اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في المنخفضات الجوية التي مرت سابقا غرقت شوارع طرابلس واحياؤها بسيول، وشكلت خطرا بالغ الأهمية على المواطنين وعلى الآليات والسيارات، خاصة في الشوارع المليئة بالحفر المهملة منذ سنوات دون ترميم او تأهيل.

والبلاد على موعد مع منخفض جديد وامطار طوفانية اعتباراً من الثلاثاء المقبل فماذا أعدّت المراجع المسؤولة من تدابير واجراءات لهذا المنخفض الطوفاني الآتي قريبا.

شوارع طرابلس منذ سنوات تعاني من اهمال شديد على كل المستويات، وبشكل خاص من رداءة شوارعها الرئيسية والداخلية سواء في المدينة من البحصاص والبوليفار، إلى التل والزاهرية والقبة والاحياء الداخلية وابي سمراء والأسواق والميناء، حفر كبيرة تزداد اتساعا وباتت خطرا على حركة المرور ولطالما تحطمت عليها سيارات، وفاقمت من كلفة الإصلاحات الشهرية الميكانيكية في ظل ظروف اقتصادية خانقة.

رغم ذلك لم يلحظ نواب المدينة حجم الخطورة في هذه الشوارع وفي البنى التحتية، بل تقول المجالس الشعبية انهم لم يلحظوا اي تضامن نيابي طرابلسي لانتزاع حقوق المدينة وفرض حملة ترميم وتأهيل لشوارعها، كونها العاصمة اللبنانية الثانية والعاصمة الاقتصادية الاولى، واليوم عاصمة للثقافة العربية.

ولا يخفى على اي متجول في شوارع طرابلس وفي مناطقها حجم الاهمال المزمن والمتمادي، وغياب اي مبادرة رسمية لتصحيح الوضع المزري في شبكة المواصلات الطرابلسية، خاصة في ابي سمراء والقبة التي تظهر وكأنها شوارع من العصور الحجريّة نتيجة زوال الإسفلت عنها بشكل كامل.

قد تكون المسؤولية الاولى على وزارة الأشغال العامة، لكن بلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء يشتركان في المسؤولية، وتظهر المناشدات لهذه المراجع لان تبادر سريعا إلى إنقاذ اهل المدينة من حرمان يتفاقم يوما بعد يوم. بخاصة ان السيول التي حصلت سابقا جرفت الأتربة، والأخطر من ذلك انها جرفت معها أكوام النفايات الملقاة على جوانب الطرقات تنبعث منها الروائح الكريهة وتبث في سماء المدينة الاوبئة والجراثيم، تهدد الصحة والسلامة العامة. فتبدو المدينة متروكة لقدرها في وقت يتساءل الكثير من ابنائها عن دور غائب لنواب لا يعيرون اهتماما لهذه المرافق والبنى التحتية.

والقضية آخذة بالتفاعل على المستوى الشعبي الطرابلسي حيث باتت مادة جدلية أينما اتجه المواطن. وهناك دعوات لنواب المدينة كي يستعيدوا دورهم للقاءات تنسيقية تستطيع ان تشكل قبضة موحدة طرابلسية من حديد تعمل على انتزاع حقوق المدينة بمشاريع انمائية غابت كثيرا دون ان يتحقق مشروع واحد لمدينة مهملة باتت تعتبر الأفقر بين مدن البحر المتوسط.

فهل تسارع وزارة الأشغال وبلدية طرابلس إلى إطلاق حملة تأهيل وترميم الشوارع؟ ام ان هذه الشوارع متروكة ايضا لمبادرات فردية على غرار مبادرات الإنارة وتجميل الوسطيات والتشجير فمن هو الاولى، تجميل الوسطيات ام الشوارع المحفرة والمخندقة؟

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب