اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على الرغم من التصعيد الحاصل في الجنوب، فإن رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم يكشف لـ "الديار" أن "إسرائيل" لا تريد حرباً كبرى مع حزب الله، الذي لا يريد أيضاً خوض الحرب مع "إسرائيل"، وهذا مهم ومطمئن جزئياً حتى الساعة". ويقول سالم الموجود في واشنطن، أن "أولوية "إسرائيل" هي للشريط الحدودي بحيث تصرّ على ألا تكون فرقة الرضوان على حدودها، وأن يكون هناك إمكانية للحزب بأن يدخل إلى شمال إسرائيل كما حصل مع حركة حماس، ومن الواضح أنهم مستعدون للتصعيد بشكل محدود للضغط في هذا الاتجاه، والذي قد يؤدي إلى التفاوض الذي يحصل من قبل الأميركيين وآموس هوكشتاين وآخرين".

واعتقد أن "إمكانية حصول حرب واسعة متدنية، إنما سيبقى الجنوب منطقة حامية كون المفاوضات تستلزم بعض الوقت وهي معقّدة وليست بالسهلة، وتنتظر انتهاء الأعمال الحربية الكبيرة الحاصلة في غزة، ليتمكن حزب الله من وقف عملياته، خصوصاً بعدما بدأت أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي ترتفع وتدعو إسرائيل للانتقال إلى مرحلة التفاوض، ووقف الحرب  المفتوحة في غزة".

في المقابل، يؤكد أن "نتنياهو ما زال مصرّاً على خوض هذه الحرب، فيما الحزب غير مستعجل على تسهيل الأمور لإسرائيل، والمفاوضات مستمرة حول الخط الأزرق والمنطقة الحدودية، فمرحلة التفاوض يمكن أن تدوم لأسابيع وبضعة أشهر من الحماوة المحدودة من دون انفجار كبير ومع وساطة أميركية مستمرة ومتكرّرة".

وحول الوضع في المنطقة وما يُطرح عن عسكرة البحر الأحمر، وتوجّه الوضع نحو تصعيد شامل، يؤكد أن "الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها أي رغبة في التصعيد مع إيران أو الدخول في حرب معها، وهذا أمر واضح منذ بداية إدارة الرئيس جو بايدن، وحتى انها تعمل لعدم حصول أي تصعيد، ومن الواضح أن الحوثيين حشروا الإدارة الأميركية في البحر الأحمر من خلال ضربهم للملاحة العالمية، واضطرّت الولايات المتحدة الى الردّ على هذا الأداء، وفي العراق وسوريا حصل أكثر من 130 أو 140 هجوما على مواقع أميركية من قبل مجموعات قريبة من إيران، أيضاً حُشرت إدارة بايدن واضطرّت إلى تنفيذ ردّ، ولكن لا إيران تريد التصعيد بوجه أميركا، ولا الأخيرة أيضاً، لكن الإيرانيين يقومون بحشر الأميركيين ويضغطون عليهم، وأعتقد أن للأيرانيين رؤيا طويلة الأمد كونهم يدركون أن الرأي العام الأميركي لا يحبّذ هذا الوجود الأميركي الواسع في الشرق الأوسط، وهذه سنة انتخابية، ولذلك تعتبر طهران أنه كلما عملت على حشر إدارة بايدن استفادت على المدى الطويل، والضغط الأساسي يأتي بناء على الاعتقاد بأن أميركا قد تنسحب من سوريا، وأيضاً في حال أصدرت الحكومة قراراً بذلك الانسحاب من العراق، وفي حال حصول ذلك، ستكسب إيران وبالتالي الضغط من ضمن هذا المنطق، ولكن من دون أي رغبة إطلاقاً بين الأميركيين والإيرانيين لتصعيد الحرب بينهما".

وحول مستقبل لبنان، يقول: "لبنان أصلاً حاضراً وضعه سيىء وسيىء جداً، والقلق أكيد مما يحصل في الجنوب اللبناني، والذي يؤثر في أهل الجنوب أيضاً يؤثر بلبنان بشكل عام، فالاقتصاد هو أصلاً بوضع سيىء جداً، ولا يتحمّل إضطرابات جديدة تؤثر فيه سلباً، ولكن يبقى الوضع الاقتصادي مربوطاً أكثر بالوضع السياسي كانتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة جديدة، والقيام بالإصلاحات الضرورية، وإجراء وتوقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، والقيام بخطوات الحوكمة التي تخلق الحركة لتنشيط الاقتصاد والإلتفات لموضوع المصارف، وذلك لا يرتبط بالتصعيد المحدود الحاصل في الجنوب".

وعن تأثير الوضع القائم في الاستحقاق الرئاسي، يقرّ سالم أن "هناك صعوبة في تقدير هذا الوضع"، موضحاً أن "الدول إجمالاً مشغولة بالحرب الحاصلة، وليست متفرغة للمفاوضات التفصيلية اللبنانية، إنما في الوقت نفسه الدول مهتمة بلبنان وبالحزب تحديداً لوقف التصعيد بينه وبين "إسرائيل"، وهذا الواقع قد يعطي الحزب أوراقاً إضافية بالملف الرئاسي، ولكن هذا الملف باعتقادي لا يزال بعيداً لأن الدول منشغلة بالحرب والأوضاع الإقليمية، إضافة إلى أن الوضع الداخلي لا يزال على حاله، لا سيما لجهة عدم الاتفاق على مرشح توافقي".


الأكثر قراءة

لعنة غزة تلاحق «إسرائيل» الى أمستردام هوكشتاين مودعاً وبولس مستطلعا خلال أسبوعين حزب الله يُكثّف عملياته و«تل ابيب» تقصف عشوائياً