اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من بداية العدوان الصهيوني على غزة حدّد حزب الله هدفه من فتح جبهة جنوب لبنان كما كل جبهات محور المقاومة، ألا وهو "إسناد القطاع"، إلا أنه وبعد دخول الحرب شهرها السادس استطاع الميدان أن يُحقِّق أهدافاً أخرى تفرّعت من الهدف الأساسي، أوّلها ردع العدو عن القيام بحرب على لبنان.

تُعتبر عملية الردع واحدة من نتائج استراتيجية الإسناد التي اعتمدتها المقاومة، فالردع الذي فرضه حزب الله سلب العدو عنصر المفاجأة والقيام بعدوان متزامن مع حربه على غزة مستفيداً من عناصر الدعم الذي حصده عالمياً وأميركياً بالدرجة الأولى...

ومن نتائج الإسناد أيضاً أن المقاومة قامت بمناورة حيّة كشفت من خلالها عناصر القوة والضعف لدى العدو ولديها، فاعتمدت إجراءات للتعامل معها تعزيزاً لنقاط القوّة وترميماً لنقاط الضعف وذلك ضمن سلسلة اختبارات ميدانية واسعة رفعت من مستوى الآداء القتالي لدى المقاومين وعزّزت القدرة على إيجاد بدائل ميدانية للقيادة والسيطرة.

فـإصرار أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير على الالتزام بمسؤولية الإسناد لغزة، يؤكد صوابية الخيار الذي اعتمدته قيادة المقاومة منذ بدء العدوان على غزة والذي كان بين رأييْن متطرفيْن وهما:

١- إهمال المسؤولية الأخلاقية والدينية تحت عنوان الحياد، ٢- فتح الجبهة لحرب شاملة يريد العدو استدراج المقاومة نحوها، مستفيداً من الدعم الأميركي والغربي الذي ظهر في حشد الأساطيل البحرية والغواصات، بالإضافة الى الدعم المالي والتسليحي المفتوح بعد تبنّي الرواية الصهيونية من قبل الإعلام الأميركي والغربي.

لم يقتصر ما فعلته المقاومة على العناوين العريضة للأهداف المرسومة، وإنما اعتمدت إجراءات في تفاصيل المعركة للحد من الخسائر ومعالجة بعض الثغر التي كشفها الميدان، لذا يمكن تلمّس بعض الخلاصات:

١- التكتيكات التي اعتمدتها المقاومة من أجل تخفيف عدد الشهداء في الميدان رغم كثافة إطلاق الصواريخ التي توفّر فرصة زمنية للعدو لكشف المكان، إلا أن الإسرائيلي كما يعجز عن منع إطلاق الصواريخ، يعجز عن التعامل مع المجاهدين ولذلك فإن الأغلبية العظمى من الشهداء اغتالهم خارج ميدان المواجهة.

٢- من الواضح أن الحرص على المدنيين متحكمٌ بأداء المقاومة لناحية طبيعة الاستهدافات وهذا يسلب العدو ميزته التدميرية رغم بعض الاستثناءات الناتجة من سوء تقدير أحياناً أو رغبة بإظهار نياته الإجرامية في كل الأحيان.

للإنجازات الميدانية انعكاسات في السياسة بطبيعة الحال، باعتبار أن السياسة تستند الى الميدان، بحيث إنه من هذا المنطلق يأتي الأميركي والأوروبي الى لبنان ترغيباً وترهيباً، ومن هذا المنطلق أيضاً يواجِه لبنان الرسمي الضغوطات.

من بداية الحرب يأتي الأميركي بالعروض نفسها ويذهب حاملاً معه الأجوبة ذاتها، فهو يريد حلاً دبلوماسياً في لبنان لذا لم يزوِّد الإسرائيلي حتى اللحظة بذخيرة لشن الحرب على لبنان وإنما لاستمرار عدوانه على غزة، فيُصبح بذلك أمام الإسرائيلي عاملان يمنعانه من توسعة الحرب باتجاه لبنان كما يريد: عدم حصوله على الغطاء الأميركي حتى اللحظة، وقبل ذلك، قوّة المقاومة في الميدان والتي تُشكِّل عاملاً أساسياً يمنع الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته والتي هي في الأساس تحتاج الى حسابات دقيقة جداً.

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!