمرحلة ما بعد وقف الحرب في غزة، اي التحضير للتسوية الكبرى، ولا توجد اي امكانية لفصل الملفات، وهو امر المح اليه بالامس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي اكد انه يجري العمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب، لكن تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة». وشدد على «أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه، وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة.

مهمة هوكشتاين خفض التصعيد

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان هوكشتاين طالب «اسرائيل» بعدم استهداف الجيش اللبناني راهنا او مستقبلا، وبينما تريد «اسرائيل «تعهدا من حزب الله بوقف النار، فان الحزب يرفض اي حديث حول اليوم التالي قبل وقف العدوان على غزة. وهنا بات هوكشتاين مقتنعا انه لا تطبيق لاي حل الا بعد وقف الحرب على غزة، ولذلك هو في مهمة الآن لخفض نسق التوتر وضبطه كي لا تخرج الامور عن السيطرة، وبات مدركا انه غير قادر على اعادة الهدوء الى الجبهة اللبنانية. ولهذا قد يحمل معه مقترحا قابل للتطبيق بعد توقف الحرب، من خلال معالجة نقاط النزاع على الحدود البرية، انطلاقا من النقطة «ب1» والنقاط الـ13 المتحفظ عليها، وينتظر الجانب اللبناني التصور الاميركي العملاني، لأجل انسحاب العدو من الجزء اللبناني من شمال بلدة الغجر، والتصور لحل مشكلة مزارع شبعا، حيث يطالب الجانب اللبناني بإقرار حكومة العدو بلبنانية المزارع، ومن ثم ترك كيفية إدارتها ومعالجة أي نقاط خلاف مع سوريا للحكومة اللبنانية، وهو امر تشك مصادر ديبلوماسية بامكان التسليم «الاسرائيلي» به.

في المقابل، منح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجانب الرسمي اللبناني دفعا قويا من خلال اعلانه دعمه المساعي لاي تفاهمات حول الترسيم البري، تمنح لبنان تحرير اراضيه كاملة.

ميقاتي غير متفائل

وقد عبر ميقاتي عن عدم تفاؤله بالحراك الدولي رئاسيا، ولفت الى ان وضع المنطقة يتقدم على الملف الرئاسي. وقال «اذا بقيت الحرب مفتوحة فلا اعتقد شخصيا ان ملف الرئاسة سيتقدم. هناك تحرك للجنة الخماسية العربية والدولية ، واتمنى ان يكون وقف لاطلاق النار في غزة ليصار الى تحريك هذا الملف، وانتخاب رئيس جديد لكي تنتظم الحياة الدستورية والوطنية».

جعجع قلق من التسوية؟

في المقابل، في تعبير واضح عن القلق من احتمالات التسوية، التي يمكن ان تكون لصالح حزب الله، استبق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وصول هوكشتاين بالتغريد عبر منصة «اكس» قائلا: «ان رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلأً عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الحالية. رئاسة الجمهورية في لبنان موضوع مهمّ جدًّا، وموضوع قائم بحدّ ذاته».

الامن السيبراني «هش»

في هذا الوقت، استمرت التحقيقات في اختراق امن المطار السيبيراني، وهي تعمل على خطين متساويين: الاول تشغيل السيرفرات ومسار الحقائب، والثاني كيفية حصول الخرق الامني. وتتولى التحقيقات ثلاثة اجهزة: فرع المعلومات ومخابرات الجيش وجهاز الامن العام، وفيما لا نتائج نهائية حتى الآن، من المرجح وفق مصادر امنية، ان يكون الخرق خارجيا، وليس من داخل المطار، وقد حصل عبر شبكة «الانترنت». لكن يبقى الامر الاساسي الذي يجب العمل عليه هو تحصين المطار امنيا، بعد ان ثبت انه «هش» وسهل الاختراق، وهو امر يحتاج الى الوقت والتمويل.

وقد أعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، ان المطار يعمل بشكل طبيعي، ولم يكن هناك اي مشكلة في ما خصّ الرحلات الجوية، موضحاً ان «حوالى 70 في المئة من شاشات المطار باتت تعمل كالسابق، ويُعمل على الأخرى بشكلٍ متتالٍ».  من حهته قال المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن  «ان ما حصل كبير جدا وغير مسبوق، ونتعامل مع الحدث بشكل جدّي حتى لا يتكرر في المستقبل».

معالجة عقيمة لادوية السرطان؟!

صحيا، لا تزال رحلة البحث عن الادوية السرطانية مستمرة لكثير من المرضى فيما لا تزال المعالجة بطيئة، حيث لا اجراءات عملية حتى الآن بانتظار الجلسة الحكومية الموعودة التي يعول عليها وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض، الذي عقد اجتماعات متتالية تمحورت حول موضوع الدواء، وشملت وفودا من كل من نقابة مصانع الأدوية في لبنان ونقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات، وتركز البحث على ضرورة عدم انقطاع السوق اللبناني من الدواء والإسراع في تأمين أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية.

ووضع الأبيض المجتمعين في خلاصة الإجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية ، حيث من المفترض أن يتم إقرار الإعتمادات للإستمرار بتأمين الأدوية في الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء بعد بضعة أيام.

وفي موقف يعكس حالة البطء الشديد في معالجة هذا الملف الخطير، قال وزير الصحة ان الإستمرار بتأمين الأدوية ولا سيما أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، يشكل الأولوية القصوى لدى الوزارة، ووعد ان الإنفراج في مسألة التمويل في الفترة القريبة المقبلة التي سنسعى كذلك خلالها، الى إقرار آلية بالتعاون مع المعنيين في هذا القطاع لتأمين استدامة وجود الأدوية في السوق اللبناني. ويبقى السؤال هل ينتظر المرض «الفترة القريبة المقبلة»؟ وهل يدرك الوزير ان هذه الآلية كان يجب ان تكون جاهزة قبل 6 اشهر؟

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها