اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يرى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سعيد الأسمر أن "أهالي الجنوب يعيشون حالة حرب مستمرة، ما يعني أن لبنان بأجمعه هو في حالة حرب محدودة وغير موسّعة"، معتبراً أنه "ليس بإمكان أحد التنبوء بما ينتظرنا غداً". وكشف لـ "الديار" أن "المفاوضات تسير بوتيرة جيدة بين الأميركيين والإيرانيين وبشكل مباشر، نيابة عن "إسرائيل" وحزب الله والأطراف المتبقية التي تسعى إلى التصعيد، لكن في الوقت نفسه، وبالتوازي مع المفاوضات الحاصلة تحصل عمليات تصعيد غير مسبوقة في البحر الأحمر على اليمن وفي العراق وسوريا".

وبالتالي، يوضح أن "هذا التسخين الحاصل في المنطقة من الممكن أن يكون هدفه تحسين شروط المفاوضات لبعض الأفرقاء، ومن الممكن أيضاً أن تتفلّت الأمور في أي لحظة من قبل أي فريق، وتؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وتتوسّع الحرب في كافة لبنان والمنطقة ككل. وبالتالي، فإن الواقع المأزوم الذي نعيشه، لا يسمح لنا بأن نقول أننا أصبحنا بمنأى عن الخطر وتوسّع رقعة الإشتباكات، ومن دون شك لا زلنا في حالة حرب، ولا يزال لبنان يتعرض للقصف، والمدنيين الجنوبيين يتعرضون للإنتهاكات".

وحول الحديث عن إمكانية انتخاب رئيس في وقت قريب، أكد "أن لا شيء جدياً يحصل على خط الملف الرئاسي، وعلينا توجيه السؤال إلى من يخطف الملف الرئاسي ولا يطرحه بالطرق الدستورية والقانونية، ولا يعمل على فتح مجلس النواب بدورات متتالية لانتخاب الرئيس، ويمكنني أن أؤكد أنه في حال تم فتح المجلس النيابي، وإن لم يكن هناك في الوقت الراهن أي توافق في الملف الرئاسي من الجلسة الأولى والثانية، أؤكد أنه في الحدّ الأقصى سيكون لنا رئيس من الجلسة الثالثة، لأن الناس تبدِّل خياراتها، وهناك من النواب من ينتظر حصول الإستحقاق لينتخب، وهذا الأمر بالنسبة لفريق الممانعة غير وارد، لأنهم يعتبرون أن الموضوع الرئاسي سيكون جائزة ترضية بعد التسخين الحاصل في المنطقة".

ويشدّد على أنه "أياً تكن المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية، فهي لا تنتج رئيس جمهورية، لأن من يقترع للرئيس هو مجلس النواب، وأؤكد أن القسم الأكبر في المجلس النيابي، لديه ما يكفي من الوطنية للوقوف في وجه أي مشروع يُميّع الموضوع الرئاسي، أو حتى بيع رئاسة الجمهورية من جهة إلى جهة، لأنه موضوع وطني بامتياز، على الأقل لقسم كبير من النواب الذين يتمتعون بالوطنية، وهم حاضرون للمحافظة على سيادة الرئاسة وسيادة الجمهورية".

وحول تعثّر الرئيس نبيه بري في تدوير محرّكاته الرئاسية، يقول:" نحن أيضاً كان لدينا الأمل في إمكانية تمرير الإستحقاق الرئاسي، كما حصل مع ملف التمديد للقادة الأمنيين في هذه الظروف الخطيرة، بحيث يمكننا الوصول إلى حل، أو في الحدّ الأدنى فتح مجلس النواب وإجراء حوار داخلي تحت قبة البرلمان لتدوير الزوايا وعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، لكن فعلياً لم يحصل هذا الأمر، وهنا يجب توجيه السؤال إلى من يحمل مفتاح المجلس ويقرّر انعقاد جلسات المجلس النيابي".

ويشير الى ان "هناك طرفاً داخلياً يعتبر أن رئاسة الجمهورية هي جائزة ترضية وورقة من أوراق التفاوض، ولكنه تناسى أن هذا الأمر يعنيه شخصياً، وإذا قام بأي اتفاق جانبي فلن يتمكن من تحويله إلى أمر واقع، وهناك تجارب سابقة في رئاسة الحكومة وغيرها بعد تدخل دول غربية فشلت في فرض شروطها، لأنه في النهاية هناك أشخاص متّهمة بالتعامل مع السفارات، بينما هناك أطراف تنسّق مع السفارات في السرّ وتعمل لتحقيق المكاسب، ولا سيما إيران".

ويلفت الأسمر الى أن "قسماً كبيراً من الدول الخليجية، باستثناء العدو الإسرائيلي، تعمل على تفادي الحرب في لبنان، كي لا ينتقل جنون "إسرائيل" من غزة إلى لبنان، وللوصول إلى هذا الأمر تأتي مهمة آموس هوكشتاين الذي يقوم بمهمة، قد تمهِّد لاتفاق في الجنوب يؤدي إلى انسحاب "إسرائيل" من المناطق التي تحتلها في الجنوب من أجل إزاحة شبح الحرب، وبعدها يتم وضع ملف رئاسة الجمهورية على نار حامية، ولكن بالنسبة للدول الغربية وحركة الموفدين إلى بيروت، فإن الإستقرار يحتل الأولوية وليس الملف الرئاسي".


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت