اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 136 يتواصل العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، مع ارتفاع حصيلة الضحايا الابرياء من شهداء وجرحى، وسط مناشدات دولية وضغوط على «تل ابيب» لعدم فتح معركة رفح، ما قد يتسبب بجريمة ومجازر. في وقت بدأت فيه محكمة العدل الدولية  جلسات استماع لمدة أسبوع، حول العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في لاهاي. ومن المقرر أن تستمع المحكمة إلى إحاطات أكثر من 50 دولة، بالإضافة لمنظمة التعاون الإٍسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.

فقد قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي «إنّ الشعب الفلسطيني يعاني من الاستعمار والفصل العنصري في ظل الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف في جلسة استماع بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، «أنّ الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة هي نتيجة لغياب العقاب ومحاسبة إسرائيل»، ودعا إلى «ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين دون شروط». وشدد على «أن الاحتلال اختراق دنيء وخبيث للقوانين الدولية، والحل الوحيد هو الامتثال للقانون الدولي».

من جهته، أكّد مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ردٍّ رسمي على النقاش في محكمة العدل الدولية في لاهاي، أنّ القرار الاستشاري بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية «سيكون ضارا»،  وقال المكتب إنّ «إسرائيل لا تعترف بشرعية المناقشة الجارية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن شرعية الاحتلال»، مُدّعياً بأنّ هذه الخطوة «تهدف إلى الإضرار بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وتأتي هذه الجلسات بناء على طلب سابق قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022، التي طلبت من المحكمة إصدار رأي استشاري حول الاحتلال الإسرائيلي. وهذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن الملاحظ أن هذا الطلب يأتي في ظل تصاعد الضغوط السياسية على «اسرائيل» بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين.

في غضون ذلك، نقل عن مسؤولين «إسرائيليين» وإقليميين قولهم إن «إسرائيل» تتوقع مواصلة العمليات القتالية الواسعة النطاق في قطاع غزة من 6 إلى 8 أسابيع أخرى، في إطار استعدادها لشن هجوم بري في مدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوبي القطاع.

وقال مسؤول المخابرات «الإسرائيلية» السابق والمفاوض في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية آفي ميلاميد، «إن هناك فرصة ضئيلة أن تستجيب حكومة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو للانتقادات الدولية لإلغاء الهجوم البري على رفح»، مضيفا «أن تحقيق أهداف «إسرائيل» بالحرب يرتبط بالقضاء على كتائب حماس برفح»، وفق تعبيره.

تأخير العملية

كما أفاد ميلاميد بأن «التأخير الوحيد المحتمل للهجوم الإسرائيلي على رفح ، يمكن أن يحدث إذا قدمت حركة حماس تنازلات في المفاوضات وأطلقت سراح المحتجزين»، وأضاف « إذا حدث ذلك، فلن يؤدي إلا إلى تأخير التقدم نحو رفح، ما لم يقترن بنزع السلاح في المدينة واستسلام كتائب حماس هناك»، بحسب قوله.

وقالت مصادر اميركية إن كبار المسؤولين الأميركيين يرون أن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين مقابل هدنة طويلة للصراع هو أفضل طريق لإفساح المجال أمام محادثات أوسع نطاقا.وأضافوا أنهم مع ذلك يشعرون بالقلق من أن مثل هذا الاتفاق قد لا يتحقق في الأسابيع المقبلة، وأن الحرب ستستمر حتى شهر رمضان في آذار وحتى نيسان القادمين، مما قد يؤدي إلى تكثيف الانتقادات العالمية للحرب «الإسرائيلية».

حماس مستعدة

من جهتها، أفادت حركة حماس بأن «النصر الذي وعد به نتنياهو لن يكون ممكنا»، مؤكدة أنها «مستعدة لحرب طويلة». ونقل عن مسؤول في حماس لم تكشف هويته، تأكيده أن الحركة يمكنها مواصلة القتال، وهي مستعدة لحرب طويلة في رفح خاصة وقطاع غزة عامة» . الى ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية - حماس» إن تصريحات وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت حول وجود خلافات داخل قيادة الحركة والبحث عن بديل لقائدها في قطاع غزة يحيى السنوار، كلام فارغ وحرب نفسية مكشوفة. وفي تصريح صحافي وزعته الحركة، أفاد مصدر (لم يذكر اسمه)، بأن «محاولات الاحتلال فبركة معلومات حول قيادة الحركة والمجاهد يحيى السنوار، سخيفة وهدفها رفع معنويات جيشهم وكيانهم المنهارة».

عودة للشمال؟؟؟

كما نقل عن مصدر أمني «إسرائيلي» ومسؤول إغاثة دولي قولهم إن «إسرائيل» تدرس إرسال النازحين في رفح مرة أخرى إلى شمال القطاع المدمر لتشن عمليتها البرية هناك، بعد التأكد من أنهم لا ينتمون إلى حركة حماس، وقد تبني رصيفا عائما شمال رفح لتمكين وصول المساعدات الدولية وسفن المستشفيات عبر البحر. غير أن مسؤول دفاع «إسرائيلي « قال إنه لن يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة جماعيا، ومن المحتمل أن يبنوا خياما مؤقتة حول رفح، في حين حذر مسؤولون إقليميون من أنه لن يكون من الآمن نقل عدد كبير من الأشخاص إلى الشمال من دون كهرباء ومياه جارية، فضلا عن أن المنطقة لا تزال مليئة بالذخائر غير المنفجرة.

وذكر مسؤولون مطلعون، أن واشنطن متشككة في أن تكون «إسرائيل» جهزت استعدادات كافية لإجلاء آمن للمدنيين رغم وعدها بذلك.

القسام تستهداف قوة «إسرائيليّة»

مكونة من 15 ضابطا وجنديا

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية أن قواتها تمكنت من استهداف قوة «إسرائيلية» متحصنة داخل منزل غربي مدينة خانيونس. وقالت في بيان على «تلغرام»: «بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدونا استهداف قوة صهيونية راجلة مكونة من 15 جندياً تحصنت داخل منزل بقذيفة «RPG» مضادة للدروع وأخرى مضادة للأفراد». وتابع البيان: «أكد مجاهدونا إيقاعهم بين قتيل وجريح وسماع أصوات صراخ جنودهم بعد اشتعال النيران بهم في منطقة الحاووز غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة». وأضاف: «أكد مجاهدونا قنص جنديين صهيونيين والاشتباك مع قوة صهيونية راجلة وإيقاعها بين قتيل وجريح في منطقة حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة».

مجازر وقصف

ميدانيا استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، من جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 136، مرتكباً 13 مجرزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 70 شخصاً، وإصابة آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف نفذته طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي على النصيرات والزوايدة ودير البلح.

وارتقى 5 شهداء في قصف «إسرائيلي» استهدف مواطنين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في مدينة غزة.

ووصلت جثامين 16 شهيداً إلى المستشفيات، إثر تواصل قصف العدو على خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما تم انتشال 5 شهداء معظمهم أطفال إثر قصف «إسرائيلي» على مناطق شمال القطاع.كما استهدف قصف معادي أحياء الشجاعية والزيتون وتل الهوى والشيخ عجلين في مدينة غزة، فيما حلقت مُسيّرات وطائرات استطلاع على ارتفاعات منخفضة فوق مناطق متفرقة من رفح. وتحاول طواقم الدفاع المدني الوصول إلى مفقودين تحت أنقاض منزل قصفه الاحتلال في رفح يضم نحو 28 شخصاً.

الى ذلك أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة، بأن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 29092 شهيداً و69028 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول 2023.  وأضافت أن الاحتلال ارتكب في الساعات الـ 24 الماضية 9 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، راح ضحيتها 107 شهداء وأصيب 145 شخصاً، لافتةً إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.  وبشأن الأزمة الإنسانية والصحية المتفاقمة من جراء استمرار العدوان لليوم 136، أكدت الوزارة أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، وحوّلته إلى ثكنة عسكرية. وأشارت إلى أنّ المولد الكهربائي في هذا المجمع الطبي سيتوقف عن العمل خلال يومين كحدٍّ أقصى. 

قتلى الاحتلال

وقد أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل رقيب أول خلال معارك جنوبي قطاع غزة. ووفق وسائل إعلام «إسرائيلية» فإن الرقيب أول سيمون شلوموف، مقاتل في الكتيبة 202 «لواء المظليين»، قُتل في معركة في جنوب قطاع غزة.  وبهذا يصبح عدد قتلى «جيش» الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب، 573 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، بينهم 236 منذ بدء المناورة البرية في غزة، باعتراف الإعلام الإسرائيلي، إلى جانب 2918 مصاباً.

بوريل

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن على «إسرائيل» أن تدرك أن «هناك عددا كبيرا من المدنيين في رفح،  وأنه من المستحيل تفادي سقوطهم ضحايا»، وأوضح قبيل الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، «أن الاجتماع سيناقش الحرب على غزة بحضور منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة». وأضاف «أن أغلبية الدول الأوروبية ستصدر بيانا، حتى وإن لم يكن هناك إجماع بينها، لمطالبة «إسرائيل» بألا تطلق عملية عسكرية في رفح».

قطر:»اسرائيل» تحاول إطالة أمد الحرب

قال المتحدث باسم الخارجية القطري ماجد الأنصاري عبر منصة «إكس»، إن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو التي يطالب فيها دولة قطر بالضغط على حركة المقاومة الإسلامية للإفراج عن المحتجزين، ليست إلا محاولة جديدة منه للمماطلة وإطالة أمد الحرب». وأكد «أن قطر كانت ملتزمة منذ اليوم الأول بجهود الوساطة وإنهاء الأزمة وتحرير المحتجزين»، وقال «إن نتنياهو يعرف ذلك». وأضاف «أن الهدنة الإنسانية التي حررت 109 محتجزين أثبتت أن التفاوض هو الحل الوحيد لإعادتهم وإنهاء التصعيد». ورفض الأنصاري اتهامات نتنياهو التي وصفها بـ»الخاوية» حول الجهود القطرية في إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

عبد اللهيان يُحذر

حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأميركيين «من سلوكهم المزدوج أي الحديث عن وقف إطلاق النار من جهة، وتشجيع الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة رفح من جهة أخرى». وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، بأن أمير عبد اللهيان في لقاء الوفد الحكومي، أشار إلى «استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية». 

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟