اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 137 للحرب الإسرائيلية على غزة ارتكب الاحتلال 9 مجازر جديدة راح ضحيتها 103 شهداء لترتفع حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب إلى 29 ألفا و195 شهيدا، في وقت استمرت المقاومة في خوض معارك ضارية ونصب كمائن للاحتلال، خاصة في خان يونس جنوبا وحي الزيتون بمدينة غزة، فيما افشل الفيتو الأميركي قرارا بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

من جانبه، أقر جيش الاحتلال بالمزيد من خسائره، حيث أعلن عن إصابة 46 ضابطا وجنديا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة.

بدوره، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع بـ «توزيع آمن» وفق تعبيره، رغم التحذيرات المتصاعدة من شبح المجاعة الذي بات يخيم على أكثر من 2.2 مليون شخص في القطاع.

فقد استخدمت الولايات المتحدة امس حق النقض (الفيتو) مرة أخرى ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وهذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض منذ بدء هذه الحرب.

وحظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع صوت واحد.

وبررت المندوبة الأميركية الفيتو الأميركي بأن طرح هذا القرار في هذا الوقت لم يكن مناسبا، لأن قبوله يشكل تقويضا لجهود تبادل المحتجزين، وفق تعبيرها.

بينما قال ممثل الجزائر الدائم لدى مجلس الأمن عمار بن جامع إن رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين.

كما عبرت الصين عن إحباطها لفشل المجلس في تبني القرار.

من جانبه قال المندوب الروسي إن مشروع القرار الجزائري كان متوازنا، وإن واشنطن أعطت بقرارها أعطت رخصة وغطاء «لإسرائيل» لقتل الفلسطينيين.

وقالت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة إن الجزائر طلبت أن يصوّت مجلس الأمن على النص بصيغته الراهنة. لكن المندوبة الأميركية لدى المنظمة الأممية ليندا توماس-غرينفيلد قالت إن واشنطن لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا، وإذا طُرح للتصويت بصيغته الحالية، فلن يُعتمد، وهو ما حدث خلال التصويت.

وأضافت المندوبة الأميركية أن على مجلس الأمن الدولي أن يضمن «أن يؤدي أي إجراء يتخذه في الأيام المقبلة إلى زيادة الضغط على حماس، لكي تقبل الاقتراح المطروح على الطاولة».

على الجانب الفلسطيني، قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور «نعتقد أن الوقت حان لكي يتبنى مجلس الأمن قرارا بشأن وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية».

في غضون ذلك، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد من حركته، لإجراء «مباحثات مع المسؤولين المصريين» حول الأوضاع في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 5 أشهر.

وأفاد بيان صادر عن الحركة بأن هنية «وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد من قيادة الحركة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الأوضاع السياسية والميدانية في ظل الحرب العدوانية على غزة والجهود المبذولة لوقف العدوان وإغاثة المواطنين وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني».

وجدّد هنية السبت التأكيد على أن الحركة تريد «الوقف الكامل للعدوان» في غزة من دون أن «تفرّط بتضحيات شعبنا» و «إنجازات مقاومته»، وذلك غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لـ «هدنة مؤقتة» لضمان الإفراج عن الرهائن.

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن دولة قطر تواصل جهودها الهادفة إلى وقف الحرب في غزة وإطلاق الأسرى الإسرائيليين. وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي بالدوحة أن الجانب الإنساني يحتل الأولوية في المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل جديدة. وأوضح أن هذه الجهود مستمرة رغم الانتقادات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد قطر، ووصف الأنصاري هذه التصريحات بأنها للتكسب الشخصي والسياسي.

كما شدد على رفض دولة قطر بكل وضوح أي هجوم عسكري على رفح، مشيرا إلى أن ذلك سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال إن عودة الأسرى المحتجزين بكل ثمن ليست الأمر الأهم، لكن المهم تدمير حركة حماس.

وأضاف سموتريتش أن من يدعو إلى صفقة تبادل بأي ثمن سيجلب الخسارة لإسرائيل ويقلل احتمال استعادة المحتجزين.

ورد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بأن موقف سموتريتش بشأن استعادة المحتجزين عار أخلاقي.

قضائيا حثت جنوب أفريقيا، محكمة العدل الدولية على إصدار رأي استشاري يقر بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني معتبرة أن القرار سيساعد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية.

وافتتح ممثلو جنوب أفريقيا اليوم الثاني من جلسات الاستماع بمحكمة العدل في لاهاي. وتأتي الجلسة في أعقاب طلب قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022 لإصدار رأي استشاري، أي غير ملزم، بشأن الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا للقضاة إن «التوصيف القانوني الواضح لطبيعة النظام الإسرائيلي في علاقته بالفلسطينيين لا يمكن إلا أن يساعد في معالجة التأخير المستمر وتحقيق تسوية عادلة».وأضاف مادونسيلا أن «إسرائيل» تعتبر نفسها غير مقيدة في أفعالها ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن نحو 30 ألف فلسطيني قتلوا خلال آخر 4 أشهر، مؤكدا أن «هذه ليست مجرد إحصائيات بل دماء الشعب الفلسطيني وأشلاؤه». واعتبر أن «تردد المجتمع الدولي في مساءلة «إسرائيل» عن سياساتها وممارساتها، وعدم قدرته على ضمان الانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل للقوات الإسرائيلية، والإنهاء الفوري للاحتلال والفصل العنصري في فلسطين، يشجّع إسرائيل على اجتياز عتبة جديدة وهي ارتكاب جريمة الجرائم، الإبادة الجماعية». وطالب بتحميل الجناة ومرتكبي الجرائم الإسرائيلية المسؤولية ومحاسبتِهم. وقال السفير الجنوب أفريقي إن «إسرائيل» تمارس في الأراضي الفلسطينية فصلا عنصريا «أكثر تطرفا» مما واجهته بلاده قبل 1994.

في الميدانيات أعلنت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، أنّ مجاهديها يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور التقدم جنوبي حي الزيتون بمدينة غزة، مشيرةً إلى أنهم رصدوا عدداً من طائرات الاحتلال التي حضرت لنقل القتلى والإصابات من جراء الاشتباكات الضارية.

وأشارت كتائب القسام إلى أنها استهدفت دبابتين من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» في محور التقدم جنوبي حي الزيتون بمدينة غزة.

بدورها، أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّ مجاهديها استهدفوا بعملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية تحشدات  الاحتلال وجنوده في حي الزيتون جنوب شرق غزة، برشقات صاروخية من نوع (107).

وأعلن مجاهدو كتائب شهداء الأقصى من جانبهم خوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة وقذائف (R.P.G) شرقي مدينة غزة. 

وأشارت الكتائب إلى أنها استهدفت تجمعاً لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية بعدد من قذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى شرقي مخيم جباليا.

كما أعلنت أيضاً أنّ مجاهديها نفذوا خلال الساعات الـ24 الماضية 8 مهمات، وذلك من خوض اشتباكات ضارية واستهداف تجمعات لآليات «جيش» الاحتلال الإسرائيلي في محاور التقدم في قطاع غزة، ما أدّى إلى وقوع العديد في صفوف الاحتلال بين قتلى وجرحى. 

كتائب المجاهدين، من جانبها، استهدفت تجمعات لقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب شرق مدينة غزة، بعدد من الصواريخ قصيرة المدى.

وفي وقت سابق أفيد بأنّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، هدد سكان حيي الزيتون في مدينة غزة، والتركمان، بضرورة التوجه إلى بلدة المواصي جنوبي قطاع غزة، حيث تشتبك المقاومة بضراوة مع الاحتلال في هذه المنطــقة من القطــاع. 

وأقرّ «الجيش» رسمياً بسقوط 575 ضابطاً وجندياً قتلى في صفوفه، حتى يوم أمس الاثنين، منذ الـ7 من تشرين الأول 2023، بينهم  237 قتيلاً سقطوا في المعارك البرية داخل قطاع غزة. 

من جانبها أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 29195 شهيداً و69170 إصابة منذ السابع من تشرين الأول 2023. وقالت الوزراة في تقريرها إنّ الاحتلال ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 103 شهداء و142 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وفي اليوم الـ137 للعدوان، واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على قطاع غزة عبر قصف مناطق عديدة بالطيران الحربي والمدفعية والزوارق الحربية، مرتكبةً عدة مجازر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

 واشنطن 

في المواقف الدولية قال موقع «أكسيوس» الأميركي إنه من المتوقع أن يزور منسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك «إسرائيل» ومصر هذا الأسبوع، لبحث العملية الإسرائيلية المحتملة برفح جنوبي قطاع غزة. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أنه من المتوقع أن يجتمع ماكغورك، مع مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل، ومسؤولين مصريين آخرين، الأربعاء، ثم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غلانت ومسؤولين إســرائيليين آخرين يوم الخمــيس المقبل.

وأضاف الموقع أن ماكغورك سيبحث -أيضا- الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن.

منظمات أممية 

وفي اليوم الـ137 للحرب الإسرائيلية على غزة، لا تزال الأزمة الإنسانية تزداد سوءا، وتلوح مجاعة في الأفق مع استمرار «إسرائيل» منع دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية للقطاع، ويقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية ويواجهون شبح المجاعة، وحذرت المنظمة الأممية للطفولة (يونيسيف) من أن 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من سوء التغذية.

وعلى وقع هذه الظروف المأسوية، أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع المحاصر حتى تسمح الظروف بتوزيع «آمن». وأوضح البرنامج الأممي - في بيان - أن «قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يُتخذ استخفافا» بالنظر إلى إدراك معنى «تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا». 

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟